غلاف الحلقة - سولو بودكاست
آخر تحديث في: 29-06-2025 الساعة 10 مساءً بتوقيت عدن
|
مركز سوث24 | عدن
ضمن مشروع إعلامي وبحثي متعدد المسارات، ينفّذه مركز سوث24 للأخبار والدراسات، وبتمويل من صندوق Urgent Action Fund الأمريكي، نُشرت في 29 مايو 2025 حلقة بودكاست خاصة بعنوان "لماذا تُخفي بعض الأسر بناتها الكفيفات؟"، من إنتاج محلي لمؤسسة (سولو بودكاست) في عدن، وبرعاية رسمية من المركز.
وتأتي هذه الحلقة، التي أعاد مركز سوث24 نشرها في قناته على يوتيوب يوم السبت 29 يونيو، ضمن سلسلة من الأنشطة الإعلامية والبحثية التي تهدف إلى تسليط الضوء على قضايا الإعاقة والتمييز القائم على النوع الاجتماعي في اليمن، في ظل بيئة تعاني من هشاشة مؤسسية واجتماعية متفاقمة.
استضافت الحلقة الإعلامية تهاني الخضر، وشارك فيها كل من عبير العقربي، رئيسة جمعية الوفاء لرعاية وتأهيل الكفيفات بعدن، ومحمد العماري، صحفي وناشط حقوقي متخصص في قضايا الإعاقة البصرية. وتناولت الحلقة واقع المكفوفين والمكفوفات في اليمن، مركّزة على التحديات التعليمية، والتمييز الاجتماعي، والنقص في الخدمات المساعدة، وضعف السياسات الرسمية ذات الصلة.
خلال الحلقة التي استمرت ساعة ونصف، ناقش الضيفان أبرز العوائق التي تحول دون تمكين المكفوفين، سواء في البيئة المنزلية أو المؤسسات التعليمية أو سوق العمل.
وطرحت العقربي والعماري نماذج من التجربة الشخصية والميدانية التي تعكس حجم الفجوة بين الاحتياجات الفعلية لذوي الإعاقة البصرية، والاستجابات الرسمية أو المجتمعية المتوفرة. وبيّنت الحلقة أن التحديات لا تقتصر على البنية التحتية أو الأدوات المساعدة، بل تمتد إلى أنماط ثقافية عميقة ترى الإعاقة كعبء أو وصمة.
وسلّطت عبير العقربي الضوء على مسيرتها الشخصية، بدءًا من فقدان البصر في سن مبكرة، مرورًا بتعليم ذاتي عبر تقنيات بديلة، وانتهاءً بتأسيس جمعية متخصصة لخدمة الكفيفات. وأوضحت أن محاولتها الأولى لتأسيس جمعية ذات نطاق وطني قوبلت بالرفض، مما دفعها إلى إطلاق "جمعية الوفاء لرعاية وتأهيل الكفيفات الجنوبية" كمبادرة محلية تركز على تأهيل وتمكين النساء ذوات الإعاقة البصرية.
في المقابل، عرض محمد العماري تجربته في الولوج إلى المجال الإعلامي، رغم العراقيل المرتبطة بالإعاقة. وأشار إلى أن العديد من المؤسسات الإعلامية رفضت منحه فرصة العمل، إلا أنه تمكن لاحقًا من تطوير برنامج إذاعي مخصص لقضايا الإعاقة، وأطلق "منصة عدن لذوي الإعاقة" لتكون قناة للتواصل والمناصرة.
تناولت الحلقة أيضًا فشل السياسات العامة في تهيئة بيئة مناسبة للمكفوفين في اليمن. وذكر الضيفان نقص الأدوات الأساسية مثل كتب "برايل"، أو الأجهزة الناطقة، أو التطبيقات التقنية التي تتيح لذوي الإعاقة البصرية استقلالية أكبر. وأشارا إلى أن غياب هذه الأدوات يؤدي إلى اعتماد شبه كامل على العائلة أو الذاكرة الشخصية، مما يفاقم من شعور العزلة.
[عن صندوق Urgent Action Fund for Feminist Activism]
على مدى أكثر من 25 عامًا، يدعم Urgent Action Fund for Feminist Activism الناشطات النسويات في الخطوط الأمامية، من أجل حماية مجتمعاتهن وبناء حركات مستدامة تقوم على العدالة والمساواة والتحرر. يتبنى الصندوق نهجًا مرنًا وشاملًا يمكّن الناشطات من الاستجابة الفورية للتهديدات والفرص، ورعاية أنفسهن ومحيطهن، وتعزيز الحلول المستدامة في مواجهة الأزمات والانتهاكات الأكثر إلحاحًا في عصرنا.
ويمول الصندوق حاليًا مشروعًا في اليمن ينفذه مركز سوث24، يشمل تدريبات مهنية للصحفيين، إنتاج تقارير معمقة تناقش قضايا ذوي الإعاقة، المرأة، والمناخ. بالإضافة لدراسة متخصصة مرتقبة في مجال المناخ، وأنشطة أخرى.
اقرأ المزيد: تدريب متخصص للصحفيين اليمنيين حول المناخ، المرأة، الإعاقة، والذكاء الاصطناعي
وقد شكّلت حلقة البودكاست نموذجًا لمقاربة إعلامية متوازنة بين السرد الشخصي والتحليل الموضوعي، إذ قدم الضيفان توصيات واضحة تتعلق بضرورة إدماج ذوي الإعاقة في سوق العمل، وتحسين البيئة التعليمية، ورفع مستوى الوعي المجتمعي. كما تم التأكيد على أهمية وجود جمعيات متخصصة وممولة بشكل مستقر لضمان الاستدامة، وتوسيع نطاق التأثير المجتمعي.
- مركز سوث24 للأخبار والدراسات