إيران وإسرائيل (تعبيرية- أيستوك)
24-10-2024 الساعة 8 مساءً بتوقيت عدن
منظور دولي
في هذا التقرير، يرصد مركز سوث24 بعض التحليلات التي نشرتها منصات ومجلات وصحف دولية بشأن التطورات العالمية الأخيرة، وبالأخص ما يحدث في الشرق الأوسط. تداعيات مقتل زعيم حركة حماس يحيى السنوار في غزة حازت على حيز كبير من التغطية الدولية، مع استمرار الأسئلة الكبيرة بشأن سيناريوهات التصعيد في المنطقة وخطورة اندلاع حرب محتملة بين إسرائيل وإيران.
إلى التفاصيل..
الحرب الإسرائيلية الإيرانية قد تدفع نحو صراع عالمي
نبه تحليل نشرته صحيفة نيويورك تايمز إلى أن "احتمالية نشوب حرب مباشرة بين إسرائيل وإيران تشكل تهديدًا جديًا للاستقرار الإقليمي والعالمي". وقال التحليل: "إسرائيل وإيران، اللتان تمتلكان جيوشًا قوية ومتقدمة، تشاركتا لعقود في صراعات غير مباشرة عبر وكلاء ومناورات استخباراتية، ولكن يبدو أن المواجهة المباشرة باتت تقترب، خاصة بعد الهجوم الصاروخي الإيراني واسع النطاق في الأول من أكتوبر".
وأشار التحليل إلى أن "إسرائيل، التي تُعتبر من بين أقوى الجيوش في العالم من حيث التكنولوجيا العسكرية، تحظى بدعم كبير من الولايات المتحدة. وقد زودت واشنطن إسرائيل بأحدث أنظمة الدفاع، مثل نظام الدفاع الجوي المتقدم (THAAD) إلى جانب عشرات الآلاف من القنابل والصواريخ الموجهة. في المقابل، تركز إيران على تطوير قدراتها في مجال الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، ولديها ترسانة هائلة، ما يجعلها منافسًا صعبًا في أي صراع محتمل".
القلق الرئيسي من اندلاع حرب بين الدولتين يتجاوز تأثيره العسكري المباشر، حيث يمكن للصراع أن يجر الولايات المتحدة ودول الخليج إلى النزاع، كما تعتقد الصحيفة. مضيفة: "إيران هددت بشكل مباشر الدول التي تستضيف القوات الأمريكية، مثل قطر والإمارات، مما يعني أن المواجهة قد تتوسع لتشمل عدة أطراف إقليمية ودولية. وقد أرسلت الولايات المتحدة آلاف الجنود الإضافيين إلى المنطقة كجزء من جهود ردع التصعيد، ولكن يبقى السؤال حول ما إذا كان هذا التدخل سيمنع الحرب أو سيزيد من تفاقم الصراع."
من الناحية الاقتصادية، أشار التحليل إلى أن أي تصعيد عسكري كبير يمكن أن يؤثر بشكل مدمر على سوق النفط العالمي. إذا تم استهداف المنشآت النفطية في الخليج، فقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار النفط بشكل حاد وإحداث اضطرابات اقتصادية عالمية، مما سيضر بالدول التي تعتمد بشكل كبير على واردات النفط، وخاصة الدول الفقيرة.
في ظل هذه التطورات، ترى نيويورك تايمز أن العالم يقف على حافة هاوية؛ حيث قد تؤدي أي خطوة غير محسوبة إلى صراع واسع النطاق، مع تداعيات قد تكون مدمرة للاقتصاد العالمي والاستقرار الإقليمي.
إيران تسعى لتعزيز شرعيتها الدولية من خلال التدريبات البحرية المشتركة
نشرت صحيفة جيروزاليم بوست تحليلًا تساءلت فيه عن مدى نجاح إيران في تحسين صورتها الدولية من خلال التدريبات البحرية المشتركة التي بدأت هذا الأسبوع مع روسيا وعُمان. مضيفة: "هذه التدريبات التي تعد جزءًا من سلسلة مناورات IMEX البحرية، شهدت مشاركة مراقبين من دول إقليمية ودولية، بما في ذلك السعودية والهند وباكستان، مما يوحي بوجود تحول محتمل في علاقات إيران الإقليمية، خاصة بعد التقارب الأخير مع السعودية".
تهدف هذه التدريبات، وفقًا لتحليل الصحيفة، إلى تعزيز القوة البحرية لإيران وإظهارها كدولة تسعى لتحقيق الاستقرار والتعاون في المنطقة، رغم تاريخها الطويل في دعم النزاعات الإقليمية وتورطها في صراعات عدة، من بينها دعمها للحوثيين في اليمن.
وأضافت الصحيفة: "في هذا السياق، يلعب النظام الإيراني دورًا مزدوجًا؛ فمن جهة يقدم نفسه كشريك ملتزم بالسلام والأمن الإقليميين، ومن جهة أخرى، يدعم وكلاءه الذين يزعزعون الاستقرار في المنطقة. إيران تسعى لاستغلال هذه التدريبات لتعزيز مكانتها العسكرية والدبلوماسية، خاصة في مواجهة القوى الدولية التي لا تزال تفرض عليها عقوبات مشددة".
ورغم أن هذه التدريبات قد تعزز علاقات إيران مع بعض الدول الإقليمية، إلا أن هناك شكوكًا حول مدى قدرتها على تغيير الصورة السلبية التي ترسخت عنها عالميًا "كدولة داعمة للإرهاب"، وفقًا للصحيفة. مضيفة: "تظل إيران متهمة بدعم مجموعات مسلحة مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، وهذه المجموعات تلعب دورًا رئيسيًا في زعزعة الاستقرار الإقليمي. وبالتالي، فإن التدريبات البحرية، مهما كانت متقنة وتهدف إلى تعزيز التعاون، لا تمحو سجل إيران في التدخلات العسكرية والسياسات التوسعية".
