عيد الفطر في عدن: الطقوس بين الماضي والحاضر

عيد الفطر في عدن: الطقوس بين الماضي والحاضر

التقارير الخاصة

الإثنين, 02-05-2022 الساعة 09:16 صباحاً بتوقيت عدن

سوث24 | رعد الريمي 

يستقبل  سكان عدن، جنوب اليمن، مناسبة عيد الفطر الإسلامية، التي تأتي بعد شهر رمضان المقدس، بطقوس عيدية متنوعة، هي ما تبقت من مخزون فريد من العادات والطقوس التي اندثر كثير منها.

المواطنة والمثقفة العدنية جهاد حداد ترى أنَّ الطقوس العيدية العدنية اليوم باتت على حالين: "بهجة قديمة، وفرحة هزيلة".

وقالت حداد لـ "سوث24"، "هناك عادات وطقوس عيدية في كل بيت عدني، ما زالت موجودة، ويتم الاستعداد لها مع اقتراب نهاية رمضان. تقوم الأمهات بتجهيز الأولاد والبنات بشراء ملابس العيد، والستائر وأغطية الفراش، ليأتي العيد بحلة جديدة".

وأضافت حداد: "ومن العادات المتعارف عليها، ذهاب الرجال والأولاد في صباح يوم العيد إلى المساجد لصلاة العيد، ولقاء الجيران والأصدقاء في كل حافة [حي] وشارع، لتبادل التهاني العيدية".
عيد الفطر في عدن: الطقوس بين الماضي والحاضر
آلاف المصلّين في العاصمة عدن يؤدون صلاة العيد صباح اليوم 2 مايو 2022 (AIC) 

وعن عادات العيد التي لها ارتباط بالطعام، لفتت حداد: "تعد الأمهات والبنات القراع [الإفطار] في المنازل. ويتكون غالباً من كبد الماشية، وكذلك العطرية [من أصناف الأطباق الحلوة]. أما وجبة الغداء فزربيان [وجبة عدنية مكونة من الأرز مع اللحم]، ويتم تجهيزها في ليلة العيد".

وللنساء في عدن طقوسهن الخاصة. وتسرد جهاد بعض تلك الطقوس: "النساء في العيد يقومن بنقش الحنَّاء. يتجمعن في المساء في الحافات، كحافة حسين والقاضي والقطيع وغيرها [أحياء في مدينة كريتر بعدن]؛ لنقش الحنَّاء، وعمل كعك العيد والغُريبات [نَوْع من الحلويات]، ويذهبن لشراء ألعاب الأطفال. فرحة الأطفال بالعيد كبيرة، حتى أن الأطفال ينامون وبمحاذاة أسِرَّتهم ملابس العيد والألعاب، وخاصة دمية "العروسة" الخاصة بالبنات".

وتابعت: "في ثاني أيام العيد، يتجمع كل الأهل في بيت الأسرة الكبير؛ لتناول الغداء وإعداد الشاي العدني الممزوج بالحليب والهيل [بذور نبات الهال] والجوز. تنبعث رائحة البخور في فترة ما بعد الظهر من كل بيت عدني. يقضي الأهالي يومًا جميلًا حتى وقت متأخر من مساء يوم العيد".

"ويخصص ثالث أيام العيد لزيارات الخالات والعمات والجدات حتى رابع أيام العيد وخامسها"، أشارت حداد بأنّ  "هذه بعض العادات والطقوس الموجودة إلى يومنا هذا".

يُعد "بخور العود" من الأساسيات التي لا يفرغ منها بيت عدني في العيد، إذ يتم تجهيز ملابس الرجال، خصوصا الكوفية الزنجبارية [طاقية تراثية يلبسها كبار السن]، بتبخيرها بالعود باهظ الثمن، وكذلك الحال مع ملابس النساء، إذ يتم تبخير ملابسهن وتجهيزها بالفل والمشموم والكاذي [شجيرات عطرية] والعطور "الرزينة" [العطور المسكوبة] والأخضرين [خلطة عطرية] والطيب والعود والمسك والعنبر. 

طقوس وعادات اندثرت 

في الجانب الآخر، تتردد بين حين وآخر أسماء بعض الطقوس العيدية التي صارت أثرًا بعد عين بفعل مرور الزمن. لقد تحولت بعض تلك الطقوس، التي اندثرت، إلى جزءٍ من الحنين، وحديث يثير لواعج الشوق.

قال الباحث والمؤرخ العدني بلال غلام لـ "سوث24" أنّ "مدينة عدن التاريخية وأهلها مروا بكثير من الظروف والصعوبات" لكنهم تجاوزوها.

وأضاف الباحث: "عدن مدينةٌ عرفت بالذوق والمزاج العالي والطقوس الخاصة في مختلف المناسبات ومنها عيد الفطر". وذكر غلام بعض المظاهر العيدية القديمة في عدن، التي اندثرت اليوم ومنها: المسحراتي [الشخص الذي كان يوقظ الناس لتناول وجبة السحور في رمضان].