21-08-2020 الساعة 2 مساءً بتوقيت عدن
سوث24| ترجمة خاصة
قال مركز بيجين-سادات للدراسات الاستراتيجية أنه سيكون من الضروري دعم القوى الناشئة مثل الحراك الجنوبي في اليمن، بحيث تصبح مستقرة بما يكفي لحكم بلادها بشكلٍ جيد. والنظر في نهاية المطاف في إقامة علاقات مع إسرائيل.
وشنّ تقرير نشره المركز الاسرائيلي البارز، اليوم الجمعة، هجوماً على الأنظمة العربية المتطرفة، التي اتهمها بأنها تستخدم "الفراغ الكاذب" لأجيال لإلهاء شعوبها عن إخفاقاتها، زاعمة "أنه لا يمكن التعامل مع أي قضايا في المنطقة أو حتى الاعتراف بها حتى يتم حل "المشكلة الفلسطينية" .
وقال التقرير الذي كتبه الصحفي والباحث رؤوف بكر، المختص بشؤون أوروبا والشرق الأوسط، أنّ "قرار الإمارات العربية المتحدة بتطبيع العلاقات مع إسرائيل أدّى إلى حصر الأنظمة العربية المتشددة في الزاوية، لأنه يفضح فراغ "القضية الفلسطينية" كأداة لإلهاء مواطنيها والسيطرة عليهم." معتبرا "اتفاق السلام بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، على عكس الاتفاقات المصرية والأردنية، يحتوي على احتمالية تحقيق سلام دافئ حقًا، وهو احتمال يمكن أن يفيد المنطقة بأكملها في نهاية المطاف."
"قرار الإمارات العربية المتحدة بتطبيع العلاقات مع إسرائيل أدّى إلى حصر الأنظمة العربية المتشددة في الزاوية"
وقال مركز بيجين - السادات أنّ "الإعلان الأخير الإسرائيلي الإماراتي عن إقامة علاقات دبلوماسية كاملة سيؤثر على أكثر من الدولتين أنفسهما. من المحتمل أن يكون تأثيره محسوسًا في جميع أنحاء الشرق الأوسط. والسبب في ذلك هو أنه يفضح الفراغ الكاذب الذي استخدمته الأنظمة العربية المتطرفة لأجيال لإلهاء شعوبها عن إخفاقاتها: أنه لا يمكن التعامل مع أي قضايا في المنطقة أو حتى الاعتراف بها حتى يتم حل "المشكلة الفلسطيني".
وبحسب المركز فقد "كانت الحجة أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي له الأسبقية على كل شيء، بما في ذلك القضايا الداخلية ورفاهية مواطني كل دولة. حيث روّجت الأنظمة المتشددة لهذه القضية لإسكات أصوات المعارضة وتبرير افتقارها للشفافية والتنمية واستخدم القادة العرب والمسلمون القضية الفلسطينية كستار من الدخان لإخفاء الفساد المستشري، خاصة في أوساط الأنظمة العسكرية في الجمهوريات العربية."
ولفت التقرير الاسرائيلي إلى أنّ "ميزان القوى يتغير في المنطقة منذ أكثر من عقد. فكل من إسرائيل والإمارات تتمتع بنفوذ سياسي واقتصادي وعسكري كبير مقارنة بالعديد من البلدان الأخرى في الشرق الأوسط، ويعمل التقارب بينهما على فضح ازدواجية وفساد الأنظمة العربية المتشددة. بفضل الإماراتيين، سيكون من الأصعب بكثير على مثل هذه الأنظمة أن تستخدم الفلسطينيين كوسيلة لصرف انتباه الجمهور عن المشاكل الداخلية."
"اتفاق الإمارات مع اسرائيل يفضح فراغ الكاذب الذي استخدمته الأنظمة العربية المتطرفة لأجيال لإلهاء شعوبها عن إخفاقاتها"
ولم تصدر أي دولة عربية بيانًا رسميًا تدين أو تنتقد إعلان التطبيع بين إسرائيل والإمارات - وهو رد لافت وغير مسبوق. عندما وقع الفلسطينيون والأردنيون على اتفاقيات أوسلو ومعاهدة وادي عربة، على التوالي، شجبت عدة أنظمة عربية الاتفاقات. حتى موريتانيا وجدت نفسها تتعرض لانتقادات شديدة وعزل عندما أعلنت عن إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل في أكتوبر 1999.
لكنّ اليوم، بحسب المركز، حتى الأنظمة العربية التي لطالما روّجت لنفسها على أنها قومية، مثل تلك الموجودة في سوريا والجزائر، امتنعت عن إصدار بيانات تدين اتفاق السلام بين إسرائيل والإمارات."
ويضيف مركز الدراسات الاسرائيلي "حتى قطر، عدو الإمارات، التزمت الصمت (رغم أنه ينبغي مراقبة وكلاء الدوحة المتطرفين عن كثب)." مشيرا إلى أن ردود الفعل انقسمت بين أولئك الذين رحبوا صراحة بالقرار وأولئك الذين فضلوا عدم إعلان موقف.
