01-01-2022 الساعة 3 مساءً بتوقيت عدن
سوث24 | عتق
انطلقت فجر السبت، الأول من يناير 2022، عملية عسكرية واسعة في محافظة شبوة، جنوب اليمن، تقودها ألوية العمالقة الجنوبية، بدعم من التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، ضمن استراتيجية حرب جديدة، ووسط انتشار "قوات دفاع شبوة" في عاصمة المحافظة.
وقال مسؤولون عسكريون ومصادر إعلامية أنّ قوات من ألوية العمالقة شنت هجوما عسكريا كبيرا على ميليشيات الحوثيين التي تتواجد في مديرية عسيلان بمحافظة شبوة.
ووفقا للمتحدث العسكري للقوات الجنوبية، محمد النقيب، تقدّمت ألوية العمالقة في أجزاء واسعة من المديرية، وسيطرت على مركزها الرئيسي.
وقال مصدر صحفي أنّ تقدم العمالقة جاء وسط تراجع مقاتلي الحوثيين باتجاه "مفرق الحمى"، وهو الموقع الأخير الذي تدور حوله المواجهات في المديرية.
وقال مراسل قناة العربية في شبوة، ردفان الدبيس أنّ عربتين عسكريتين احترقتا بالقرب من مفرق الحمى ومنطقة العكدة بعسيلان. وأشار إلى أنّ العمليات العسكرية الميدانية رافقتها عمليات قصف جوي لطيران التحالف.
وفي وقت لاحق من مساء السبت أعلن قائد ألوية العمالقة، أبو زرعه المحرمي "نجاح المرحلة الأولى من عملية إعصار الجنوب التي أطلقتها العمالقة، بتحرير مديرية عسيلان".
وأعلن محافظ شبوة، عوض الوزير، في تغريدة، تحرير كامل عسيلان من سيطرة الحوثيين.
ولم يصدر عن جماعة الحوثي أي تعليق حتى اللحظة بشأن هذه التطورات.
واتهمت قوات العمالقة الحوثيين بالوقوف خلف قصف صاروخي استهدف مطار عتق مساء الثلاثاء الماضي. كذلك اتهم مسؤولون عسكريون الحوثيين، يوم الخميس، بقصف معسكر تمركزت فيه قوات العمالقة في مرخة السفلى أسفر عن مقتل 7 جنود على الأقل وإصابة 15 آخرين.
قوات دفاع شبوة (النخبة)
وفي الأثناء وصلت قوة عسكرية كبيرة (60 مركبة) تحمل اسم "قوة دفاع شبوة"، قادمة من مدينة المكلا بحضرموت.
ونشر المسؤول بالمجلس الانتقالي الجنوبي، محمد الغيثي صوراً لموكب كبير لهذه القوات، شملت عربات مصفحة ومدرعات عسكرية.
وقالت مصادر محلية لـ "سوث24" أنّ القوات التي تتبع المجلس الانتقالي الجنوبي، انتشرت في مرافق حيوية عدة، بينها مطار عتق، بهدف تعزيز الأمن.
ويعتقد خبراء عسكريون أنّ هذه القوات تشمل "قوات النخبة الشبوانية"، سابقا، التي هُزمت في معارك أغسطس 2019، بعد سيطرة القوات الموالية للإسلاميين (حزب الإصلاح) على أجزاء واسعة من شبوة.
وخرج عشرات المواطنين لاستقبال القوات الجديدة، ورفعوا أعلام دولة جنوب اليمن السابقة.
ولعبت قوات النخبة الشبوانية دورا بارزا في مجال مكافحة الإرهاب في شبوة. واستطاعت خلال عامي في 2017 و2018 من تطهير المحافظة من عناصر تنظيم القاعدة، بدعم إماراتي.
وأشاد تقرير الخارجية الأمريكية لعام 2019 عن الإرهاب بدور هذه القوات. وكرر تقرير الخارجية لعام 2020 إشادته بالقوات الأمنية الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي في جهود مكافحة الإرهاب.
