06-05-2020 الساعة 1 مساءً بتوقيت عدن
سوث24| طهران
وانسحب ترامب من الاتفاق في 2018، معللا ذلك بأنه لم يتضمن ما يكفي لتحجيم برنامج إيران الصاروخي ونفوذها في الشرق الأوسط.
وقال روحاني ”ترامب ارتكب خطأ غبيا بالانسحاب من الاتفاق النووي“.
وأضاف ”إذا كانت أمريكا تريد العودة للاتفاق، فعليها رفع كل العقوبات على طهران وتعويضها عن معاودة فرض العقوبات... سيكون رد إيران ساحقا إذا جرى تمديد حظر الأسلحة المفروض عليها“.
وبحسب روسيا اليوم قال روحاني أيضا إن السعودية وإسرائيل والمتشددين في أمريكا الذين أقنعوا الرئيس دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي، سيقولون له إنهم ارتكبوا خطأ جسيما".
وأضاف "أمريكا استفاقت منذ شهرين من غفلتها وأدركت الخطأ الذي ارتكبته بانسحابها .. أمريكا تقف على طريق لا يمكنها التقدم فيه ولا التراجع عنه".
وتابع روحاني: "لا نعتقد بأن الإدارة الأمريكية الحالية ستحكم العقل وتعود إلى الاتفاق النووي وترفع العقوبات، وعلينا أن نرى ماذا سيحصل مستقبلا.
رد ساحق
مشيرا بأن "الحل الوحيد يكمن في توبة الإدارة الأمريكية واعتذارها للشعب الإيراني". حد وصفه
وشدد روحاني على أن رفع الحظر عن التسلح هو حق إيران الطبيعي وارد في الاتفاق النووي، وهو جزء لايتجزأ من الاتفاق، لافتا إلى أن أمريكا حاليا خارج الاتفاق النووي، ولا يمكنها توظيفه لتمديد حظر التسلح.
وأشار روحاني إلى أن تمديد حظر التسلح على إيران سيكون له تداعيات كارثية، محذرا من رد إيراني ساحق إن تم تمديد حظر التسلح.
وتابع قائلا: "بعثت رسالة إلى قادة الدول الخمس حول التداعيات الوخيمة والهزيمة التاريخية التي ستنجم عن تمديد حظر التسلح على إيران.. قادة الدول المتبقية في الاتفاق النووي تعرف رد إيران على أي قرار أو أي آلية لتمديد حظر التسلح.. إيران لن تقبل أي انتهاك للقرار الأممي 2231 ، ورفع حظر التسلح حقها البديهي في الاتفاق النووي".
وأوضح الرئيس الإيراني أن إيران إن صنعت السلاح أو اشترته سيكون للدفاع عن نفسها وعن المنطقة، قائلا: سلاح إيران لا يصب الزيت على النيران، بل سيكون ماء يخمد النيران في المنطقة.. سلاحنا لن يسمح بإشعال حرب أو بإثارة التوتر في المنطقة".
استغلال كورونا
وتصاعدت حدة الخلافات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران بشكل كبير، بسبب المواقف والتصريحات المتشددة والتحرشات المستمرة بين الجانبين، يضاف الى ذلك المواقف الاخيرة والحرب الاعلامية بعد انتشار فيروس كورونا في ايران التي تعاني من مشكلات وازمات اقتصادية بسبب العقوبات الامريكية، وقد حاولت طهران كما نقلت بعض المصادر، استغلال تفشي الوباء لتصعد من ضغوطها الدبلوماسية والإعلامية على واشنطن لرفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها منذ أغسطس 2018، واتهمت الولايات المتحدة بأنها تعرقل الحرب العالمية ضد هذا الوباء الذي حصد ارواح الالاف.
وقد اكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، ان العقوبات الامريكية أضعفت قدرة إيران على الاستجابة للتداعيات الصحية لتفشي وباء "كوفيد-19" وطالبت بتخفيف تلك العقوبات وتوسيع نطاق ترخيص المواد المعفاة من العقوبات لتأمين حصول إيران على الموارد الإنسانية مبينة أن الإعفاءات الإنسانية في العقوبات الأمريكية لم تدفع الشركات والمصارف الأجنبية لتصدير السلع الإنسانية المعفاة، خوفًا من التعرض للعقوبات.
وتنامى الموقف الأمريكي المعارض لسياسة طهران في المنطقة، بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة في الولايات المتحدة، التي حملت دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، والذي اتخذ مواقف مغايرة تماماً لمواقف سلفه باراك أوباما في التعاطي مع المسألة الإيرانية، وكانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عاودت فرض عقوبات على إيران بعد انسحاب واشنطن في عام 2018 من الاتفاق الدولي الذي أبرم عام 2015 والذي كان يهدف إلى تقييد برنامج طهران النووي. وقال ترامب إن الاتفاق النووي لم يكن كافيا، ولم يتضمن قيودا على برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني وعلى دعم طهران لوكلائها في الشرق الأوسط.
قمر صناعي عسكري
وفي هذا الشأن قال الحرس الثوري الإيراني إنه أطلق أول قمر صناعي عسكري للبلاد بنجاح إلى مداره، وذلك في وقت يشهد توترا بين طهران والولايات المتحدة إزاء برنامجي إيران النووي والصاروخي. ويقول مسؤولون أمريكيون إنهم يخشون من أن التكنولوجيا الباليستية طويلة المدى المستخدمة في وضع الأقمار الصناعية في المدار يمكن أن تُستخدم أيضا في إطلاق رؤوس حربية نووية. وتنفي طهران تأكيدات الولايات المتحدة بأن هذا النشاط يمثل غطاء لتطوير صواريخ باليستية وتقول إنها لم تحاول قط تطوير أسلحة نووية.