يقول المركز أنّ هذا النمط يُشير إلى التأثير الكبير الذي تمارسه الدبلوماسية الإماراتية على العديد من العواصم العربية. فدمشق، على سبيل المثال، فضّلت الصمت بدلاً من إغضاب الإمارات، التي أعادت فتح سفارتها في العاصمة السورية في أواخر عام 2018. بينما يحافظ الرئيس الجزائري الجديد عبد المجيد تبون أيضًا على علاقات جيدة مع أبو ظبي ولم يُظهر أي بوادر تحيز تجاه دور تركيا التخريبي في ليبيا.
"حتى قطر، عدو الإمارات، التزمت الصمت (رغم أنه ينبغي مراقبة وكلاء الدوحة المتطرفين عن كثب)"
وبحسب المركز حتى الدول الإسلامية غير العربية، فلم تكن هناك ردود فعل سلبية من دول مؤثرة مثل ماليزيا أو إندونيسيا أو باكستان، وكلها تتمتع بعلاقات ممتازة مع الإمارات. وهذا يمكّن أبو ظبي أن تلعب دورًا وسيطًا للمبادرات المستقبلية المحتملة بين تلك الدول وإسرائيل.
ويقول التقرير أن "الإعلان الإسرائيلي الإماراتي لن يكون حدثاً لمرة واحدة. يبدو أنّ تفاهمات مماثلة في متناول اليد بين إسرائيل والدول العربية الأخرى مثل البحرين وعمان والمغرب - وكلها دول غير جمهورية."
وبناءً على ذلك يضيف مركز الدراسات الاستراتيجية الاسرئايلية أنه "سيكون من الضروري دعم القوى الناشئة مثل الحراك الجنوبي في اليمن، والقوى غير المتطرفة في ليبيا، ومجلس السيادة السوداني - جميع الدول التي لها علاقات وثيقة مع أبو ظبي - بحيث تصبح مستقرة بما يكفي لحكم بلادها بشكلٍ جيد. والنظر في نهاية المطاف في إقامة علاقات مع إسرائيل.
ويرى التقرير أنه منه الضروري عدم التركيز على الجوانب القومية العربية لأي انفتاح تجاه إسرائيل. يجب أن يكون الهدف الأساسي هو خدمة المصالح الوطنية دون أن ينطوي بالضرورة على تطلعات عبر الحدود.
ويضيف المركز "أن تركيا وإيران ستبذلان قصارى جهدهما لاستخدام اتفاق السلام بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة لتعزيز شعبيتهما المركّزة."
وفي الوقت الذي تؤجج تركيا أردوغان التوترات في جميع أنحاء المنطقة. ستعتبر الدولتان الإعلان الإسرائيلي الإماراتي وإمكانية عقد اتفاقيات مماثلة بين إسرائيل والدول العربية الأخرى تهديدًا مباشرًا لطموحاتهما الإقليمية، نظرًا لتحالفات تركيا وإيران مع المتشددين الإسلاميين المتطرفين في العديد من الدول العربية. كما يقول التقرير.
اقرأ ايضا: التطبيع بين اسرائيل والإمارات.. لماذا حدث وماذا سيتغيّر؟
ويرى المركز أن السلام الإسرائيلي الإماراتي سيؤدي إلى تفاقم عزلة أنقرة وطهران في المنطقة، والتي بدورها يمكن أن تقربهما من بعضهما البعض - وهو تطور محتمل، حيث تتماشى أهدافهما ومواقفهما أكثر فأكثر.
ويختم المركز تقريره بالإشارة إلى أنه بالنظر إلى الخطاب المعادي لإسرائيل الذي شهده الكثير ممن نشأ في الشرق الأوسط بشكل شبه يومي في المدارس والشوارع، فيعتبر الإعلان الإماراتي الإسرائيلي تطورًا مشجّعًا. فهو يخلق أملاً حقيقياً في أن حقبة الأنظمة العربية التي استمرت لعقود من الزمن تستغل القضية الفلسطينية كأداة للسيطرة على مواطنيها وعرقلة التنمية والحرية تقترب أخيراً من نهايتها.
وكانت قيادات بالمجلس الانتقالي الجنوبي، القوة الأبرز في جنوب اليمن، قد رحبّت بإعلان اتفاق السلام بين اسرائيل والإمارات. وأثار الإعلان ردود فعل مختلفة في أوساط الشارع في جنوب اليمن. ففي حين رحّب نشطاء بهذه الخطوة، هاجمت مكونات صغيرة في جنوب اليمن، على خلاف مع المجلس الانتقالي الجنوبي ودولة الإمارات، الخطوة، ودفعت بعض عناصرها لإحراق علم اسرائيل في عدن أمس الخميس.
- سوث24 للأخبار والدراسات
- المصدر الأصلي للتقرير بالإنجليزية (هنا)