08-09-2020 الساعة 7 مساءً بتوقيت عدن
سوث24| ترجمة خاصة
هدّد تنظيم القاعدة في اليمن بشن هجمات على قوات التحالف العربي وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي، رداً على أنباء تداولتها في الأيام الأخيرة وسائل إعلام قطرية وجماعة الإخوان المسلمين تزعم أنّ دولة الإمارات تنوي إقامة قاعدة عسكرية مشتركة مع إسرائيل في جزيرة سقطرى.
وهدّد بيان منسوب للقاعدة بشنّ عمليات انتحارية و "انغماسية" في الجزيرة وخارجها. وقال البيان: "دعوا اليهود وعملائهم الإماراتيين يعرفون أنّهم إذا وطأت أقدامهم سقطرى، فسيكونون هدفًا لقوتنا النارية ولن يكونوا في مأمن من عملياتنا الاستشهادية (الانتحارية) والانغماسية".
كان الخطاب المستخدم في بيان القاعدة مشابهاً بشكل مُقلق للخطاب التحريضي والدعائي الذي تبنته المواقع الإعلامية القطرية والإخوانية والحوثية لمحاولة تشويه سمعة الإمارات على وجه الخصوص، والتي ازدادت وتيرتها وشدتها في أعقاب اتفاق السلام بين أبو ظبي وتل أبيب.
قالت مصادر سياسية يمنية، إنّ استخدام العلاقات الإماراتية الإسرائيلية في سياق حملة التخويف الممنهجة في اليمن التي تقوم بها الدوحة والتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، أصبح استراتيجية جديدة لاستهداف التحالف العربي في اليمن. إنّهم يلوّحون الآن بالتهديد بالعمليات الإرهابية من خلال التحريض المباشر والتحضير الإعلامي لأعمال الجماعات الإرهابية، والتي يعمل العديد منها كأذرع عسكرية لأجندة الإخوان المسلمين.
"كان الخطاب المستخدم في بيان القاعدة مشابهاً بشكل مُقلق للخطاب التحريضي والدعائي الذي تبنته المواقع الإعلامية القطرية "
وأضافت المصادر، في تصريح لصحيفة "العرب ويكلي"، أنّ استخدام سقطرى كورقة في الصراع بين قطر وتركيا من جهة والتحالف العربي من جهة أخرى مر بمراحل عدة، بدءاً بانتشار شائعات أنباء عن قيام قوات التحالف بتدمير ونهب التراث الطبيعي للجزيرة، وتسريب أنباء عن محاولة التحالف تغيير الهوية السياسية لسكّان الجزيرة وإنشاء قواعد عسكرية في الجزيرة، والآن بالحديث عن قاعدة عسكرية واستخباراتية إماراتية إسرائيلية مشتركة هناك. والهدف من هذا النوع من الدعاية هو إثارة حفيظة الرأي العام اليمني وتمهيد الطريق لعمليات مباشرة ضد قوات التحالف العربي والمجلس الانتقالي الجنوبي من قبل وكلاء مسلحين من جماعة الإخوان المسلمين وقطر.
وكشفت المصادر أنّ الدوحة سرّبت بالتنسيق مع القوات الموالية لها في الحكومة اليمنية معلومات مضلّلة عن قيام الإمارات بإنشاء قواعد عسكرية على أرخبيل سقطرى اليمني منذ وقت مبكر، رغم عدم وجود أيّ من القوات الإماراتية في ذلك الوقت في الجزيرة. الآن مع أنباء تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل، تم إحياء تلك الدعاية نفسها بلمسة إضافية، مما جعل القواعد الخيالية مسعى عسكريًا واستخباراتيًا إماراتيًا إسرائيليًا مشتركًا.
اقرأ أيضا: دراسة| مناطق النفوذ الحكومي.. تربة خصبة لبذور الإرهاب في اليمن
كانت قطر تهدف إلى تمكين أنقرة من الوصول إلى أرخبيل سقطرى وبناء قاعدة هناك. ومع ذلك، تم تقويض هذا المشروع من قبل قوات المجلس الانتقالي الجنوبي التي استولت على الجزيرة الرئيسية وطردت القوات الحكومية اليمنية المتهمة بالتواطؤ مع جماعة الإخوان المسلمين. بعد أن فشلت في تلك الجبهة، حاولت الدوحة تسويق الادعاء بأنّ أرخبيل سقطرى ينتمي إلى الصومال بدلاً من اليمن.
وقال الباحث السياسي اليمني مشير المشرعي إنّ الإعلام القطري والإخواني التقط الخبر من موقع "جي فورم" الفرنسي (المنتدى اليهودي) الذي قال إنه التقط الخبر من مصدر إعلامي سوري حصل عليه بدوره من مصدر يمني، بحسب التقرير.
وأضاف المشرعي في تصريح لصحيفة "عرب ويكلي"، أنّ عدم ذكر الإعلام القطري لمصدر الموقع المذكور يشكّل محاولة متعمدة لتضليل الرأي العام من أجل إضفاء المصداقية على الخبر.
"الهدف من هذا النوع من الدعاية هو إثارة حفيظة الرأي العام اليمني وتمهيد الطريق لعمليات مباشرة ضد قوات التحالف العربي والمجلس الانتقالي الجنوبي"
من خلال تعقب المصدر اليمني للأخبار، تبين أنّ المعلومات المضللة تم طهيها في الأساس من قبل قوى معادية للتحالف العربي في اليمن، وخاصة الحوثيين، الذين يستند خطابهم السياسي والإعلامي على الادعاء بعيد الاحتمال بأنهما تحارب الأطماع الإسرائيلية في اليمن.
وحول الأثر المحتمل لهذه الأخبار الكاذبة المضللة على إثارة تصعيد الجماعات الإرهابية، أشار المشرعي إلى أنّ القاعدة وداعش استهدفا بالفعل قوات التحالف العربي منذ بداية الحرب. غير أنّ آخر التطورات هو دعوة القاعدة لمن تسميهم بـ "أهل السنة" للبدء في استهداف قوات التحالف وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي، في محاولة لاستغلال الأخبار الكاذبة التي تنشرها وسائل الإعلام القطرية والإخوانية، ونقل الصراع إلى مستوى أكثر عنفًا.
حذرت مصادر سياسية يمنية من أن الفحص الدقيق للنشاط الأخير الذي ترعاه دولة قطر في اليمن يؤكّد نية الدوحة توظيف كافة الأدوات المتاحة للارتقاء بالمعركة إلى مستوى أكثر خطورة من خلال استخدام الجماعات الإرهابية وتمويل إقامة مسعكرات للجهات المعنية، دعت إلى "الحشد الشعبي" والمشاركة المباشرة في دعم مليشيات الحوثي بالمال والسلاح والطائرات المسيرة لاستهداف دول التحالف.
نقلت مصادر إعلامية غربية عن ضابط مخابرات سابق، قوله إنّ الدوحة متورطة في دعم الحوثيين من أجل استهداف السعودية، بحسب صحيفة دي برس النمساوية. وأكد ضابط مخابرات سابق، يُدعى جيسون ج، للصحيفة الناطقة بالألمانية أنّ قطر تُقدّم دعمًا مباشرًا للحوثيين على مدى السنوات القليلة الماضية.
- ترجمة وتنقيح: سوث24 للأخبار والدراسات
- المصدر: صحيفة ذا أراب ويكلي الصادرة من لندن
قبل 24 يوم