21-10-2020 الساعة 4 مساءً بتوقيت عدن
سوث24| نيويورك
قال الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش أن° الصراع في اليمن أصبح إقليميًا، محذراً من توتر متصاعد في منطقة الخليج العربي يزيد من مخاوف اندلاع صراع واسع هناك.
وقال غوتيريش في كلمة ألقاها أمام مجلس الأمن الدولي، أمس الثلاثاء، ترجم أجزاء منها سوث24، أنّ "ما يقرب من ست سنوات من الحرب دمرت حياة ملايين اليمنيين وقوّضت جهود بناء الثقة في المنطقة."
وفي الوقت الذي رحّب فيه بعملية تبادل الأسرى التي تمت مؤخرا، قال غوتيريش أنّ "الأمم المتحدة تواصل تسهيل المفاوضات بين الأطراف اليمنية بشأن الإعلان المشترك، الذي يتألف من وقف إطلاق النار الشامل، وتدابير بناء الثقة الاقتصادية والإنسانية، واستئناف العملية السياسية."
حل وسط
وقال الأمين العام أنّ الحالة الأمنية في اليمن لا تزال "هشة" خلال الأسابيع الأخيرة، مشيرا للتصعيد العسكري الأخير الذي "تركز بشكل أساسي في محافظات الجوف ومأرب والحديدة، مع كون الأخيرة مصدر قلق كبير لأنها تخاطر بتقويض اتفاقية ستوكهولم لعام 2018."
وقال غوتيريش "أُقر بالحل الوسط الذي طُلب من الأطراف.." وكرر دعوته "لمواصلة مشاركتهم مع مبعوثي - دون شروط مسبقة - لوضع اللمسات الأخيرة على الإعلان المشترك."
وحذّر أمين أعلى هيئة أممية من أنّ "التوترات في المنطقة قد عقدّت جهودنا لإيجاد تسوية سلمية في اليمن." وأضاف "هذا الصراع هو تذكير بأنه ما لم نتصدَ للتحديات الإقليمية العاجلة والفورية، يمكن أن ينتشر عدم الاستقرار على نطاق أوسع."
ولم تتطرق كلمة الأمين العام للأمم المتحدة لاتفاق الرياض الذي وُقٍع بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي في 5 نوفمبر 2019، في العاصمة السعودية الرياض.
تصاعد التوتر
وقال غوتيريش أنّ التوترات في "منطقة الخليج العربي الأوسع .. تتصاعد، والثقة منخفضة."
وأضاف "قد تشعر بعض الدول أن دولًا أخرى تتدخل في شؤونها الخاصة أو شؤون جيرانها. قد يعتقد البعض أن دورهم الإقليمي غير معترف به."
مشيرا إلى أنّ "عدد من الحوادث الأمنية منذ مايو 2019 أدّت إلى رفع التوترات إلى مستويات جديدة، مما زاد من المخاوف من اندلاع صراع أكبر."
وقال محذّراً "هذه إشارة صارخة بأنّ أي سوء تقدير يمكن أن يتصاعد بسرعة."
وكرر غوتيريش دعوته "جميع الأطراف المعنية لممارسة أقصى درجات ضبط النفس والامتناع عن الأعمال التي يمكن أن تكون لها آثار مزعزعة للاستقرار."
منوّها إلى أنّ "الوضع الإقليمي بحاجة ملحة للعمل الجماعي لخفض التوترات ومنع الصراع."
هلسنكي جديد
وتتمثل الخطوة الأولى نحو خفض التصعيد، بحسب الأمين العام للأمم المتحدة، في تحديد تدابير بناء الثقة القابلة للتطبيق والتي يمكن أن تعالج القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأشار في هذا السياق إلى أنّ "تجربة الحرب الباردة أظهرت أنه - بغض النظر عن المواجهات والانقسامات العميقة السائدة في ذلك الوقت - كان من الممكن إطلاق عملية هلسنكي."
واتفاقية هلسنكي هي وثيقة صدرت عن مؤتمر هلسنكي الذي انعُقدَ عام 1975 في مدينة هلسنكي عاصمة فنلندا، وذلكَ من أجل خلقِ أسسٍ جديدة للأمن والتعاون بين الدول الأوروبية.
وأشار غوتيريش أنّ "عدة دول قدّمت اقتراحات في هذا الصدد فيما يتعلق بالحالة في منطقة الخليج الفارسي، لم يكن من الممكن حتى الآن تحقيق توافق في الآراء من جميع الجهات الفاعلة الرئيسية التي تحتاج إلى المشاركة."
وأمِل غوتيريش أن يكون من الممكن إنشاء منصة مماثلة، بدءًا بعدد من تدابير بناء الثقة قد تشمل طرق مكافحة وباء كورونا، وتعزيز الانتعاش الاقتصادي، وضمان الملاحة البحرية دون عوائق، وتسهيل الحج الديني.
ونوّه إلى قيمة إنشاء هيكل أمني إقليمي جديد لمعالجة الشواغل الأمنية المشروعة لجميع أصحاب المصلحة.
وأعلن غوتيريش استعداده لعقد أي شكل من أشكال الحوار الإقليمي الذي قد يحظى بالإجماع الضروري من جميع الأطراف المعنية.
وأيّد غوتيريش الجهود التي "أطلقتها الكويت لتعزيز الحوار وحل التوترات بين أعضاء مجلس التعاون الخليجي". آملا أن يتم حل هذا الخلاف قريبا.
اللافت أنّ الأمين العام للأمم المتحدة استخدم مصطلحي "الخليج العربي"، و "الخليج الفارسي" بذات الوقت وبنفس الكلمة، لوصف الوضع في منطقة الخليج.
- سوث24 للأخبار والدراسات