وقال التلفزيون الرسمي الإيراني ”انطلق أول قمر صناعي عسكري إيراني، نور، من صحراء وسط إيران. كان الإطلاق ناجحا ووصل القمر الصناعي إلى مداره“. وذكر الحرس الثوري في بيان على موقعه الإلكتروني أن القمر الصناعي (نور) يدور في مدار يبعد 425 كيلومترا عن سطح الأرض. وأضاف أنه استخدم الصاروخ (قاصد) في إطلاق القمر الصناعي، لكنه لم يخض في تفاصيل أخرى عن التكنولوجيا المُستخدمة. وقال إن الصاروخ يَستخدم مزيجا من الوقود الصلب والسائل. وأظهرت لقطات بثها التلفزيون جزءا من آية في القرآن كُتب على الصاروخ وهي ”سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين“. وتخيم سحابات التوتر الكثيفة في سماء المنطقة منذ بداية العام.
ويأتي إطلاق القمر بعد شهور من مقتل القائد العسكري الإيراني الكبير قاسم سليماني في ضربة نفذتها طائرة أمريكية مسيرة في بغداد في الثالث من يناير كانون الثاني. ودعت إسرائيل التي ترفض طهران الاعتراف بها، المجتمع الدولي إلى التنديد بإطلاق ايران للقمر الصناعي. وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان ”تدعو إسرائيل المجتمع الدولي... إلى فرض مزيد من العقوبات على النظام الإيراني. وكل ذلك لردعها عن مواصلة مثل هذا النشاط الخطير والمضاد“. وعلى الرغم من الإطلاق، يقول محللون إن طهران وواشنطن لن تسعيا إلى حرب تقليدية. وقال هشام جابر، المحلل العسكري والعميد المتقاعد في الجيش اللبناني إنها حرب نفسية لتوصيل رسالة وإبلاغ الخصم ”بأننا مستعدون لوقف أي هجوم“.
من جانب اخر طالب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بمحاسبة إيران على إطلاق قمر صناعي عسكري، مضيفا أنه يعتقد أن الأمر بمثابة تحد لقرار أصدره مجلس الأمن الدولي. ويقول الجيش الأمريكي إن التكنولوجيا الباليستية الطويلة المدى المستخدمة في إطلاق الأقمار إلى المدار يمكن أيضا أن تسمح لإيران بإطلاق أسلحة أطول مدى ربما تحمل يوما رؤوسا نووية. وتنفي طهران تأكيدات واشنطن بأن مثل هذا النشاط ستار يغطي تطوير صواريخ باليستية وتقول كذلك إنها لم تسع قط لتطوير أسلحة نووية. بحسب رويترز.
ويدعو قرار أصدرته الأمم المتحدة عام 2015 إيران للامتناع لمدة ثماني سنوات عن العمل على تطوير صواريخ باليستية مصممة لحمل أسلحة نووية وذلك بعد اتفاق أبرمته طهران مع ست قوة عالمية لكبح برنامجها النووي. وقال بومبيو ”كل دولة عليها التزام بأن تذهب إلى الأمم المتحدة وتقيّم إن كان إطلاق هذا الصاروخ يتماشى مع قرار مجلس الأمن“، مشيرا إلى القرار رقم 2231. وأضاف ”لا أعتقد أنه يتماشى وأظن أنه ينبغي محاسبة الإيرانيين على ما فعلوه“.
كما قالت بريطانيا إن إطلاق إيران قمرا صناعيا يثير قلقا شديدا ويخالف قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية ”التقارير عن إطلاق إيران قمرا صناعيا باستخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية مقلقة للغاية ولا تتفق مع قرار مجلس الأمن رقم 2231“. وأضاف ”تطالب الأمم المتحدة إيران بالامتناع عن أي نشاط يتصل بالصواريخ الباليستية المصممة بحيث تكون قادرة على حمل أسلحة نووية. يجب أن تلتزم إيران بذلك“.
من جانبها قالت وزارة الخارجية الفرنسية إن باريس نددت بإطلاق إيران قمرا صناعيا عسكريا مشيرة إلى أن الإجراء يتعارض مع قرار لمجلس الأمن الدولي. وذكر بيان للوزارة أن فرنسا دعت إيران أيضا إلى وقف كل الأنشطة المرتبطة بتطوير صواريخ باليستية مصممة لحمل أسلحة نووية. وأضاف البيان ”برنامج (الصواريخ) الباليستية الإيرانية مصدر تهديد رئيسي للأمن الإقليمي والدولي. إنه يساهم في زعزعة استقرار المنطقة وزيادة التوتر“.
حرب استفزازية
وفي أحدث حرب كلامية، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه أصدر تعليمات للبحرية الأمريكية بإطلاق النار على الزوارق الإيرانية إذا تحرشت بالسفن الأمريكية في البحر وفي وقت سابق قال الجيش الأمريكي إن 11 زورقا تابعا للحرس الثوري الإيراني اقتربت بشكل خطير من سفينة تابعة للبحرية الأمريكية ووصفت سفن حرس السواحل في الخليج الواقعة بأنها ”خطيرة واستفزازية“. واقتربت الزوارق الإيرانية في لحظة ما إلى مسافة عشر ياردات من السفينة الأمريكية.
- المصادر: رويترز، روسيا اليوم، شبكة النبأ
قبل 15 يوم