17-08-2020 الساعة 2 مساءً بتوقيت عدن
سوث24| ترجمة خاصة
كان لدى بنيامين نتنياهو سبب ليكون منتصرًا عندما خاطب أمته بعد أن أعلنت إسرائيل والإمارات العربية المتحدة عن اتفاق إقامة علاقات دبلوماسية كاملة. لقد كانت بالنسبة له "لحظة مثيرة لا تُضاهى".
ظل رئيس الوزراء الإسرائيلي، لسنوات، يتودّد سراً إلى دول الخليج بينما كان يسعى لتحسين علاقات الدولة اليهودية مع الدول العربية، بينما لم يتنازل عن شبر واحد للفلسطينيين. باستخدام مخاوفهم المشتركة بشأن نفوذ إيران واهتمامها بالتقدم التكنولوجي لإسرائيل، لا سيما في مجال الأمن، رعى التعاون غير الرسمي مع الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية. في الأسبوع الماضي، سلّمت الإمارات، بدعم من الولايات المتحدة، الجائزة التي طالما سعى إليها: الوعد بتطبيع العلاقات مع دولة عربية ثالثة.
إنها هدية في وقت تواجه فيه إسرائيل أزمة اقتصادية متفاقمة ويتفكك تحالف السيد نتنياهو. والإمارات العربية المتحدة ليست مجرد دولة عربية، لكنها الأكثر نفوذاً.
كان الرئيس دونالد ترامب سعيدًا بنفس القدر. لقد وعد صانع الصفقات الذي نصّب نفسه منذ فترة طويلة - لكنه فشل في تحقيق - "صفقة القرن" لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. بطل القصّة الثالث، الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي والزعيم الفعلي لدولة الإمارات العربية المتحدة، كان أكثر تحفَظاً. وقال على تويتر إنّ إسرائيل تعهدت بوقف الضم، في حين أنّ الإمارات "وافقت على التعاون ووضع خارطة طريق نحو إقامة علاقة ثنائية".
يؤكّد الاتفاق التحول في الجغرافيا السياسية للمنطقة على مدى العقد الماضي. فهو يكشف الحقيقة غير المعلنة بأنّ العديد من الدول العربية تَنظر الآن إلى إيران على أنها العدو الأول لها، وليس إسرائيل. ستُعزّز الصفقة شبكة تحالفات أبو ظبي وتُعزّز تعاونًا اقتصاديًا وأمنيًا أكبر مع الدولة اليهودية. وستساعد في إبطال بعض الانتقادات الأمريكية للإمارات لدورها في حرب اليمن والحصار الإقليمي على قطر. قد تحذو دول أخرى، مثل البحرين وعمان، حذوها.
السيد ترامب لديه قصة "إيجابية" لبيعها قبل انتخابات نوفمبر. لكنّ الاتفاق له خطأ صارخ واحد: فهو فشِل في معالجة المشكلة الأساسية المتمثلة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وبدلاً من ذلك، كافأت الإمارات إسرائيل على وقفها مؤقتاً لضمّ الأراضي المحتلة التي اعتبرتها معظم دول العالم غير شرعية، بدلاً من المضي قدماً في عملية السلام التي تنهي الاحتلال.
لقد كان اعتراف إسرائيل الذي طال انتظاره من جيرانها العرب نقطة ضغط رئيسية للفلسطينيين الذين يسعون إلى إقامة دولتهم الخاصة. إنّ الاعتراف الذي كان من الممكن أن يتم من خلال تسوية سلمية متاح الآن دون أي تكلفة.
ربما يكون نتنياهو، اللاعب السياسي الرئيسي، قد مضى أو لم يمضِ قُدمًا في تعهده بضم أجزاء من الضفة الغربية. ويصرّ على أن مطالبة إسرائيل بالسيادة على الأراضي المحتلة ما زالت قائمة. ولم تُشر الإمارات إلا قليلاً إلى الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي التي احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967، والتي كانت على مدى عقود المطلب العربي المركزي لتطبيع العلاقات.
ينظر الفلسطينيون إلى الصفقة على أنها خيانة إماراتية. لقد تم دفعهم بالفعل إلى الزاوية حيث روّج السيد ترامب لخطة سلام منحازة بشكل صارخ لإسرائيل. سوف يُجادل مؤيدو الاتفاقية بأنّ عمليات السلام المتعاقبة فشلت وأنّ هناك حاجة إلى نهجٍ جديد. يُمكن أن توفّر العلاقات الوثيقة بين إسرائيل وجيرانها مزيدًا من الطمأنينة لأمن الدولة اليهودية، وربما المزيد من الاستعداد لتقديم تنازلات.
لكنّ الاتفاق صاغته الحكومتان الإسرائيلية والأمريكية اللتان لم تُبديا أيّ اهتمام بحل عادل للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي. وبدلاً من تحقيق السلام، من المرجّح أن تُؤدّي هذه الصفقة إلى تفاقم شعور الفلسطينيين باليأس. سيُؤدي ذلك فقط إلى مشاكل أكبر في المستقبل.
- المصدر فينانشال تيامز الأمريكية
- ترجمة وتنقيح: سوث24 للأخبار والدراسات