مقاتلون حوثيون (رويترز)
30-01-2024 الساعة 6 مساءً بتوقيت عدن
"يوظف الحوثيون استراتيجية طويلة الأمد ذات وجهين حيث يعبرون في العلن عن استعدادهم للمشاركة في العملية السياسية بينما يستولون على الأراضي بعنف في الواقع".
سوث24 | علاء محسن
منذ بداية الحرب الأهلية في اليمن، لم يصل الأمر إلى مثل هذا المستوى من التفاؤل بشأن إمكانية حل الصراع في ظل اعتقاد واسع النطاق مفاده أن البلد جاهز للسلام. في عام 2022، استطاعت الأمم المتحدة أخيرًا التفاوض على هدنة طويلة الأمد بين الأطراف المتحاربة بدأت في أبريل ذلك العام وما يزال مفعولها ساريًا حتى اليوم. لقد أوقفت الهدنة بشكل فعال الضربات الجوية السعودية وقلصت بشكل ملحوظ وتيرة العنف المرتبط بالمعركة على الجبهة الداخلية. قد تعزى هذه التطورات إلى عاملين رئيسين، أولهما أن إنهاء الصراع في اليمن كان من أولويات المجتمع الدولي الذي أنفق موارد كبيرة للضغط على السعوديين بغية إنهاء عملياتهم. وكان ذلك بموجب افتراض أن الحملة التي تقودها الرياض كانت المسؤول الرئيسي عن الأزمة الإنسانية الهائلة دون أن تتمكن من دحر الحوثيين. العامل الثاني يتمثل في وجود تحول في أولويات السياسة الخارجية السعودية، لا سيما في أعقاب اتفاق المملكة مع إيران، ثم مع الحوثيين لاحقا. وبذلك، أعادت المملكة السعودية توجيه بؤرة تركيزها نحو الخروج من المستنقع اليمني بدلا من إلحاق الهزيمة بالحوثيين. بالإضافة إلى ذلك، أصبحت السعودية، التي تمول حلفاءها المحليين اليمنيين منذ 2015، منهكة ماليًا على نحو لا يجعلها قادرة على تحمل تكلفة هذه العمليات. وبدلا من ذلك، باتت الرياض تركز على تصفير مشكلات سياستها الخارجية وتحقيق خطط رؤيتها الوطنية لعام 2030 (1). يستهدف السعوديون من خلال الهوية الجديدة مراجعة ارتباطهم السياسي باليمن من أجل لعب دور الوسيط بدلا من الضلوع بشكل مباشر في الصراع.
مع ذلك، لا تمت هذه الأسباب بصلة باليمنيين أنفسهم لكنها تعكس إملاءات خارجية لا تضع في اعتبارها الديناميكيات المحلية. إن البذور الحقيقية للصراع لم يتم معالجتها بعد ولا توجد على الطاولة خارطة طريق ناجمة عن تفاوض جيد وقابلة للتطبيق .
تواجه خارطة الطريق (2) بالفعل معارضة من الكيانات المحلية، لا سيما المجلس الانتقالي الجنوبي، بسبب إخفاقها في التعامل مع قضية الجنوب داخل إطار مفاوضات بوساطة أممية. بالنسبة للحوثيين، فإن الضلوع في محادثات سلام هو مجرد تعبير عن تنازلات الأطراف الأخرى على نحو يشرعن انتصار الجماعة. نتيجة لذلك، منحت هذه التنازلات الحوثيين دفعة معنوية جوهرية، لا سيما إذا أخذنا في الاعتبار أن طلباتهم جرى تلبيتها أو في سبيلها لذلك. ويشمل ذلك تخفيف القيود على الموانئ الخاضعة لسيطرتهم، وخروج القوات الأجنبية ودفع رواتب موظفي الدولة في مناطق سيطرتهم من إيرادات خصومهم في مناطق الحكومة المعترف بها دوليًا ومحافظات الجنوب الغنية بالنفط. في نفس الوقت، يمتنع الحوثيون عن مبادلة ذلك بالإجراءات الواجبة عليهم وفقا لما ينص عليه الاتفاق. يواصل الحوثيون حصار تعز وشن هجمات مستمرة ضد القوات الموالية للحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي في جبهات مختلفة.