استراتيجية التحالف
وتأتي هذه التطورات العسكرية والأمنية في ضوء استراتيجية عسكرية جديدة للتحالف الذي تقوده السعودية، عقب لقاءات مع قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي وأطراف داخل الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، وعقب لقاءات بين قيادات عسكرية إماراتية وسعودية.
وقالت مصادر عسكرية أنّ هدف العمليات العسكرية في شبوة، هو تحرير مديريات بيحان الشمالية في شبوة من سيطرة الحوثيين. وكانت هذه المديريات قد سقطت بيد الحوثيين في 21 سبتمبر الماضي، عقب انسحاب مفاجئ للقوات الحكومية الموالية لحزب الإصلاح منها دون قتال.
ويرى مستشار الشؤون العسكرية والأمنية في مركز سوث24 للأخبار والدراسات، العميد ركن ثابت حسين صالح أنّ تحرير مديريات بيحان بشبوة يُعدّ، بالمقام الأول، "انتصار للقوات الجنوبية وهزيمة للحوثيين، الذين أرادوا إحراز اختراق تجاه الجنوب، وكذلك هي هزيمة للإخوان المسلمين [حزب الإصلاح]، الذي سلّم هذه المناطق".
وسيطر الحوثيون في سبتمبر وأكتوبر الماضي كذلك على مديريات جنوب محافظة مأرب. المعقل الأخير للحكومة المعترف بها دوليا في شمال اليمن.
ورأى صالح، وهو محلل عسكري مخضرم، أنّ الخطوة الأولى في تغيّر استراتيجية التحالف لعملياته العسكرية في اليمن، بدأت بإعادة انتشار القوات في الساحل الغربي. وهي وفقا للخبير العسكري "استراتيجية قامت على أنقاض استراتيجية سابقة للتحالف، كانت تعتمد على آليات وأدوات أثبتت فشلها".
واعتبر صالح أنّ هذه الاستراتيجية التي ترافقت مع قرار عزل محافظ شبوة السابق محمد بن عديو، وتعيين محافظ توافقي، فرضتها حالة "الفشل والإخفاق" من ناحية، ونتيجة للضغوطات التي مارسها المجلس الانتقالي الجنوبي وشكلها التصعيد الشعبي في حضرموت وشبوة، من ناحية أخرى.
ويعتقد الخبير العسكري أنّ من شأن تحرير مديريات بيحان في شبوة أنّ يغيّر أيضا، طبيعة سير المعارك في مأرب ومناطق أخرى.
يعتقد صالح أنّ هناك تحول كبير في مسار الحرب من شأنه أن يُعبّد الطريق أمام تنفيذ اتفاق الرياض ويُهيئ المعركة ضد الحوثيين، ويضع "قوات الشرعية" أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الاصطفاف الى جانب القوات الجنوبية وإما الاصطفاف إلى جانب الحوثيين. وأشار إلى وجود خيار ثالث يقضي بـ "تحييدها" كما حدث في شبوة، أو ربما يحدث في تعز.
ويعتقد أنّ هذه التطورات الاستراتيجية في مسار رؤية التحالف "فرضتها أيضا ضغوط دولية بسبب إطالة أمد الحرب مع تدهور الوضع الإنساني، ودون وجود أفق لحسم عسكري أو لحل سياسي."
وتعيش اليمن حربا أهلية للسنة السابعة على التوالي، ألقت بتبعات اقتصادية وإنسانية واسعة على حياة ملايين اليمنيين الذين بات يتهددهم الجوع أو الموت في أسوأ كارثة إنسانية في العالم، كما تقول الأمم المتحدة.
- مركز سوث24
- الصورة: قوات دفاع شبوة التي وصلت عتق، وهي ترفع أعلام جنوب اليمن، السبت، 1 يناير 2022 (نشطاء)