28-07-2021 الساعة 8 مساءً بتوقيت عدن
سوث24| قسم الترجمات
غرقت ناقلة نفط مهجورة منذ فترة طويلة قبالة سواحل اليمن الجنوبي بالقرب من ميناء عدن في خليج عدن تاركة بقعة نفطية لمسافة 20 كيلومترًا (12.5 ميلًا) على طول الشاطئ، كما يقول محمد أمزربه، الرئيس التنفيذي لإدارة موانئ عدن.
قال أمزربه لوكالة سبأ يوم الخميس أنَّ فريقه يواجه مشكلة في إعادة تعويم ناقلة النفط الغارقة "ديا" على الرغم من عدة محاولات منذ الأسبوع الماضي عندما غرقت قبالة سواحل اليمن الجنوبي.
وكانت الناقلة "ديا" قد رست ومهجورة منذ عام 2014 في منطقة البريقة، وهو مكب نفايات غربي ميناء عدن الرئيسي، حيث تقبع هناك مجموعة من السفن المتداعية الأخرى. وقال مسؤولون أنَّ الناقلة بدأت في الغرق في 18 يوليو.
وأصدرت الهيئة العامة لحماية البيئة الأسبوع الماضي تحذيراً عبر "سبأ" عن "كارثة في البيئة البحرية" نتيجة غرق "ديا".
خريطة لخليج عدن واليمن والدول المحيطة (خريطة نورمان أينشتاين / ويكيبيديا)
حكومة المناصفة اليمنية شكلت لجنة إنقاذ بيئية أفادت بإنَّ النفط المُتسرب من "ديا" قد وصل إلى محمية طبيعية قريبة، مما تسبب في جرف الأسماك الميتة على الشاطئ. وألقى عضو اللجنة، أحمد فهيم، باللوم على السلطات اليمنية في عدم إجراء الصيانة الاحترازية لهذه السفن المتروكة "لأنَّها تشكل خطراً على البيئة البحرية".
يُظهر التقييم الأولي للسلطات اليوم، أنَّ أضرار الانسكاب النفطي تمتد إلى محمية طبيعية كانت ذات يوم نابضة بالحياة - محمية الحسوة، على طرف اليمن الجنوبي.
قبل الحرب الأهلية، تمت زيارة محمية الحصوة الطبيعية من قبل أسراب كبيرة من الطيور المهاجرة من حوالي 150 نوعًا مختلفًا، ولكن في الآونة الأخيرة، لا يزال حوالي 50 نوعًا فقط تزور المحمية، وفقًا لمسؤولين محليين.
وقالوا إن وضع هذه المحمية الطبيعية تدهور حتى قبل بقعة النفط وهي تواجه خطر الهجر بسبب نقص الدعم الحكومي.
وانخفض عدد زوار المحمية في الأشهر الأخيرة بسبب التدمير والإهمال الذي أصاب أجزاء كثيرة من الأرض التي يُفترض أنَّها محمية.
قال زكريا محسن، أحد السكان المحليين، لوكالة سبأ إنَّ "كثير من الناس يتجنبون زيارة هذه المحمية لأنها تعاني وأصبح كل شيء بداخلها غير جذاب".
ويمثل الآن تسرب النفط من "ديا" تدهوراً اخراً في قدرة المحمية لدعم الحياة البرية.
ألقت الهيئة العامة لحماية البيئة في اليمن باللوم على الأعمال العدائية لخصومها، في غرق السفينة في عدن واستمرار تسرب أنابيب النفط في شبوة بمياه البحر.
وأكّد بيان الهيئة العامة لحماية البيئة أنَّ "هذه الكارثة جريمة بيئية كبرى يعاقب عليها القانون وخرق صارخ لقانون حماية البيئة رقم (26) لسنة 1995، ومخالفة لأحكام الاتفاقيات الدولية لحماية البيئة التي وقعتها اليمن".
وقال أمزربه إنَّ السلطات مستعدة لبذل جهد آخر لإعادة تعويم "ديا" وتجنب المزيد من الضرر المحتمل.
كما أن غرق "ديا" ليس الخطر الوحيد على البيئة البحرية.
ترسو سفينة "صافر" في نفس الموقع بالقرب من ميناء على البحر الأحمر لمدة 30 عامًا مع 1.1 مليون برميل من النفط على متنها. (لقطة شاشة من فيديو لهولم أكدار)
فهناك قبالة الساحل الغربي، ترسو سفينة "صافر"، والتي ترسو بشكل دائم في نفس الموقع لأكثر من 30 عامًا دون أي إصلاحات في حوض السفينة او سطحها، وهي عبارة عن سفينة نفط عائمة للتخزين والتفريغ.
تقع الناقلة على بعد ثمانية كيلومترات (4.8 ميل بحري) جنوب غرب شبه جزيرة رأس عيسى الجنوبية، وتحتفظ بما يقرب من 1.1 مليون برميل من النفط - حوالي أربعة أضعاف كمية النفط المتسربة من إكسون فالداز في لسان برينس ويليام البحري في خليج ألاسكا في عام 1989.
لم تخضع "صافر" للصيانة الدورية منذ تصعيد عام 2015 للصراع الذي مزّق البلاد. يعاني هيكل صافر ومعداته وأنظمة تشغيله من التدهور، كما تحذّر الأمم المتحدة من ذلك، وتقول أنَّه يعرض الناقلة "لخطر التسرب أو الانفجار أو الاشتعال".
تعمل منظمة "السلام الأخضر" مع المنظمات في كل من اليمن والمنطقة لتحديد ودعم حل لتفريغ النفط مع الاستعداد للإستجابة في حالة وقوع تسرب نفطي كبير.
وحذّرت منظمة السلام الأخضر في يونيو أنّه "وبالنظر إلى السياق السياسي للصراع الوحشي في اليمن، والذي تفاقم بسبب جائحة كوفيد19، ومع مخاطر حدوث تسرب نفطي يهدد المواطنين في المنطقة بشكل أوسع، فإنَّ تحرك الأمم المتحدة أمر بالغ الأهمية لمنع حدوث كارثة بيئية وإنسانية"، ودعت المنظمة الدولية إلى جعل منع تسرب النفط من صافر "أولوية عاجلة في المفاوضات".
وكالة أنباء البيئة (ENS) في واشنطن، (النص الأصلي)
معالجة إلى العربية: مركز سوث24 للأخبار والدراسات
- الصورة: (الناقلة "ديا"، New in 24)