17-12-2020 الساعة 10 مساءً بتوقيت عدن
سوث24| القسم السياسي
أكدت مصادر دبلوماسية سعودية الانتهاء من الترتيبات العسكرية والأمنية المتعلّقة بتنفيذ اتفاق الرياض في جنوب اليمن، بعد مرور أسبوع على بدء الانسحابات المتبادلة بين القوات الجنوبية الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي، والوحدات العسكرية الموالية للحكومة اليمنية، وسط أنباء عن إعلان متوقّع للحكومة الجديدة خلال الساعات القادمة.
وقال سكّان محليون من محافظة أبين لـ "سوث24" "أنّ أصوات المدافع والانفجارات والرصاص صمتت في جبهات أبين خلال الأيام الماضية، لأوّل مرة منذ شهور، وتنفّست الأرض سلاماً بدلاً عن البارود".
وأعلن السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، مساء الخميس، عن اكتمال الترتيبات العسكرية من آلية تسريع تنفيذ اتفاق الرياض.
والسفير السعودي يقود جهود السعودية المباشرة بشأن تنفيذ اتفاق الرياض مع الأطراف المعنية في جنوب اليمن، ويُشرف على البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن.
ونشر آل جابر، في تويتر، صورة عناق، قال أنّها "صورة للتاريخ"، لقيادات عسكرية جنوبية بارزة، تقاتلت طيلة الشهور الماضية، بعد محاولات متكررة لحكومة هادي، التي يسيطر عليها الإسلاميون في اليمن (الإخوان)، اقتحام مدينة عدن في 11 مايو/ آيار الماضي، الواقعة تحت سيطرة المجلس الانتقالي منذ أغسطس / آب 2019.
لقاء الوداع
من ناحيتها باركت حكومة تصريف الأعمال اليمنية "التقدم المحرز في تنفيذ اتفاق الرياض في شقيه الأمني والعسكري واقتراب إعلان تشكيل حكومة الكفاءات السياسية".
وقالت مصادر سياسية لـ "سوث24"، أنّ لقاءاً جمع أعضاء حكومة تصريف الأعمال اليوم الخميس، برئاسة معين عبد الملك، رئيس الوزراء المكلّف بقيادة الحكومة القادمة، كان بمثابة لقاء الوداع".
ورجّحت المصادر إعلان الحكومة خلال الساعات القادمة، ما لم يطرأ أي مستجد، في حين أشار وكيل وزارة الإعلام اليمني، نجيب غلّاب، في حديث لقناة الحدث، أنّ إعلان الحكومة سيتم بعد غداً السبت.
ومن شأن أي تعطيل لإعلان الحكومة، إحراج الجهود السعودية، التي حددت موعد الإعلان عنها، في تصريح مصدر مسؤول بالتحالف لوكالة واس السعودية صباح الخميس الماضي.
مطالب مشروعة أمّ نوايا مبيّتة
إلى ذلك أكدت مصادر سياسية، مساء الأربعاء، لـ "سوث24"، أنباء اعتذار السفير اليمني في واشنطن، أحمد عوض بن مبارك، عن منصبه المفترض في الحكومة الجديدة كوزير للخارجية.
وفي حين رأى مراقبون عمليةَ الاعتذار بأنّها محاولةً واضحةً لعرقلة إعلان الحكومة الجديدة في الموعد الذي حدّده التحالف، الخميس الماضي، إلاّ أنّ مصدر رجّح لـ "سوث24"، أن يكون الاعتذار "محاولة لتحقيق مزيد من الضغط على الرئيس هادي، ومنح الرجل امتيازات أوسع"، خصوصاً وأنّ الرجل كان يطمح لتعيينه رئيساً للوزراء.
وقال مصدر ثاني لـ "سوث24"، أنّ بن مبارك، قد يبقى في منصبه في الحكومة القادمة، مالم يكن هناك بديل عاجل يتفق عليه كل الأطراف".