العنف كاستراتيجية حوثية
لقد أصبح العنف السياسي الخيار المفضل للحوثيين من أجل تحقيق أهدافهم. الاستثناء الوحيد لذلك هو أوقات ضعف الجماعة أو عندما تفقد السيطرة على الأرض. تحت هذه الظروف، يحرص الحوثيون على التمسك باتفاقيات السلام. ومع ذلك، يميل الحوثيون بطبيعتهم إلى الجانب التكتيكي بغية تقويض تقدم خصومهم، حيث يلجأون إستراتيجيًا إلى كسب الوقت من أجل إعادة التنظيم الضروري من أجل الإعداد لخطواتهم اللاحقة. على سبيل المثال، أثناء معركة الحديدة (عام 2018) وقتما كانت القوات المشتركة على وشك السيطرة على المحافظة برمتها ومينائها الهام، وافق الحوثيون بلهفة على اتفاقية ستوكهولم التي أنقذتهم من خسارة المدينة دون أن يسلموا الشؤون الأمنية إلى شرطة محلية والتي تضمنتها نصوصها. ثمة سوابق تاريخية وافرة لتصديق أن الحوثيين يستغلون محادثات السلام كمناورة إستراتيجية فحسب بغية تعجيل الانسحاب السعودي من اليمن، ومنحهم تفوقا عسكريا نسبيا على خصومهم المحليين. بمجرد الخروج الرسمي السعودي من اليمن، سوف يقوم الحوثيون بفضح نواياهم بشكل مكثف من خلال استئناف العمليات العسكرية لبسط السيطرة على اليمن بأكملها.
يشكل العنف أيضا جزءا لا يتجزأ من نظام الاعتقاد الحوثي، حيث يلتزم الحوثيون بأيديولوجية ثورية تستهدف تشويه سمعة هؤلاء الذين لا يشاركونهم كفاحهم ضد نظام القمع والامبريالية بقيادة الولايات المتحدة. علاوة على ذلك، يتطلب الضلوع في السياسة حلولًا توافقية، وهي إستراتيجية تنجح غالبا في اعتدال الجماعات المتطرفة. مع ذلك، لم يكن هذا النهج مؤثرًا في حالة الحوثيين الذين يتمسكون بسياسات حصرية ويؤمنون بامتلاكهم "الاصطفاء الإلهي للحكم". (3) يعترف الحوثيون باليمنيين الآخرين فقط عندما يكونوا خاضعين لسلطتهم والبقاء في حالة من التذلل. ويتجلى ذلك على سبيل المثال في تهميش الحوثيين لقيادات حزب المؤتمر الشعبي العام في صنعاء. لذلك السبب، وصف الحوثيون مرارا وتكرارا الصراع الحالي باعتباره حربًا بين اليمن والمملكة السعودية، وليس حربًا أهلية بين فصائل يمنية مختلفة. وفقا لهذا التوصيف، يصنف الحوثيون أنفسهم ممثلين للمصالح الوطنية لليمن وشعبها في المطلق بينما يحطون من قدر خصومهم حيث يعتبرونهم وكلاء وعملاء لقوى عالمية وإقليمية أمثال الولايات المتحدة وإسرائيل أو حتى المملكة السعودية.
