21-02-2021 الساعة 7 مساءً بتوقيت عدن
سوث24| حسن بن عقيل
قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي إنّ الرئيس جو بايدن يعتزم إعادة ضبط العلاقات الأمريكية مع السعودية. وأضافت بأنّ الرئيس الأمريكي سيتواصل مباشرة مع الملك سلمان بن عبد العزيز وليس مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
لأنّ الرئيس جو بايدن ينوي إعادة ضبط العلاقات، أي تنظيم الاتصالات بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة "على مستوى النظراء". أوضح ذلك أنّ نظير الرئيس هو الملك سلمان، وهذا لا يعني التخلي عن المملكة، أو موقفاً من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
المكالمة الهاتفية لوزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أكّد فيها وزير الدفاع الأمريكي عن الشراكة الدفاعية الاستراتيجية بين واشنطن والرياض. وشدد الوزير على دور المملكة كركيزة رئيسية للأمن الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط، كما سلّط أوستن الضوء على الالتزام المشترك بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية لمعالجة أي نشاط مزعزع للاستقرار في المنطقة، وكذلك العمل على دحر المنظمات المتطرفة في المنطقة.
"إعادة ضبط العلاقات مع السعودية، لا تعني التخلي عن المملكة، أو موقفاً من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان"
يعرف الأمريكيون دور ومكان المملكة العربية السعودية التي لا تزال منتجًا رئيسيًا للنفط وعضوًا في مجموعة العشرين وشريكًا مهمًا في الحرب على الإرهاب. لا يمكن لبايدن الاستغناء عن العلاقات مع المملكة ورموزها. أوضحت بساكي القصد من إعادة ضبط العلاقات الأمريكية مع السعودية، بقولها أنّ "المملكة العربية السعودية بحاجة ماسة للدفاع عن نفسها، وستعمل الولايات المتحدة مع السعوديين في هذه القضية، حتى عندما نوضح نقاط الاختلاف لدينا ومجالات القلق". إذن ما تعنيه جين بساكي من إعادة ضبط العلاقات الأمريكية مع السعودية هو تصحيح السياسة الخارجية الأمريكية وإيجاد نهج جديد مع السعودية يختلف عن نهج الإدارة السابقة.
انتهك الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب جميع البروتوكولات المتبعة في البيت الأبيض وتعامل مع السعودية، كما تتعامل إحدى الشركات مع شركة أخرى، لذلك لم يُحرج دونالد ترامب البيت الأبيض فقط، بل أحرج المملكة أيضًا. من الطبيعي ألا يقبل التكنوقراط، الرئيس جو بايدن ذلك. سبق ووصف ترامب السعودية بأنها "بقرة حلوب" تدر ذهبًا ودولارات بحسب الطلب الأمريكي، وأنه متى جف حليبها سيتم ذبحها. [1]
د. حسن زيد بن عقيل |
هذا النهج غير الدبلوماسي الذي خلّفه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لن يتكرر من قبل الإدارة البيروقراطية للرئيس الجديد، جو بايدن. لهذا السبب الرئيس بايدن شكّل فريقه الدبلوماسي من التكنوقراط لـ "تصحيح مسار" سياسة ترامب الخارجية.
أعاد بايدن الزخم إلى الحل الدبلوماسي، وعلى هذا الأساس جاء بيان الناطقة باسم البيت الأبيض جين بساكي بأنّ الرئيس جو بايدن ينوي إعادة ضبط العلاقات مع السعودية. هكذا تم تعيين الدبلوماسي المخضرم تيموثي ليندركينغ في منصب المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، لإنهاء الحرب. وقال بايدن إن ليندركينغ سيدعم جهود الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار وإعادة إطلاق المحادثات بين الحوثيين والحكومة.
الدعم الأمريكي لا يعني بأي حال من الأحوال نهاية الحرب تلقائيًا: اليمن اليوم أصبح ساحة صراعات متعددة ومتداخلة على السلطة والنفوذ والأيديولوجية، تغذّيها الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية التي تسعى إلى تعزيز مصالحها الاستراتيجية والأمنية. اليمن مقسمة أكثر من أي وقت مضى على أسس سياسية وقبلية وإقليمية ودينية.
"اليمن اليوم أصبح ساحة صراعات متعددة ومتداخلة على السلطة والنفوذ والأيديولوجية"
أتفق مع ما كتبه بيتر سالزبوري، من مجموعة الأزمات الدولية. إنّ إنهاء الحرب يتطلب في المقام الأول إيجاد توازن جيّد يضمن ويكفل لجميع الفصائل المسلحة والفصائل السياسية والجماعات المحلية والمجتمع المدني المساهمة والمشاركة في تحقيق وترسيخ العملية السلمية، وهذا ليس بالأمر السهل على الإطلاق.
في أحد تصريحات المتحدثة باسم البيت الأبيض عند تعيين المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيموثي ليندركينغ، قالت: "هدفنا الرئيسي هو التقريب بين الجانبين للتوصل إلى حل تفاوضي ينهي الحرب ومعاناة الشعب اليمني. وقالت "هذا سيكون تحديًا، لكن يجب أن نجعله أولويتنا ". هنا تكرر جين ساكي أخطاء، ممثلة الولايات المتحدة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، عندما قالت قبل مفاوضات جنيف 2018 أمام مجلس الأمن: " نحن كمجتمع دولي يجب أن نطلب الطرفين بالتكافل وفهم خطورة ذلك ". حيث اختزلت الصراع في اليمن بين القطبين "الشرعية" و"أنصار الله" (الحوثيين).
الآن الوضع مختلف تمامًا: التحدي الحقيقي لإنهاء الحرب هو إيجاد حل وسط لإنهاء الحرب يكون مقبول لعدد لا يحصى من الفصائل المسلّحة. لذا من الضروري أولًا وقبل كل شيء خلق توازن جيد يضمن تكافؤ الفرص لجميع الفصائل المسلحة والفصائل السياسية والجماعات المحلية والمجتمع المدني للمساهمة والمشاركة في بناء وتوطيد السلام، وهذا ليس سهلاً على الإطلاق.
- الآراء الواردة في هذا التحليل تمثّل رأي المؤلف، ولا يعبّر بالضرورة عن سياسة المركز