الغارات الإسرائيلية على غزة الليلة الماضية (الأناضول)
28-10-2023 الساعة 2 مساءً بتوقيت عدن
سوث24 | عدن
دخلت الحرب الإسرائيلية الفلسطينية أسبوعها الرابع وسط تصاعد الأعمال العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة المحاصر. 7703 قتيلا بينهم 3195 طفلًا و1863 امرأة، هي حصيلة الضحايا في غزة حتى ظهر اليوم السبت وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية في القطاع. فيما بلغت أعداد الجرحى 19743، إضافة إلى نحو ألف مفقود تحت الأنقاض.
جثث القتلى في غزة جراء القصف الإسرائيلي (أ ف ب)
لم يبدأ الغزو البري الإسرائيلي للقطاع رسميًا حتى الآن، كما كان متوقعًا منذ الأيام الأولى للحرب، لكن مناوشات برية عدة كان أكبرها ليلة أمس الجمعة تشير إلى اقتراب الهجوم. ورغم أنَّ الرشقات الصاروخية للفصائل الفلسطينية نحو تل أبيب ومستوطنات أخرى لم تتوقف، إلا أنَّها أصبحت أقل مما كانت عليه، كما أنَّها لا تحقق أي خسائر فعلية ويتم إسقاط معظمها في الجو.
على المستوى الخارجي، يشهد المجتمع الدولي انقسامًا واضحًا بشأن الأزمة والحرب الإسرائيلية في غزة. هذا الانقسام الذي اتخذ أبعادا تقليدية بين الغرب والشرق، منع أي تحركات جماعية دولية نحو وقف إطلاق النار وتثبيت هدنة إنسانية لإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع حيث يعاني مئات الآلاف من انقطاع الغذاء والدواء ومياه الشرب النظيفة. كما تسبب نفاد الوقود بخروج مستشفيات القطاع عن الخدمة بشكل كامل.
النازحون الفلسطينيون الذين فروا من منازلهم وسط الضربات الإسرائيلية، ينتظرون عند نقطة لتوزيع المواد الغذائية (فرانس برس)
العمليات العسكرية الإسرائيلية
في أعنف هجوم منذ بدء الحرب، شن الجيش الإسرائيلي مساء أمس الجمعة قصفًا بالطائرات والدبابات والمدفعية على قطاع غزة مما تسبب بانفجارات هائلة، بالتزامن مع قطع الاتصالات والإنترنت عن القطاع. آنذاك، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاغاري، أن "القوات البرية ستوسع نشاطها البري".
وقال مارك ريجيف، مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل تكثف الضغط على حركة "حماس" وإن عملياتها العسكرية جارية وإن غزة ستكون مختلفة للغاية. وأضاف ريجيف لشبكة "فوكس نيوز": "سترى حماس غضبنا العارم هذه الليلة".
ردا على الهجوم الكبير، دعت حركة حماس الفلسطينية إلى النفير العام. وقال بيان للحركة: "قطع الاتصالات والإنترنت عن قطاع غزة، وتصعيد القصف، برا وبحرا وجوا، على الأحياء السكنية، يُنذر بنية [إسرائيل] ارتكاب مزيد من المجازر وجرائم الإبادة بعيدا عن أعين الصحافة والعالم".
وتابع البيان: "ندعو شعبنا في كل أماكن تواجده في الضفة والقدس وأراضي 1948 والشتات، كما ندعو أحرار العالم إلى النفير العام نصرة لغزة ولوقف العدوان وحرب الإبادة ضد المدنيين". وأعلنت "كتائب القسام" الجناح العسكري المسلح لحركة "حماس"، أنَّ قواتها تتصدى لتوغل بري يقوم به الجيش الإسرائيلي في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة وشرق مخيم البريج وسط القطاع. وقالت "كتائب القسام" في بيان: "نتصدى لتوغل بري إسرائيلي في بيت حانون وشرق البريج واشتباكات عنيفة تدور على الأرض".
