07-05-2022 الساعة 11 صباحاً بتوقيت عدن
سوث24 | الضالع
استشهد، الجمعة، ثلاثة على الأقل، بينهم قائدان بارزان، وأصيب ثمانية أخرون، في هجوم لعناصر يشتبه بانتمائها لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب على القوات الجنوبية بالضالع، شمالي عدن.
ووفقاً لمصدر أمني لـ "سوث24"، هاجم ثمانية عناصر يشتبه بانتمائهم للتنظيم المتشدَّد مقر قوات الحزام الأمني في منطقة "حكولة"، إلى الشمال من مدينة الضالع، المركز الإداري للمحافظة.
وأسفر الهجوم عن استشهاد نائب قوات الحزام الأمني بالمحافظة، النقيب وليد الضامي، وقائد قوات مكافحة الإرهاب، العقيد محمد الشوبجي، وأحد الجنود.
كما أكَّد المصدر مقتل العناصر جميع المهاجمين الثمانية المشتبه بانتمائهم للقاعدة.
وفقاً للمصدر، كان العناصر قد تسللوا ليلاً من منطقة "جُبن" الشمالية إلى مديرية الشَعيب الحدودية مع محافظتي البيضاء وإب الشماليتين، ليتم إيقافهم في مدينة العوابل، عاصمة المديرية.
وبعد الإبلاغ عنهم، قدمت قوة عسكرية جنوبية تابعة للحزام الأمني ومكافحة الإرهاب لنقلهم إلى الضالع دون التحقَّق من هوياتهم. وفور وصولهم لمقر الحزام الأمني، بدأ المسلحون بإطلاق النيران الكثيفة.
وأعقب الهجوم اشتباكات عنيفة استمرت لساعة وقعت أمام بوابة مقر الحزام الأمني وداخله.
وحتَّى الآن لم يصدر أي بيان من تنظيم القاعدة بشأن الهجوم؛ فيما نعت القوات الجنوبية في بيان لها استشهاد الضامي والشوبجي في اشتباكات مع عناصر "إرهابية".
وأضاف البيان: "قواتنا تصدت ببسالة لعناصر إرهابية قدمت من خارج محافظة الضالع". وأكد البيان "مصرع جميع العناصر الإرهابية".
واتهمت القوات الجنوبية الحوثيين والقوات الشمالية في محافظة حضرموت الجنوبية بإطلاق سراح عشرات العناصر من القاعدة. وقالت إن "الإرهاب يُعاد تصديره مجدداً إلى الجنوب".
كما أكَّد البيان "استمرار معركة اجتثاث الإرهاب في الجنوب". وتوعد من يقفون وراءه بـ "سوء العاقبة والفشل".
الهجوم الأول
يعتبر هذا الهجوم لـ "القاعدة" هو الأول من نوعه في الضالع، المحافظة الجنوبية التي ظلَّت بعيدة عن التنظيمات المتطرفة، واحتضنت الحركات السياسية الجنوبية.
وشهدت الضالع خلال الأعوام الماضية تدريب وحدات عسكرية وأمنية متنوعة قاتلت ضد الحوثيين والقاعدة وداعش في عدن ومحافظات جنوبية أخرى.
كما تعتبر أيضاً أحد المراكز الرئيسية للقوات الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي في جنوب اليمن.
وينتشر بعض عناصر القاعدة في مديريات شمالية تم ضمها إدارياً للضالع بعد الوحدة اليمنية في 1994، مثل مديرية "جُبن" الحدودية التابعة جغرافياً لمحافظة البيضاء، الخاضعة للحوثيين.
وفي يوليو 2019، نشر الإعلام الحوثي فيديو لمضبوطات من الأسلحة والمتفجرات قال إنَّها ناتجة عن عملية مداهمة لمنزل قائد خلية "إرهابية" في مديرية جُبن.
ووفقاً لـ "المسيرة"، التلفزيون الرسمي للجماعة، تم القبض على "سليم المسن" وآخرين في عملية المداهمة. و"المسن" هو قائد العناصر التي شنت هجوم الجمعة في الضالع، وفقاً لمصادر أمنية لـ "سوث24" رجحَّت مقتله.
وقال مصدر رفيع لـ "سوث24" أنّ "المسن" كان على علاقة بميليشيات الحوثيين التي تسيطر على مديرية جبن. ولم يتضح بعد ما إذا كان للحوثيين يد في الهجوم الأخير.
عودة "الإرهاب"
وكان تنظيم القاعدة قد أصدر بياناً في منتصف أبريل الماضي، هاجم فيه السعودية والإمارات، وتوعَّد بالتصدي للمجلس الرئاسي الجديد في اليمن.
وجاء البيان بعد إقالة نائب الرئيس اليمني، علي محسن الأحمر، ونقل الرئيس اليمني هادي صلاحياته وصلاحيات نائبه الأحمر للمجلس الرئاسي.
كما تزامن بيان التنظيم مع فرار عشرة من عناصره من سجن للمنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت. وقالت مصادر صحفية غربية إنَّ الهروب تمَّ بمساعدة حُراس السجن.
اقرأ المزيد: هروب أعضاء القاعدة من وادي حضرموت: دلالة التوقيت
وتوالي المنطقة الأولى، التي ينتمي معظم أفرادها لشمال اليمن، الجنرال الأحمر ذي الصلة الوثيقة بالجهاديين في اليمن. وربط محللون وخبراء بين هذه الحوادث وإقالة الجنرال الشمالي من منصب نائب الرئيس في 7 أبريل الماضي.
ويطالب المجلس الانتقالي الجنوبي بنقل هذه القوات الشمالية من حضرموت ومحافظات الجنوب الأخرى إلى الجبهات مع الحوثيين في الشمال. ويدعو لتمكين قواته العسكرية والأمنية لمكافحة "الإرهاب" بهذه المناطق.
وتجدر الإشارة إلى أنَّ القوات الجنوبية قد حقَّقت إنجازات هائلة على مدى الأعوام الماضية في الحرب ضد تنظيمي القاعدة وداعش في جنوب اليمن. كما شن التنظيمان عشرات الهجمات الدامية ضد أفراد القوات الجنوبية أيضاً.
واستطاعت هذه القوات التي تحظى بدعم التحالف بقيادة السعودية القضاء على خلايا التنظيمين في محافظتي عدن ولحج، عقب 2015، وضرب معاقله في محافظتي أبين وشبوة وساحل حضرموت.
- مركز سوث24 للأخبار والدراسات
- الصورة: قائد قوة مكافحة الإرهاب بالضالع، العقيد محمد الشوبجي (إعلام القوات الجنوبية)