لكن بعكس جماعات إسلاموية متطرفة أخرى أمثال القاعدة وداعش، تتسم تكتيكات الحوثيين بدرجة أكبر من الدهاء. فهم يوظفون استراتيجية طويلة الأمد ذات وجهين حيث يعبرون في العلن عن استعدادهم للمشاركة في العملية السياسية بينما يستولون على الأراضي بعنف في الواقع. يستهدف هذا النهج المتزامن تعزيز قوتهم على المساومة وتأمين مكاسب سياسية، حتى لو استلزم ذلك اتخاذ تدابير ميكيافيلية. ويتضح ذلك على سبيل المثال أثناء الفترة الانتقالية التي شهدتها اليمن عام 2012. في الوقت الذي كان فيه المفاوضون الحوثيون يشاركون في مؤتمر الحوار الوطني في صنعاء، كان مقاتلوهم يستولون على بلدات ومدن في صنعاء وعمران. بعد أن وضعوا قسرًا الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته قيد الإقامة الجبرية، تفجرت الحرب الأهلية بعد ذلك لأن الحوثيين كانوا مصممين على توظيف العنف لتوسيع نطاق سيطرتهم على كافة أرجاء الدولة.
هجمات في البحر الأحمر
حتى هذه اللحظة، نفذ الحوثيون ما يقرب من 30 هجومًا بحريًا على سفن تجارية مما أدى إلى تعطيل الشحن العالمي وتأخير وصول السفن وارتفاع أقساط التأمين. وقررت بعض الشركات أمثال "ميرسك" و"إم سي سي" و"هاباج لويد" و"بي بي" تعليق أنشطتها في البحر الأحمر وتغيير مسارها إلى طريق رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا. وكرد فعل على هذه الهجمات، أسست الولايات المتحدة قوة مهام بحرية تحت مسمى "عملية حارس الازدهار" لتأمين الجزء الجنوبي من البحر الأحمر. في 12 يناير، 2024، نفذت الولايات المتحدة وبريطانيا أولى ضرباتها الجوية المحدودة ضد أهداف حوثية لتبعث رسالة واضحة. وحتى الوقت الراهن، يتسم نطاق هذه العمليات بالمحدودية، لكنه قد يتصاعد في الفترة المقبلة في مواجهة استمرار تصلب الحوثيين. يظل الوضع متوترًا ولكن ليس من المرجح أن يردع ذلك الحوثيين من استمرار عملياتهم العدائية في البحر الأحمر، نظرا على الأقل إلى الإجراءات المحدودة التي تتخذها الولايات المتحدة وحلفاؤها ضد الجماعة.
في ضوء طبيعة العنف التي يتسم بها الحوثيون، لا يجب اعتبار هجماتهم البحرية بمثابة مفاجأة، لا سيما نظرًا لارتباطهم العضوي مع "محور المقاومة" الذي تقوده إيران في المنطقة. بيد أن هذا لا ينفي وجود أهداف رئيسية وراء هذه الخطوات. إن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، التي تستهدف ظاهريا السفن الإسرائيلية أو تلك المتجهة إلى إسرائيل، تمثل خطوة إستراتيجية لكسب دعم شعبي، وتقوية وضعهم الداخلي وإنقاذ شرعيتهم المتدهورة. لقد واجه المتمردون الحوثيون معارضة داخلية متزايدة بسبب قضايا تتضمن إصلاحات حكومية غير شعبية والقمع وتقييد الحريات والإخفاق في دفع الأجور. إن هجمات الحوثيين على مصالح غربية وإسرائيلية من شأنها أن تمنحهم البطولة دون الحاجة إلى التعامل مع المطالب أو حل المشكلات الداخلية. الأغلبية الساحقة من اليمنيين تدعم حقوق الفلسطينيين في مواجهة إسرائيل مما يجعل القضية الفلسطينية ورقة رابحة، لا سيما في ظل الفظائع المروعة التي تقترفها إسرائيل ضد المدنيين في غزة. لقد استطاع الحوثيون من خلال إظهار القوة في دعمهم للقضية الفلسطينية حشد أنصار وتجنيد مقاتلين جدد وتحقيق نصر معنوي ضد خصومهم في عيون الجماهير.
