29-09-2021 الساعة 8 صباحاً بتوقيت عدن
سوث24| مأرب
قال خبراء لوكالة فرانس برس إنّ الحوثيين في اليمن قد يكونون على وشك تغيير مسار الحرب مع اقترابهم من مدينة شمالية رئيسية، ورجحوا إمكانية قبول الأطراف الموالية للحكومة في مدينة مأرب بالصفقة التي قدمها الحوثيون لتجنيب المدينة الدمار، وعوضا عن ذلك الاتجاه نحو [غزو] الجنوب.
ولقي مئات المقاتلين مصرعهم في اشتباكات عنيفة هذا الشهر بعد أن جدد المتمردون المدعومون من إيران حملتهم من أجل مأرب، آخر معقل للحكومة في المنطقة الشمالية الغنية بالنفط.
ومن شأن الاستيلاء على مأرب أن يغيّر قواعد اللعبة، حيث سيكمل استيلاء المتمردين على شمال اليمن مع منحهم السيطرة على الموارد النفطية والسيطرة العليا في أي مفاوضات سلام.
وقالت الوكالة الفرنسية في تقرير لها، ترجمه سوث24، أنّ ذلك يثير مخاوف على أكثر من مليوني لاجئ يعيشون في مخيمات في المنطقة بعد فرارهم من مدن أخرى على الخطوط الأمامية خلال الصراع الذي طال أمده.
وقال عبد الغني الإرياني الباحث في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية لوكالة فرانس برس إنّ "معركة مأرب ستحدد مستقبل اليمن". "الحوثيون يسيطرون على معظم المحافظة ويقتربون من المدينة".
وقال الإرياني إنّ "اللاجئين سيدفعون على الأرجح الثمن الأعلى لهذه الحرب المدمرة".
القصف الجوي
تقع مأرب على مفترق طرق بين المنطقتين الجنوبية والشمالية وهي مفتاح السيطرة على شمال اليمن. ويقول المحللون أنه في حال سقطت، فإنّ الحوثيين قد يتشجعون على الدفع إلى الجنوب الذى تسيطر عليه الحكومة.
وقال أحمد ناجي، من مركز مالكولم كير كارنيغي للشرق الأوسط، إنهم حققوا تقدما كبيرا بعد فتح جبهات جديدة حول مأرب في الأسابيع الأخيرة.
وقال لوكالة فرانس برس أنه في حال استيلاءهم على المدينة "سيستخدم الحوثيون مأرب للتقدم نحو المحافظات الجنوبية المتاخمة لها".
بدأ الحوثيون حملة كبيرة للاستيلاء على مأرب في فبراير/شباط، وبعد فترة هدوء، جددوا حملتهم هذا الشهر، مما أدى إلى قصف جوي مكثف من قوات التحالف.
وقالت إليزابيث كيندال، الباحثة في جامعة أكسفورد، "إنّ خسارة مأرب لصالح الحوثيين يمكن أن تغير مسار الحرب.، "وسيكون ذلك مسمارا آخر في نعش مطالبة الحكومة بالسلطة، وسيعزز نفوذ الحوثيين في أي محادثات سلام متوقعة".
وبحسب الإرياني، لا يزال هناك احتمال أن تقبل قبائل وأحزاب مأرب، التي تقاتل إلى جانب الحكومة، صفقة الحوثيين لتجنيب المدينة الدمار.
وقال "من غير المرجح أن يشقوا طريقهم إلى المدينة. والأرجح أنهم سوف يبرمون اتفاقا. ولا يرغب أي من الجانبين فى الدخول فى معركة حضرية دموية".
وأضاف أنّ "العرض ينص على أن تتبرأ الحكومة المحلية من التحالف وتعلن الحياد وتتقاسم موارد المحافظة مع (المتمردين في) صنعاء. وفي المقابل، سيترك الحوثيون المدينة وشأنها ويعترفون بحكومتها المحلية".
تداعيات "رهيبة"
كان عدد سكان المدينة يتراوح بين 20,000 و30,000 نسمة قبل الحرب، لكن عدد سكانها تضخم مع فرار اليمنيين إلى هناك من أجزاء أخرى من البلاد.
ومع وجود حوالي 139 مخيما للاجئين في المحافظة، وفقا للحكومة، التي تستضيف ما يقرب من 2.2 مليون شخص، فإن المدنيين النازحين عالقون على خط النار مرة أخرى.
وقال الإرياني:"مع تفرقهم، سيكون من الصعب عليهم الحصول على المساعدات الإنسانية، ومع شبح المجاعة الذي يلوح في الأفق حول اليمن، فإن معركة مأرب ستجعلها أكثر قربا".
وقالت كيندال "إذا استولى المتمردون على مأرب، فإنّ التأثير على الوضع الإنساني سيكون رهيبا"، في حين توقع ناجي كارثة "ضخمة".
ويعتمد نحو 80 في المئة من سكان اليمن الـ 30 مليون نسمة، الذين طالما كان أفقر بلد في شبه الجزيرة العربية، على المساعدات.
في الوقت الذي تضغط فيه الأمم المتحدة والولايات المتحدة لإنهاء الحرب، طالب الحوثيون بإعادة فتح مطار صنعاء، المغلق تحت الحصار السعودي منذ عام 2016، قبل أي وقف لإطلاق النار أو مفاوضات.
وقال ناجي إن "الاستيلاء على مأرب لن يدفع الحوثيين إلى قبول السلام الذي تم التوصل إليه بوساطة أو حتى الالتزام به إذا تم قبوله". "بل على العكس من ذلك، سيشجع الحوثيين على الانتقال إلى الأجزاء الجنوبية الأخرى لضمان سيطرتها الكاملة على جميع أنحاء اليمن".
وكان الحوثيون قد سيطروا على مديريتي بيحان والعين بمحافظة شبوة الجنوبية الحدودية مع مأرب، عقب فرار القوات الموالية للحكومة التابعة لمحور عتق العسكري. وحمّل مسؤولون ونشطاء جنوبيون المسؤولية عن ذلك حزب الإصلاح والسلطة المحلية بالمحافظة، واتهموا الحزب، بالتنسيق مع الجماعة المدعومة من إيران.
وأعلن المجلس الانتقالي الجنوبي منتصف شهر سبتمبر الجاري، حالة طوارئ "في جميع محافظات الجنوب"، ودعا للتعبئة العامة بهدف قتال الحوثيين.
- المصدر: ا ف ب، سوث24
- الصورة: ا ف ب