وفي بيان صحفي جديد صباح اليوم السبت، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاغاري، إن "القوات البرية الإسرائيلية التي دخلت قطاع غزة لا تزال موجودة في مواقعها، ولا توجد إصابات". وقال الجيش الإسرائيلي إنه قتل عدد من قادة حماس خلال الهجوم قصف 150 موقعا تحت الأرض لحماس في قطاع غزة.
في أثناء ذلك، حذرت منظمة "هيومن رايتس ووتش من أن انقطاع الاتصالات والإنترنت في قطاع غزة الذي يتعرض مكثف قد يشكل "غطاء لفظائع جماعية" ترتكب. وقالت قالت ديبورا براون المسؤولة في هيومن رايتس ووتش إن انقطاع المعلومات هذا قد يكون بمثابة "غطاء لفظائع جماعية ويسهم في الإفلات من العقاب على انتهاك حقوق الإنسان".
الصحفي في قناة الجزيرة ودائل الدحدوح بعد مقتل عدد من أفراد أسرته في غارة إسرائيلية في غزة (أ ف ب)
واليوم السبت، أعلن الملياردير الأمريكي إيلون ماسك إن شركة "سبيس إكس" التي يملكها سوف تزود الأمم المتحدة والمنظمات المعترف بها دوليا في غزة بخدمات الإنترنت الفضائي.
قرار للأمم المتحدة
أمس الجمعة، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، مشروع قرار عربي، يدعو إلى هدنة إنسانية فورية، لوقف الأعمال العدائية في قطاع غزة. حصل المشروع على 120 صوتاً في مقابل معارضة 14 وامتناع 45. يدعو القرار الذي قدمته الأردن نيابة عن المجموعة العربية إلى هدنة إنسانية فورية ودائمة ومستدامة تفضي إلى وقف الأعمال العدائية. ويطالب بتوفير السلع والخدمات الأساسية للمدنيين في شتى أنحاء قطاع غزة على الفور وبشكل مستمر وكاف ودون عوائق، بما في ذلك الماء والغذاء واللوازم الطبية والوقود والكهرباء.
الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا يدعو لهدنة إنسانية فورية دائمة ومستدامة في غزة (UN Photo/Evan Schneider)
كما يدعو القرار إلى إلغاء الأمر الذي أصدرته إسرائيل للمدنيين الفلسطينيين وموظفي الأمم المتحدة، فضلا عن العاملين في المجال الإنساني والطبي، بإخلاء جميع المناطق الواقعة إلى الشمال من وادي غزة والانتقال إلى جنوب القطاع. ويدعو أيضا إلى "الإفراج الفوري وغير المشروط" عن جميع المدنيين المحتجزين بشكل غير قانوني، ويطالب بسلامتهم ورفاههم ومعاملتهم بشكل إنساني امتثالا للقانون الدولي.
مخيم الشاطئ في غزة قبل الغارات الإسرائيلية (مكسار)
مخيم الشاطئ في غزة بعد الغارات الإسرائيلية (مكسار)
ويؤكد القرار على الحاجة إلى إنشاء آلية على وجه السرعة لضمان حماية السكان المدنيين الفلسطينيين، وآلية أخرى للإخطار الإنساني لضمان حماية مرافق الأمم المتحدة وجميع المنشآت الإنسانية، ولضمان حركة قوافل المساعدات دون عوائق. وينطوي القرار على إدانة جميع أعمال العنف التي تستهدف المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين، بما في ذلك "جميع أعمال الإرهاب والهجمات العشوائية، فضلا عن جميع أعمال الاستفزاز والتحريض والتدمير".
وجاء القرار بعد فشل مجلس الأمن الدولي في تبني قرار موحد إزاء الأزمة الفلسطينية 4 مرات بسبب حق النقض [الفيتو] الذي تحتكره الدول الخمس دائمة العضوية. وقدمت روسيا مرتين مشروعي قرارين يدعوان لوقف إطلاق النار في غزة، بالإضافة لمشروع قرار برازيلي، أفشلتها الولايات المتحدة وبريطانيا باستخدام حق الفيتو، فيما أفشل فيتو روسي صيني مشروع قرار أمريكي لا يتضمن الدعوة لوقف الحرب الإسرائيلية في غزة.