تداعيات عملية السلام
لقد حذر البعض من تقويض الحوثيين لعملية السلام في اليمن. بالرغم من ذلك، ينبغي أن نضع في أذهاننا أن آفاق السلام باتت بعيدة المنال بسبب تحديات متأصلة أدت إلى تضاؤل فرص النجاح. يشوب القصور اتفاق السلام بين الحوثيين والسعودية بسبب تركيزه الرئيسي على مصالح كليهما مع إغفال بواعث قلق أوسع نطاقا لليمنيين. بالرغم من توقف الأعمال العدائية بين المملكة السعودية والحوثيين، استمرت الجماعة في مهاجمة خصومها. قبل هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، حدثت انتهاكات يومية للهدنة في مناطق مختلفة تشمل الضالع وتعز ومأرب وحجة والحديدة وشبوة. وبلغ الأمر بالحوثيين مهاجمة مواقع بحرينية بالقرب من الحدود السعودية في سبتمبر العام الماضي، مما أسفر عن مقتل 4 جنود. في هذا السياق، عززت الهجمات الحوثية في البحر الأحمر المخاوف التي تعتري العديد من اليمنيين وإعادة التأكيد على تصور أن العنف متوطن في الجماعة. في بيان صدر مؤخرًا، أعلن رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي موت الهدنة في ظل الانتهاكات والتجاوزات الحوثية العديدة.
لكن ما تغير حقًا من خلال هجمات البحر الأحمر هو تدويل التهديد الحوثي. لقد كان هناك حكم خاطئ على الحوثيين بدوافع أيديولوجية بتصويرهم كيمنيين محليين يملكون تطلعات محدودة باليمن، وأنه لا علاقة لهم بسياسات المقاومة التي تقودها إيران والشك في قدرتهم على تهديد الأمن الدولي. لقد تم اعتبار أن الحملة السعودية-وليس أنشطة الحوثيين أنفسهم التي أشعلت الحرب- تضر عملية السلام في اليمن. ولذلك، عندما تولى الرئيس الأمريكي جو بايدن السلطة في 2021، كانت إحدى أوائل خطوات السياسة الخارجية التي اتخذها هو إلغاء تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية. منذ الأيام الأولى للإدارة الأمريكية الجديدة، كان واضحا أن السعوديين لن يحظوا بدعم راسخ لحملتهم على غرار عهد ترامب، أو حتى الدعم الضمني في عهد أوباما. بالتحديد، كانت إدارة بايدن تضغط على السعوديين لإنهاء حملتهم في اليمن وإجبار الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا على تقاسم السلطة مع الحوثيين. أثناء مفاوضات اتفاقية استكهولم، تلقى مسؤولو الحكومة اليمنية تحذيرات مباشرة من فرض عقوبات عليهم باعتبارهم "محرضين" إذا لم يقبلوا اتفاق السلام مع الحوثيين.
لقد كشفت الهجمات الأخيرة في البحر الأحمر للمجتمع الدولي المخاوف التي عبر عنها معظم اليمنيين المتعلقة بالتأثيرات الكارثية لاتفاق سلام متسرع. الآن، تدرك إدارة بايدن المخاطر التي يشكلها الحوثيون في المنطقة، وأنها كانت مخطئة في تقييمها السابق للحوثيين. لقد كانت هجمات البحر الأحمر بمثابة صرخة استيقاظ لصناع القرار الدوليين لمراجعة تقييمهم للحوثيين، وإدراك خطرهم الحقيقي ليس فقط ضد السلام والأمن في اليمن ولكن ضد الأمن الدولي كذلك. إن قصف أهداف حوثية في اليمن وإعادة إدارة بايدن تصنيف الحوثيين كـ "جماعة إرهابية عالمية مصنفة بشكل خاص" بمثابة مؤشر على هذه المراجعة. هذه التغييرات سوف تؤدي مع ذلك إلى تأثيرات ملموسة على صعيد عملية السلام المحلية باليمن، بالنظر إلى أن مجلس القيادة الرئاسي (الهيئة التنفيذية للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا) والفصائل المناهضة للحوثيين استاءوا من الإملاءات التي كان صناع القرار الدوليون والدبلوماسيون يضغطون من أجلها. من الآن فصاعدا، سوف تهدأ الضغوط على مجلس القيادة الرئاسي، حتى مع حقيقة أن السعودية نفسها لم تعد تكترث بتصعيد التوترات مع الحوثيين.
