الصورة: قناة العربية
25-02-2023 الساعة 1 مساءً بتوقيت عدن
سوث24 | عدن
سيف ديموقليس أصبح أقرب من أي وقت مضى فوق مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، بعد تصريحات صحفية لرئيس المجلس رشاد العليمي بشأن "قضية الجنوب"، فجَّرت ردود أفعال غاضبة في جنوب اليمن.
العليمي، الذي يرأس المجلس الرئاسي منذ أبريل الماضي، قال لصحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، في تقرير نشر الجمعة، إنَّ قضية الجنوب "عادلة لكنَّ الحديث عنها أو عن حلها في هذه اللحظة قد يكون غير مناسب."
وأضاف في تصريحاته المثيرة للجدل: "معالجة القضية الجنوبية يجب أن تكون في إطار حلول النظام السياسي، مضمون الدولة، وشكل النظام السياسي المستقبلي." على الفور، توالت ردود الأفعال، وأصدر المجلس الانتقالي الجنوبي بياناً شديد اللهجة.
وقال المجلس على لسان المتحدث علي الكثيري: "نؤكد أنَّ تصريحات رئيس مجلس القيادة غير دقيقة ولا تشير إلى جدية الشراكة والتوافقات التي انبثقت من مشاورات مجلس التعاون الخليجي."
وأضاف البيان: "نؤكَّد على أنَّ قضية الجنوب قضية شعب ووطن وهوية ودولة أنتجها فشل الوحدة بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية وحرب احتلال الجنوب في صيف ١٩٩٤، وحق شعب الجنوب بدولته كاملة السيادة."
وشدَّد البيان على أنَّ "نقاش قضية الجنوب لا يقبل الترحيل ولا التأجيل ولن يكون كذلك أبداً، بل أنَّه محدد في مخرجات مشاورات الرياض بشكل واضح، حيث تم الاتفاق على إدراج قضية شعب الجنوب ضمن أجندة مفاوضات وقف الحرب لوضع إطار تفاوضي لها."
وعبَّر البيان عن استغراب الانتقالي من "عرقلة إصدار قرار تشكيل الوفد التفاوضي المشترك الذي تم التوافق عليه." وكانت مصادر مطلعة لـ "سوث24" قد أكَّدت، في وقت سابق، التوافق داخل المجلس الرئاسي على تسمية وفد تفاوضي مشترك، لكنَّ هذا الوفد لم يعلن رسميًا حتَّى الآن.
وأوضح البيان أنَّ الوفد المشترك "هو المعني بالتفاوض حول شكل الدولة والنظام السياسي للفترة الانتقالية والضمانات المطلوبة"، محذرا من أنَّ "المماطلة في تنفيذ الالتزامات الواردة في مخرجات مشاورات الرياض تمثل مؤشرات خطيرة لا تخدم مستقبل الشراكة والعملية السياسية برمتها."
كرة ثلج
رئيس الوفد المفاوض للانتقالي، ناصر الخبجي قال "إنَّ استمرار تجاهل قضية الجنوب سيدفع لاتخاذ خيارات أخرى وفض الشراكة مع الحكومة اليمنية ومجلس القيادة الرئاسي."
ولم يفصح السياسي البارز عن تلك الخيارات، لكنَّ تصريحاته تزامنت مع حالة تأهب وانتشار عسكري في عدن نفذَّته قوات العاصفة الرئاسية المكلفة بحماية العليمي وبقية أعضاء مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية.
كما اتهم الخبجي العليمي بـ "تعطيل قرار تشكيل الوفد التفاوضي المشترك."
نائب خارجية الانتقالي أنيس الشرفي اتهم العليمي بـ "اختطاف القرار والتفرد به بعد تشكيل المجلس الرئاسي." وشبَّه الشرفي، الذي كان عضو أيضًا في فريق المفاوضات، خطاب العليمي بخطاب زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي بعد السيطرة على صنعاء.
سياسيون ونشطاء جنوبيون أيضاً انتقدوا تصريحات العليمي. المحامي يحيى غالب، عبَّر عن خيبة ظنه ممن وصفهم بـ "الساسة الشماليين." وأضاف في تويتر: "لماذا يخيبون ظننا ويتسابقون ويتفننون بالمخادعة والطعنات الغادرة."
وحذَّرت الناشطة الحقوقية وعضوة هيئة التشاور والمصالحة رشا جرهوم من أنَّ "الاستهانة بمطالب الجنوب ودعوات الحوار السياسي حول القضية ستؤدَّي إلى دورات جديدة للصراع وتفتح باب العنف العسكري."
واعتبرت الناشطة هيفاء المعاشي أنَّ العليمي "لا يتحدث بصوته، ولكن بصوت من وضعه رئيساً للمجلس الرئاسي وهذا يعني أن التحالف أيضا يرى الأمر مثله وهنا تكمن الخطورة"، حدَّ تعبيرها.
في المقابل، أيَّد سياسيون وصحفيون شماليون ما قاله العليمي. وقال الكاتب الصحفي غمدان اليوسفي إنَّ العليمي، الذي وصفه برئيس الجمهورية، "أظهر نظرة واقعية لما يتعلق بالقضية الجنوبية، ولم يلغ شيء من أحقيتها، ولا من واقعيتها."
ومع أنَّه وصف تصريحات العليمي بـ "الواقعية"، قال الباحث الشمالي علي الذهب أنَّ تصريحات العليمي "بشأن القضية الجنوبية يفتقر للدبلوماسية"، مضيفًا: "لا مبرر لأن يظهر بهذه الواقعية، فالظروف ليست في مصلحته."
ومن ناحية أخرى، رأى وزير الخارجية اليمني السابق، مصطفى نعمان، أنَّ "قضايا داخلية كثيرة حول مستقبل البلد يجب طرحها علنا، ومناقشتها بعقلانية بعيدًا عن المزايدات ومصارعة طواحين الهواء بعضها."
ودعا الخبير السعودي في الشؤون العسكرية، أحمد الفيفي، مجلس القيادة الرئاسي إلى "توضيح بتحديد آلية تقرير مصير الجنوب"، مُحذرًا من حدوث "فتنة بين الجنوب والشمال في اليمن يصعب إخمادها."
ووصل رشاد العليمي، السبت، العاصمة السعودية الرياض وفقاً لوكالة "سبأ" الرسمية، بعد جولة في أوروبا شملت بلجيكا وألمانيا.
وتجدر الإشارة إلى أنَّ العليمي كان قد أقر في تصريحاته الصحفية بعدم مشاركة الحكومة اليمنية بالمشاورات المباشرة بين السعودية والحوثيين بوساطة عُمانية، لكَّنه تحدث عن تأكيدات سعودية بأن الحل النهائي سيكون بين الحكومة والحوثيين."
ووصف العليمي الدور السعودي بـ "الوساطة"، في ظل الأنباء عن تعثر المفاوضات بين الرياض والجماعة المدعومة من إيران.
- مركز سوث24 للأخبار والدراسات