سوق شعبي في العاصمة عدن، 21 فبراير 2024 (مركز سوث24)
13-03-2024 الساعة 11 مساءً بتوقيت عدن
سوث24 | عبد الله الشادلي
حل شهر رمضان الإسلامي المقدس في اليمن هذا العام في وقت تعاظمت فيه الأزمة الإنسانية والاقتصادية في أوساط السكان، نتيجة الانخفاض الحاد في سعر العملة المحلية أمام الدولار، وما فرضه تصعيد جماعة الحوثيين في البحر الأحمر وخليج عدن ضد السفن التجارية والشحن الدولي من تداعيات اقتصادية أثرت على أسعار الغذاء والإمدادات الحيوية إلى الموانئ اليمنية.
مركز سوث24 قام بجولات ميدانية في عدد من المدن الرئيسية في اليمن لاستكشاف جوانب الأزمة القديمة المتجددة التي أثقلت كاهل المواطنين، وكيف أثرت على احتفال اليمنيين بشهر رمضان وجعلت فرحتهم به منقوصة.
ارتفاع أسعار الغذاء
وصلت أسعار السلع الغذائية إلى مستويات قياسية في الأسواق المحلية اليمنية مع تأثير عاملين أساسيين هما أزمة الدولار، وتداعيات تصعيد الحوثيين العسكري في البحر الأحمر وخليج عدن. وفيما يلي قائمة بأسعار 4 من أهم السلع الغذائية الأساسية بالنسبة لليمنيين بحسب رصد ميداني في خمس مدن يمنية عمل عليه من مركز سوث24.
أحمد الحامد، موظف تربوي يعيش في المكلا بحضرموت قال لمركز سوث24 إنه يستقبل رمضان هذا العام بمائدة متواضعة تنقصها كثير من العناصر الرئيسية التي تعود عليها مع أسرته الصغيرة كل عام. مضيفا: "كموظف حكومي، أجد نفسي مضطراً إلى الاستغناء عن بعض السلع الضرورية بسبب الغلاء. كما أنَّني في قلق دائم من عدم صرف راتبي بانتظام".
وفي محافظة شبوة، يعيش محمود باقطمي الذي يعمل معلما في أحد المعاهد التعليمية وضعا مشابها. قال لمركز سوث24 إنه لم يستطع شراء كثير من الاحتياجات. مضيفا: "أصبح من الصعب علينا كمواطنين تلبية احتياجاتنا الأساسية وتأمين الوجبات الغذائية اليومية لأسرنا. نحن نكابد كل هذا رغم أننا نعمل، كيف هو الحال مع من لا يجدون عملا يقومون به أو العاجزين عن العمل لأي سبب كان؟".
مواطنون يشترون بعض السلع الغذائية في مدينة عتق بشبوة، 24 فبراير 2024 (مركز سوث24)
ويؤكد حسين عبد الرحمن من عدن أنه واجه صعوبة كبيرة في توفير متطلبات رمضان هذا العام. وقال لمركز سوث24: "فيما مضى، كنا نتخلى عن بعض الكماليات في رمضان مقابل كماليات أخرى نراها أهم، الآن نضطر للتخلي عن السلع الغذائية الرئيسية. إنه وضع مأساوي".
وفي مدينة صنعاء الخاضعة للحوثيين في شمال اليمن، ليست الأحوال أفضل إن لم تكن أسوأ. الشاب ماجد أحمد الذي تحدث لمركز سوث24 تحت هذا الاسم المستعار خوفًا من ملاحقة الحوثيين قال إن أسعار الغذاء مرتفعة بشكل كبير رغم ثبات سعر العملة المحلية أمام الدولار. مضيفا: "إذا ما قارنا أسعار الغذاء وفقا لسعر صرف الدولار والقدرة الشرائية، نجد أنها متقاربة جدا مع الأسعار في عدن وفي بعض الأحيان أكثر منها بكثير".
مواطنون يشترون بعض السلع الغذائية في مدينة المكلا بحضرموت، 28 فبراير 2024 (مركز سوث24)
ويلفت الشاب غالب أحمد من أبناء محافظة الضالع إلى أنه "مع اقتراب شهر رمضان، يواجه السكان صعوبات كبيرة في تأمين احتياجاتهم". مضيفا لمركز سوث24: "بالإضافة لغلاء أسعار الغذاء، تفتقر الضالع للخدمات الأساسية مثل الكهرباء والماء".
أزمة الدولار وتصعيد الحوثيين
أمس الأربعاء، وصل سعر الدولار الأمريكي إلى 1647 ريالا يمنيا للشراء، و1658 للبيع، وهي أخفض نقطة في سعر العملة الوطنية منذ ديسمبر 2021 عندما تخطى الدولار الأمريكي 1750 ريالا يمنيا. ويعد توقف الصادرات النفطية الحكومية منذ أكتوبر 2022 نتيجة هجمات الحوثيين أحد أهم أسباب أزمة العملة المحلية حيث كانت عائدات بيع النفط من العملة الأجنبية تغطي الجزء الأكبر من نفقات الحكومة المعترف بها دوليا.
بالإضافة لأزمة الدولار، فاقمت الأحداث الأخيرة في البحر الأحمر وخليج عدن الناتجة عن تصعيد الحوثيين العسكري من الأزمة الاقتصادية في اليمن. ففي يناير الماضي، ارتفع سعر شحن الحاويات 40 قدما من الصين إلى ميناء عدن إلى 9950 دولارا للحاوية الواحدة، بعد أن كان سعر الشحن 3000 دولارا في نوفمبر الماضي.
لقراءة المزيد: هجمات الحوثيين البحرية تهدد اليمنيين بمزيد من الجوع
وفي تصريح صحفي، قال رئيس مجلس إدارة مؤسسة موانئ خليج عدن، محمد علوي أمزربة، إن رسوم التأمين البحري، الذي تفرضه نوادي الحماية الملاحية، على السفن والناقلات الواصلة إلى الموانئ الحكومية في اليمن، ارتفع إلى 200%، عمّا كان عليه الوضع قبل عمليات الحوثيين ضد السفن في باب المندب والبحر الأحمر.
وفي 19 فبراير، أطلق الحوثيون صاروخين مضادين للسفن باتجاه سفينة الحبوب الأمريكية Sea Champion في خليج عدن وهي في طريقها إلى ميناء عدن. أصاب الهجوم السفينة بأضرار لكنها واصلت رحلتها إلى ميناء عدن. وقالت الخارجية الأمريكية إن السفينة "كانت تنقل الذرة وغيرها من الإمدادات الغذائية إلى الشعب اليمني في عدن".
ورغم أن هذا الهجوم هو واحد من بين أكثر من 60 هجومًا مشابهًا للحوثيين ضد السفن، إلا أنه أثار المخاوف من تطور هجمات الحوثيين نحو استهداف إمدادات الغذاء والمساعدات للسكان في جنوب اليمن، وهو ما حذر منه المجلس الانتقالي الجنوبي.