الدروس والتوصيات: احتواء تهديد الحوثيين
لقد تم سحب الحوثيين إلى عملية السلام عبر سياسة الجزرة فحسب دون أي عصا. نتيجة لذلك، يتذمر العديد من النشطاء اليمنيين من أن المجتمع الدولي يدلل الحوثيين ويكافئ بشكل غير مباشر سلوكياتهم العنيفة. لقد أدى هذا النهج إلى زيادة مساحة الثقة لدى الحوثيين في الوقت الذي تضعف فيه وتحبط معنويات خصومهم الذين تم إجبارهم بشكل متكرر على تقديم تنازلات دون أي مقابل. الحماسة الثورية للحوثيين بجانب السياسة الخارجية غير البناءة التي تنتهجها القوى العظمى أدى إلى تعضيد ولع الجماعة بالقتال في ظل عدم وجود عواقب يتحملونها وفقا لاعتقادهم. لقد أظهر المتمردون الحوثيون نتيجة لذلك نقصًا في الالتزام بدعم السلام، ودفعوا نحو تصعيد الوقت محليا وإقليميًا كوسائل لتكديس السلطة السياسية. لقد أدت تهديدات الحوثيين المستمرة للمصالح الدولية إلى تسليط الضوء على الحاجة إلى استراتيجية شاملة تتضمن الحوافز والردع من أجل دفع الحوثيين نحو ارتباط ذي معنى بعملية السلام.
بالرغم من أن الجهود الدبلوماسية ضرورة، لكن أي نهج واقعي وأكثر تأثيرا ينبغي أن يضع في الحسبان ميول الحوثيين العنيفة والخطوط الحمراء المستعدين لتجاوزها من أجل تحقيق مآربهم. ثمة حاجة ماسة الآن وليس بعد ذلك إلى رد فعل حازم. عندما صعد تنظيم "داعش" إلى السلطة في العراق وسوريا في 2013، تعامل المجتمع الدولي مع تهديدهم على الفور من خلال تأسيس التحالف الدولي لهزيمة داعش. الانتظار لسنوات قليلة إضافية من شأنه أن يكون خطأ فادحا يقوي عضد الجماعة. ولذلك، حان الوقت لاستخدام أداة أخرى أثبتت نجاعتها مع الجماعات العنيفة مثل الحوثيين. لقد فشلت دبلوماسية "الجزرة" فحسب حتى الآن في اعتدال الحوثيين أو دفعهم نحو سلام مفهوم في اليمن أو البحر الأحمر. مزيج من العصا والجزرة ما تزال الاستراتيجية الأفضل لدفع الجماعة نحو وقف إطلاق نار دائم واتفاق سلام شامل.
من المفهوم أن المجتمع الدولي يواجه ورطة تتمثل في التعامل مع التحدي الحوثي دون إشعال الصراع اليمني مجددا عن غير قصد. ثمة حقيقة مفادها أن حل الصراع اليمني ما يزال بعيد المنال، وأنه لا يمكن استخدام عملية السلام المحلية كذريعة للتقاعس حيث أن العالم لن يستطيع تحمل التكلفة الباهظة لذلك. لذلك، ينبغي اتخاذ إجراءات لحماية المصالح التجارية في المعابر الحيوية مثل البحر الأحمر، وبعث رسالة قوية إلى الجماعات الأخرى مفادها أن مثل هذه الممارسات تتجاوز الحدود المسموحة. يحمل البحر الأحمر أهمية كبيرة حيث أن 12% من التجارة العالمية و30% من حركة الحاويات تمر عبر هذا الطريق البحري. لا ينبغي أن يمتلك الحوثيون حرية تهديد المياه الدولية وتقويض تدفق الشحن البحري. إن القيام برد فعل حازم على العدوان الحوثي لن يردعهم فحسب عن مهاجمة السفن التجارية في المستقبل لكنه سوف يحدث تأثيرا غير مباشر يحد من قدرة الجماعة على تقويض عملية السلام في اليمن بشكل عام.