26-06-2021 الساعة 3 مساءً بتوقيت عدن
سوث24| قسم التقارير
تمكن الآلاف من أبناء محافظة شبوة، في جنوب اليمن، من إقامة فعالية حاشدة، السبت، في منطقة سقام بمديرية نصاب، رغم أعمال "قمع" واسعة وانتشار عسكري غير مسبوق لقوات موالية للرئاسة اليمنية.
كان من المقرر أن تقام الفعالية في منطقة عبدان، تلبيةً لدعوة المجلس الانتقالي الجنوبي للتأكيد على تنفيذ اتفاق الرياض. لكنّ ساحة الفعالية تعرّضت لاقتحام آليات وجنود قوات حكومية قدمت من مأرب، موالية لحزب الإصلاح الإسلامي.
قال عبد الحميد العولقي، أحد نشطاء محافظة شبوة، في اتصال مع "سوث24" أنّ مقر الفعالية الأوّل "تعرّض للتدمير والتخريب من قبل جنود غالبيتهم من مناطق شمال اليمن" فجر السبت.
جنود يقتحمون منصة فعالية عبدان الجماهيرية فجر اليوم (الصورة: نشطاء)
"أربع مصفحات و22 عربة عسكرية وعشرات الأفراد من القوات الخاصة ومحور عتق، اقتحمت ساحة الفعالية في عبدان" قال العولقي.
أظهرت مقاطع مصوّرة الجنود وهم يمزّقون الأعلام الوطنية لجنوب اليمن، وشعارات المجلس الانتقالي الجنوبي وصور قيادته، أحد المسلحين يرتدي ملابس قبلية ويُمسك بهاتف أمني، قال نشطاء أنه مسلّح مرتبط بمأرب.
يقول العولقي أنّ الجنود "مزقّوا وحطّموا كل شيء، ونهبوا مولدات الكهرباء الصغيرة التي اُحضرت للإضاءة، كذلك مخيم استقبال الوافدين تعرض للنهب".
قال شهود عيان لـ "سوث24" أنّ القوات الأمنية قمعت المواطنين من أبناء مديرية نصاب وعتق، الذين أرادوا الذهاب إلى "عبدان" ومنعت بعضهم من المرور، و"أقامت عشرات الحواجز ونقاط التفتيش على مداخل ومخارج مديرية نصاب والمديريات المجاورة لها."
وقال العولقي لـ "سوث24 أنّ القوات الأمنية اعتقلت ثلاث أشخاص بينهم "المصور حافظ مكوار".
ولم تعلّق السلطات في شبوة على هذه الحادثة، كذلك لم يصدر عن حكومة المناصفة أي موقف تجاه هذه التطورات.
في هذا الوقت أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي "وقف كافة أشكال التواصل والاتصال المباشر" بين وفده المفاوض بالرياض مع الحكومة على خلفية اقتحام عبدان. وأكّد المجلس، في بيان للمتحدث الرسمي، علي الكثيري، السبت، استمرار هذه الخطوة "حتّى يتم وضع محافظة شبوة في صدارة أولويات اتفاق الرياض، ومعالجة أوضاعها".
وقال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في شبوة للمشاركين أنّ "طريق السلم وتنفيذ اتفاق الرياض هو الطريق الذي تم اختياره" داعياً من يحكمون شبوة "بقوة السلاح" إلى "اختيار طريقهم".
وقال المجلس الانتقالي الجنوبي إنّ القوات الحكومية "(الإخوان المسلمين) قصفوا بالمدفعية والدبابات الجبال المحيطة بمنطقة عبدان ليل أمس الجمعة".
وعلى الرغم من أعمال "القمع" الحكومية، استطاع الناس تنظيم تظاهرة واسعة بمنطقة سقام بمديرية نصاب. رفع المشاركون أعلام دولة جنوب اليمن السابقة وشعارات مؤيدة للمجلس الانتقالي الجنوبي.
قال الجبواني للمحتشدين، إنّ "أبناء المحافظة "ليسوا ضعفاء، لكنهم يريدون جنوباً واحداً لا مشتتا".
وخاطب الجبواني السلطات المحلية بمحافظة شبوة "لقد عرفنا اليوم أنَّكم مسلوبوا الإرادة". في إشارة إلى أنّ قرار شبوة لم يعد بيد المحافظ في عتق.
وتوعّد المجلس الانتقالي الجنوبي في شبوة بـ "انتفاضة شاملة" في عتق، مركز المحافظة، وكل المديريات، في السابع من يوليو القادم.
وقال بيان صدر عن فعالية "سقام" أنّهم مستمرين في "التصعيد الشعبي" ويدعمون "المجلس الانتقالي الجنوبي".
نوّه البيان للمصير التاريخي الذي يجمع شبوة بباقي جغرافيا جنوب اليمن، ودعا "التحالف العربي ورعاة اتفاق الرياض لتحمل مسؤوليتهم الكاملة لوقف الانتهاكات".
الفعالية الجماهيرية في منطقة "سقام" (الصور:نشطاء)
وتعيش محافظة شبوة انفلاتا أمنياً منذ خروج قوات النخبة الشبوانية منها بضغط سعودي، وسيطرت قوات حكومية تتبع نائب الرئيس اليمني على المحافظة في أغسطس 2019.
قبل عشرة أيام، قالت مصادر قبلية لـ "سوث24" أنّ تنظيم القاعدة بشبوة اختطف، في ظروف غامضة، خمسة من ضباط البحث الجنائي في المحافظة، ونقلهم إلى محافظة البيضاء في شمال اليمن.
وطالب نشطاء من شبوة بعودة قوات النخبة الشبوانية، التي حققت "مكاسب" بدعم الإمارات، في مجال مكافحة الإرهاب خلال السنوات الماضية، وفقا لتقرير الخارجية الأمريكية 2019.
يعقوب السفياني
محرر وصحفي بمركز سوث24 للأخبار والدراسات
- الصورة: رؤساء القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في شبوة السابقَين والحالي (نشطاء)