08-03-2021 الساعة 11 صباحاً بتوقيت عدن
سوث24| الرياض
أطلق المتمردون الحوثيون طائرات مسيرة وصواريخ باتجاه قلب صناعة النفط السعودية بما في ذلك منشأة تابعة لشركة أرامكو في رأس تنورة، ووصفت الرياض الأمر بأنه "هجوم إرهابي" فاشل على أمن الطاقة العالمي.
وقال الحوثيون، الذين يقاتلون تحالفا تقوده المملكة منذ ست سنوات، لدى إعلانهم عن الهجمات إنهم هاجموا أيضا أهدافا عسكرية في مدن الدمام وعسير وجازان.
وقالت وزارة الطاقة السعودية إن ساحة لتخزين النفط في رأس تنورة، حيث توجد مصفاة نفط وأكبر منشأة بحرية لتحميل النفط في العالم، هوجمت بطائرة مسيرة قادمة من جهة البحر.
وقالت وزارة الدفاع إنه تم اعتراض الطائرة المسيرة المفخخة وتدميرها قبل وصولها إلى هدفها.
وأضافت أن شظايا صاروخ باليستي سقطت بالقرب من مجمع سكني في الظهران تستخدمه شركة أرامكو السعودية، أكبر شركة نفط في العالم، مشيرة إلى أن الهجمات لم تسفر عن ضحايا أو خسائر في الممتلكات.
ودفعت الهجمات أسعار خام برنت لتجاوز 71 دولارا للبرميل وهو أعلى سعر منذ مايو 2019 كما بلغت أسعار العقود الآجلة للخام الأمريكي أعلى مستوى لها منذ أكتوبر تشرين الأول 2018.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع السعودية العميد الركن تركي المالكي إن الهجومين "لا يستهدفان أمن المملكة العربية السعودية ومقدراتها الاقتصادية، وإنما يستهدفان عصب الاقتصاد العالمي وإمداداته البترولية وكذلك أمن الطاقة العالمي".
وقالت الوزارة إن الهجوم على ساحة التخزين برأس تنورة ومنشآت أرامكو "هجوم إرهابي جبان يستهدف أمن إمدادات الطاقة العالمية".
كان التحالف الذي تقوده السعودية قد أعلن اعتراض 12 طائرة مسيرة مفخخة دون أن يحدد الأماكن المستهدفة في المملكة وكذلك اعتراض صاروخين باليستيين أطلقا باتجاه مدينة جازان.
وتقع المواقع التي تعرضت للهجوم يوم الأحد على ساحل الخليج في المنطقة الشرقية التي توجد بها معظم مرافق الإنتاج والتصدير لشركة أرامكو.
وفي 2019، تعرضت المملكة، أكبر مصدر للنفط في العالم، لهجوم كبير بصاروخ وطائرة مسيرة على منشآت نفطية تبعد بضعة كيلومترات عن المنشآت التي قُصفت أمس. وحمّلت الرياض إيران المسؤولية عن الهجمات وهو ما تنفيه طهران.
وأجبر هجوم 2019 السعودية على وقف أكثر من نصف إنتاجها من النفط الخام مؤقتا مما تسبب في ارتفاع كبير في الأسعار.
* تصعيد
وقال يحيى سريع المتحدث العسكري باسم المتمردين الحوثين إن الجماعة أطلقت 14 طائرة مسيرة وثمانية صواريخ باليستية عبر الحدود في "عملية واسعة في عمق المملكة العربية السعودية".
وكثّف الحوثيون هجماتهم على السعودية عبر الحدود في الآونة الأخيرة فيما تسعى الولايات المتحدة والأمم المتحدة إلى وقف لإطلاق النار لإحياء مفاوضات سياسية متعثرة تهدف إلى إنهاء الحرب.
وتدخل التحالف العسكري في اليمن في مارس آذار 2015 بعد أن أخرج الحوثيون الحكومة المدعومة من السعودية من العاصمة صنعاء. ويُنظر كثيرا إلى الصراع على أنه حرب بالوكالة بين السعودية وإيران.
وقال المالكي في بيان "وزارة الدفاع ستتخذ الإجراءات اللازمة والرادعة لحماية مقدراتها ومكتسباتها الوطنية بما يحفظ أمن الطاقة العالمي ووقف مثل هذه الاعتداءات الإرهابية لضمان استقرار إمدادات الطاقة وأمن الصادرات البترولية وضمان حركة الملاحة البحرية والتجارة العالمية".
ودانت كل من الإمارات والكويت والبحرين واليمن وجيبوتي ومصر وقطر وفلسطين الهجوم ووصفوه بـ "الإرهابي". كما دان مجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي الهجمات الحوثية.
كان التحالف قد قال في وقت سابق إنه شن ضربات جوية على أهداف عسكرية للحوثيين في صنعاء ومناطق أخرى باليمن أمس محذرا من أن "المدنيين والأعيان المدنية في السعودية خط أحمر".
وقال إن الحوثيين تجرأوا بعد أن ألغت الإدارة الأمريكية الجديدة تصنيف الجماعة تنظيما إرهابيا في فبراير شباط وهو التصنيف الذي كانت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب قد فرضته وأيدته الرياض.
وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية الأسبوع الماضي عقوبات على اثنين من القيادات العسكرية في جماعة الحوثي، في أول إجراءات عقابية تتخذها إدارة الرئيس جو بايدن ضد الجماعة. ويأتي القرار في أعقاب زيادة الهجمات على المدن السعودية واشتداد المعارك في منطقة مأرب اليمنية.
وفي صنعاء، تحدث شاهد من رويترز عن عدد من الضربات الجوية. وقالت قناة المسيرة التي يديرها الحوثيون إن طائرات التحالف قصفت منطقتي النهضة وعطان.
وأعلن بايدن في فبراير شباط وقف الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية للتحالف لكنه قال إن الولايات المتحدة ستواصل مساعدة السعودية في الدفاع عن نفسها.
وأسفرت الحرب، التي يخيم عليها الجمود العسكري منذ سنوات، عن مقتل عشرات الآلاف ودفعت اليمن إلى شفا المجاعة.
- المصادر: رويترز، وول ستريت جورنال، سوث24
قبل 9 أيام