وفي 23 أكتوبر الجاري، وصل وفد من حركة حماس الفلسطينية إلى العاصمة الروسية موسكو. أجرى الوفد محادثات مع مسؤول رفيع المستوى في الخارجية الروسية، وفقا لوكالة الأنباء الروسية الرسمية (تاس) وبيان من حماس، الخميس. وقالت "تاس" إن المحادثات ركزت على إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس، إلى جانب إجلاء الرعايا الروس من قطاع غزة.
من جانبها، أدانت إسرائيل الزيارة، وفقا لبيان صادر عن وزارة خارجيتها جاء فيه: "تدين إسرائيل دعوة كبار مسؤولي حماس لزيارة موسكو، والتي تعتبر عملا من أعمال دعم الإرهاب..".
طفل فلسطيني مصاب جراء غارة في غزة (رويترز)
مظاهرات عالمية
شهدت عدة مدن عربية وعالمية مظاهرات وتجمعات كبيرة للتضامن مع الفلسطينيين في قطاع غزة خلال الأيام الماضية. وطالب المتظاهرون بوقف الحرب الإسرائيلية على القطاع ورفع الحصار.
أنصار الجماعة الإسلامية يتظاهرون تضامنا مع غزة في بيشاور الباكستانية (الأوروبية)
مظاهرة في مدينة فانكوفر بكندا تضامنا مع الفلسطينيين (الأناضول)
توسع رقعة الحرب
استحوذت احتمالات توسع رقعة التصعيد والحرب والتوترات في منطقة الشرق الأوسط، نتيجة للحرب الإسرائيلية الفلسطينية الراهنة، على جزء مهم من مخاوف وتحذيرات جهات إقليمية ودولية عدة، في مقدمتها جمهورية مصر العربية التي تشترك في حدود برية وبحرية مع إسرائيل وقطاع غزة فلسطيني عبر شبه جزيرة سيناء المصرية.
وفي الأربعاء الماضي، بثت الرئاسة المصرية، تغطية مباشرة لـ "اصطفاف تفتيش حرب الفرقة الرابعة للجيش الثالث الميداني" بمنطقة السويس، التي شهدها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وألقى السيسي خطابا أكد فيه على امتلاك مصر القوة العسكرية الكافية لحماية حدودها وأرضها، مشيرا إلى التطورات في قطاع غزة وضرورة وقف إطلاق النار وانتهاج حل الدولتين بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وخلال العرض العسكري، استعرض الجيش المصري الأسلحة التي شاركت في حرب أكتوبر 1973 ضد إسرائيل.
"وتفتيش الحرب" مخصص للاطمئنان على مدى جاهزية واستعداد مجموعة عسكرية معينة لتنفيذ أي مهمة تكلف بها إذا حدث أي طارئ، وفقا لروسيا اليوم. كما أنه مصطلح عسكري، يعتبر أعلى الآليات التي تتبعها القوات المسلحة للتأكد من جاهزية القوات الجيش من أفراد ومعدات، والتأكد من الاستعداد القتالي والخطط لتنفيذ أي مهمة تتطلب ذلك.
وكانت مصر قد حذرت عدة مرات منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر من توسع رقعة العنف في المنطقة، وحذرت بشدة من محاولات تهجير الفلسطينيين في غزة نحو شبه جزيرة سيناء لـ "تصفية القضية الفلسطينية".
