10-06-2021 الساعة 7 مساءً بتوقيت عدن
سوث24| قسم الترجمات
"استسلمت" المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة محاولات إعادة إحياء الاتفاق النووي مع ايران التي لطالما عارضته، وستنخرط مع طهران لاحتواء التوترات مع الضغط على إقامة محادثات مستقبلية للنظر في مخاوفهم الأمنية ووضعها في عين الاعتبار.
عقدت القوى العالمية مفاوضات في فيينا مع ايران والولايات المتحدة لإعادة إحياء اتفاق ٢٠١٥ وقامت ايران بالموافقة على تقييد برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الدولية المتخذة تجاهها.
الإدارة الأمريكية الجديدة للرئيس جو بايدن تسعى لاستعادة الاتفاق الذي تخلت عنه واشنطن تحت إدارة سلفه دونالد ترامب. ولكن حلفاء واشنطن في الخليج كانوا دائماً يصفون الاتفاقية بأنها غير كافية كونها تتجاهل قضايا أخرى ومنها تصدير ايران للصواريخ وتوفير الدعم لمقاتليها بالوكالة في المنطقة.
أوضح وزير الخارجية الأمريكي يوم الإثنين أن أولوية واشنطن هي استعادة الاتفاقية "للصندوق" ومن ثم استخدامها كقاعدة للإجابة على بقية الأسئلة.
ولكن مع تورط السعودية في حرب اليمن وتكلفتها العالية، فإنها تواجه هجمات متكررة بالصواريخ والطيران المسير ضد بنيتها التحتية النفطية وتقوم بإلقاء أصبع الاتهام الى ايران وحلفاؤها. دول الخليج تقول أن المشاكل ذات البعد الأوسع يجب ألا يتم وضعها جانباً.
خلال هذا الأسبوع قال عبد العزيز صقر من مركز الخليج للأبحاث والذي كان له دور فعال في المحادثات غير الرسمية بين السعودية وإيران أنّ "دول الخليج ذكرت أنه لا بأس اذا عادت الولايات المتحدة (الى الاتفاق النووي)، هذا قرارهم ولا يمكننا تغييره، ولكن... نحتاج من الجميع الأخذ بعين الاعتبار المخاوف الأمنية إقليمياً".
مسؤولون خليجيون قلقون من أنهم يفقدون نفس التأثير الذي كان لديهم مع ترامب، فقد قاموا بالضغط للانضمام لمحادثات فيينا وهو ما قوبل بالرفض.
بدلاً من الانتظار لمخرجات مفاوضات فيينا، قامت الرياض بقبول العرض العراقي في أبريل لعقد محادثات بين مسؤولين سعوديين وايرانيين، وهو ما أكده مصدرين مطلعين على الحدث. [..]
ايران تحمل عدد من الكروت وليس أقلها دعم تحركات الحوثي في اليمن، والذي فشل السعوديين بهزيمتهم بعد حرب مجهدة استنفذت صبر واشنطن لمدة ست سنوات.
ويقول الصقر "مسار اليمن الرخيص بالنسبة لإيران هو مكلف للغاية لدى السعودية وهو ما يعطي ايران موقف تفاوضي قوي".
الامارات العربية المتحدة بالنسبة لدورها، فقد كانت على اتصال دائم مع ايران لخفض التصعيد وخصوصاً بعد الهجوم على ناقلتها بالقرب من سواحلها في عام ٢٠١٩ وهو ما ذكره مصدر إقليمي ثالث.
الأولوية الآن لدول الخليج هو التركيز على اقتصاداتهم عقب جائحة كوفيد-١٩، ولكن الاضطراب الأمني هو جانب مهم من هذا التعافي.
وأخبر مصدر ثالث رويترز: "اتفاق (نووي) أفضل من لا اتفاق، ولكن كيف يمكننا أن نقنع العالم – والمستثمرين – أن الاتفاق الحقيقي هو ما سيصمد مع اختبارات الزمن؟"
تأمل دول الخليج من أن تحافظ واشنطن على نفوذها على طهران وذلك بالإبقاء على بعض العقوبات، التي تضم معاقبة الدول الأجنبية لدعمها النشاط الإرهابي أو تزويدها بالسلاح.
أخبر بلنكن لجنة الاستماع في الكونغرس إنّ الاتفاق يمكن استخدامه "كمنصة للنظر إذا كان الاتفاق نفسه يمكن تمديده أو تقويته إذا تطلب الأمر وذلك لمواجهة" المخاوف الإقليمية.
تبقى دول الخليج متشككة. السفير الإماراتي لدى واشنطن يوسف العتيبة صرح في أبريل انه لم يرَ أي إثبات أنّ الاتفاق النووي سيصبح "أداة لتعزيز الاعتدال" في ايران التي تشهد انتخابات رئاسية خلال هذا الشهر ويسيطر عليها المتشددين.
"ولكن نحتاج أن نعيش معهم في سلام"، يقول العتيبة، ويضيف: "نريد سياسة عدم تدخل، وعدم الهجوم بالصواريخ، وعدم استخدام وكلاء (للحروب)".
- المصدر بالإنجليزية: وكالة رويترز
- ترجمه ونقّحه للعربية: مركز سوث24 للأخبار والدراسات
- الصورة: (الرئاسة الإيرانية)