وقال المصدر أنّه تم تداول أسماء جنوبية بالفعل، خلفاَ لبن مبارك مساء الأربعاء. في حين رجّح الصحفي صلاح بن لغبر، على تويتر، تعيين عبد الملك المخلافي وزير الخارجية الأسبق، بديلا لـ بن مبارك.
تخلي بن مبارك المحتمل عن منصبه، تزامن مع تصاعد حملة تقودها ناشطات يمنيات على وسائل التواصل الاجتماعي، هددن بإسقاط الحكومة، مالم يتم تمثيل المرأة في الحكومة الجديدة بنسبة 30% على الأقل.
جاءت الحملة النسوية التي انطلقت تحت، تاق (لا مشروعية لحكومة دون نساء)، مباشرة عقب الإعلان عن توافق طرفي اتفاق الرياض على تنفيذ إجراءات الانسحاب العسكرية من أبين وعدن، والانتهاء من تشكيل حكومة المناصفة بين الشمال والجنوب.
مراقبون أشاروا إلى أنّ هذه الحملة قد يكون هدفها الحقيقي مختلف، يكمن الغرض منه، تعقيد إعلان الحكومة، لصالح أطراف تسعى لإعادة تشكيل نفوذها داخل الملف اليمني.
لكنّ على الجانب الآخر، أعلن نشطاء وقيادات حزبية تأييدهم للحملة، وطالبوا بإشراك المرأة في الحكومة الجديدة، بينهم الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني، عبد الرحمن السقّاف.
مساع للتعطيل
تجدر الإشارة إلى أنّ وسائل إعلام يمنية، تخضع لحزب الإصلاح الإسلاموي، متهمة بتلقي تمويل من قطر، هاجمت جهود السلام التي رعتها السعودية، وحققها الأطراف الجنوبية في أبين، بإشراف لجنة التنسيق والاتصال السعودية والتحالف العربي.
وشكّكت كلا من قناة المهرية، التي تُبّث من إسطنبول، وموقع مأرب برس اليمني، بالجهود السعودية في أبين. ووصفا عملية توقّف القتال في أبين، ونجاح الفصل بين القوات المتقاتلة، وسحب الوحدات العسكرية والأسلحة الثقيلة، بأنها "مسرحية" بدعم سعودي.
الباحث بالشؤون السياسية اليمنية، بدر محمد اعتبر في حديث لـ "سوث24"، أنّ مساعي العرقلة والتأخير، قد يكون سببها "الاقتراب من موعد تسلّم الديمقراطيين الحكم في أمريكا رسمياً بصعود الرئيس جو بايدن في 20 يناير/ كانون الثاني القادم."
ووفقاً لمحمد فـ "جماعة الإخوان ومن خلفها الحوثيين يعولاّن كثيراً على حدوث تغيير في الأداء الأمريكي تجاه الأزمة اليمنية بما يعزز مواقف الجماعتين"، في العمليات السياسية الجارية.
تجدر الإشارة إلى أنّ جبهات شمالي وغربي الضالع القتالي، شهدت قتالاً عنيفاً خلال الثلاثة الأيام الماضية، بين القوات الجنوبية، وميليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، تزامناً مع التوافق المُعلن عنه بين الشركاء المحتملين ضد الحوثي، في محافظة أبين.
وقال نشطاء ميدانيين "أنّ ستة من مقاتلي القوات الجنوبية، استشهدوا في المعارك، وأصيب آخرون، في حين سقط العشرات من القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات التابعة للمتمردين."
وأبدى مواطنون في جنوب اليمن، تفاؤلَهم بالخطوات العسكرية التي تمت، أملاً في حقن الدماء وتفرّغ الحكومة القادمة لخدمة السكّان، حيث تشهد عدن ومدن جنوب اليمن، معاناة اقتصادية مُقلقة، وأزمة ارتفاع لأسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية، وانقطاع رواتب الموظفّين، وسط تحذيرات أممية ومحلية من خطر المجاعة.
- مركز سوث24 للأخبار والدراسات