وأمس الجمعة، أعلن الجيش المصري نتائج التحقيقات في حادثين أمنيين في منطقتي بنوبيع وطابا في شبه جزيرة سيناء. وقال المتحدث الرسمي إنًّ "نتائج التحقيقات أسفرت بأن عدد (2) طائرة موجهة بدون طيار كانت متجهة من جنوب البحر الأحمر الى الشمال حيث تم استهداف إحداهما خارج المجال الجوي المصرى بمنطقة خليج العقبة ما أسفر عن سقوط بعض حطامها بمنطقة غير مأهولة بالسكان بنويبع .. إضافة إلى سقوط الأخرى بطابا".
وقالت وكالة رويترز نقلا عن الخارجية الإسرائيلية: "الصواريخ والطائرات المسيرة التي سقطت في مصر أطلقها الحوثيون على إسرائيل". وقالت صحيفة جورزليم بوست إن "إسرائيل أدانت إطلاق الحوثيين صاروخا استهدف إسرائيل وأصاب منتجعا مصريا على بعد نحو 220 كيلومترا من غزة".
ولم تعلق مليشيا الحوثيين المدعومة من إيران رسميا على الأمر حتى الآن على ما يعد الهجوم الثاني من نوعه من قبل المليشيات اليمنية خلال أقل من أسبوعين. وكان الحوثيون قد أعلنوا مسؤوليتهم عن صواريخ وطائرات مسيرة أطلقت باتجاه إسرائيل، قبل أن تعترضها البحرية الأمريكية شمال البحر الأحمر في 19 أكتوبر الجاري.
مُتعلق: عين على الرياض وأخرى على غزة: التصعيد والسلام في اليمن
وعلى الحدود اللبنانية الإسرائيلية، لازالت الاشتباكات المتقطعة بين حزب الله اللبناني والفصائل الفلسطينية من جهة، والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى متواصلة مع تحذيرات من انفجار صراع شامل. وفي 25 أكتوبر الجاري، ارتفعت حصيلة قتلى حزب الله اللبناني في الاشتباكات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى 37 قتيلا.
وأمس الجمعة، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن في رسالة إلى رئيس مجلس النواب الأمريكي، مايك جونسون، إن "مجموعات الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإسلامي الإيراني ارتكبت سلسلة من الهجمات ضد أفراد ومنشآت أمريكية في العراق وسوريا منذ 17 أكتوبر 2023"، مشيرا إلى إصابة العديد من العسكريين الأمريكيين في تلك الهجمات.
وقال إنه أمر الخميس بتنفيذ ضربات مستهدفة ضد منشآت في شرق سوريا يستخدمها الحرس الثوري الإيراني والمجموعات التابعة له لـ "تحقيق الردع". وجاء هذا الإعلان بعد هجمات نفذتها فصائل عراقية ضد قواعد عسكرية أمريكية في العراق من بينها قاعدة عين الأسد وقاعدة التنف.
وفي لقاء مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في نيويورك الجمعة، حذر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان من أنه إذا "استمر الوضع الحالي والجرائم الإسرائيلية فإن اتساع دائرة الحرب وفتح جبهات جديدة ضد [إسرائيل] بالمنطقة وارد".
وفي هذه الأثناء يزور غوتيريش العاصمة القطرية الدوحة. ووفقا لتلفزيون الجزيرة، شكر غوتيريش الدولة الخليجية لجهودها في مساعي إطلاق الرهائن لدى حماس.
وتتعاظم المخاوف من ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين في غزة مع اقتراب الغزو البري الإسرائيلي الشامل رغم الأنباء عن حالة عميقة من الانقسام بين رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو وقيادة الجيش الإسرائيلي، والمخاوف الإسرائيلية من انفجار الجبهة الشمالية على الحدود مع لبنان، بالإضافة إلى التحذيرات من نكسة قد يتعرض لها الجيش الإسرائيلي إذا دخل غزة المليئة بالأنفاق الأرضية لحماس والفصائل الفلسطينية الأخرى.
- مركز سوث24، روسيا اليوم، سي إن إن، بي بي سي، الإعلام الرسمي الإسرائيلي والفلسطيني.
قبل 19 يوم
قبل 20 يوم