واختتمت الصحيفة: "تهدف إيران من خلال هذه التدريبات إلى إرسال رسالة إلى المجتمع الدولي بأنها لاعب مهم في مجال الأمن البحري، وأنها قادرة على القيام بعمليات بحرية معقدة كإخماد الحرائق وعمليات البحث والإنقاذ. ولكن الحقيقة التي لا يمكن إغفالها هي أن إيران تستفيد من الفوضى التي تخلقها، فهي "رجل الإطفاء" الذي يشعل الحريق ثم يتدخل لإخماده".
يحيى السنوار سيحكم حماس حتى من داخل القبر
قال تحليل نشرته مجلة "ذي إيكونومست"، إن يحيى السنوار، رغم وفاته، سيظل يُمارس تأثيرًا كبيرًا على حماس حتى بعد رحيله. فخلال فترة قيادته، استطاع السنوار توسيع نفوذه، "حيث ركز السلطة بيديه وأبعد الفصائل الأقل دبلوماسية داخل الحركة".
وقال التحليل إن السنوار صعد إلى القيادة بعد عقود من التخطيط والمناورات السياسية. فبعد إطلاق سراحه من السجن في صفقة تبادل الأسرى عام 2011، أصبح القائد الفعلي لحماس في غزة عام 2017. خلال هذه الفترة، همّش السنوار الأصوات الأكثر اعتدالًا مثل خالد مشعل، وعزز علاقاته مع إيران، مما جعل الجناح العسكري للحركة أكثر تطرفًا. وأضافت المجلة: "استطاع السنوار تحييد مجلس الشورى القوي داخل حماس، وركز السلطة بينه وبين قادة عسكريين موثوقين، مثل شقيقه محمد السنوار وتوفيق أبو نعيم".
وترى المجلة أنه "مع وفاة السنوار، يظهر فراغ قيادي قد يشعل صراعًا داخليًا بين الفصائل المتنافسة داخل الحركة. أحد أبرز المرشحين لوراثة القيادة هو شقيقه محمد السنوار، الذي يتمتع بدعم كبير داخل الجناح العسكري. ولكن خالد الحية، الذي يدعم علاقات قوية مع إيران، قد يشكل تحديًا. على النقيض، خالد مشعل، الذي سبق وأن قطع علاقات الحركة مع النظام السوري في 2012، يمثل تيارًا أكثر اعتدالًا، وربما يسعى لإعادة حماس إلى الطاولة الدبلوماسية".
من الناحية الإسرائيلية، يشير التحليل إلى أن مقتل السنوار قد يمثل فرصة للتفاوض مع قيادة جديدة داخل حماس، إلا أن إسرائيل قد تميل إلى مواصلة الحملة العسكرية في محاولة لتفكيك الحركة بالكامل. وفي ظل ضعف حماس نتيجة الخسائر العسكرية المتكررة، قد تواجه الحركة أيضًا تحديات من جماعات محلية تسعى لملء الفراغ في غزة.
ولفتت المجلة إلى أنه "رغم رحيله، سيظل إرث السنوار حاضرًا داخل حماس، حيث ترك خلفه حركةً [..] تتغذى على رواية المقاومة والمواجهة مع إسرائيل. كما أن قدرته على تحييد الفصائل المعتدلة ستجعل من الصعب على أي قيادة جديدة تغيير توجه الحركة بسهولة. في النهاية، يُرجح أن يكون مستقبل حماس مزيجًا من التحديات الداخلية والصراع على تحديد مسارها القادم، سواء كان ذلك نحو مزيد من التطرف أو البحث عن حلول سياسية".
مقتل السنوار ليس نهاية حماس والعنف قد يتصاعد
تناولت مجلة "Foreign Affairs" تحليلًا لمقتل زعيم حركة حماس، يحيى السنوار، وتأثير ذلك على الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني والإقليم بشكل عام. وقالت المجلة إن مقتل السنوار، الذي قاد حماس في غزة ولعب دورًا محوريًا في هجوم 7 أكتوبر 2023، يمثل ضربة كبيرة للحركة، لكنه لا يشير بالضرورة إلى نهايتها. وأشار التحليل إلى أن حماس تتمتع بتاريخ طويل من القدرة على التعافي بعد اغتيالات قيادية، بفضل هيكلها التنظيمي المعقد وشبكات الدعم الإقليمية التي تساندها.
أحد الجوانب الهامة التي أشار إليها التحليل هو أن إيران، الحليف الرئيسي لحماس، تستمر في تقديم دعم واسع للحركة، مما يمكنها من البقاء كقوة مقاومة رئيسية ضد إسرائيل. على الرغم من الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها حماس، سواء على مستوى القيادة أو البنية التحتية العسكرية، إلا أن استمرار الدعم الإيراني يمثل عقبة أمام إسرائيل في تحقيق هدفها النهائي بتدمير الحركة. ولا يمكن تجاهل أن حماس تعتمد أيضًا على دعم من قطر، الذي يساعدها في تأمين التمويل الضروري للبقاء في السلطة في غزة.
وعلى الصعيد الداخلي، يعتبر التحليل أن مقتل السنوار لن يؤدي إلى تراجع فوري في قدرات حماس، بل من المحتمل أن يرفع مكانته بين أعضاء الحركة كـ "شهيد". وقد أشار التقرير إلى أن شقيقه الأصغر، محمد السنوار، من المتوقع أن يتولى قيادة الحركة، مما يعزز احتمالات استمرار النهج المتشدد لحماس في تعاملها مع إسرائيل. مضيفة: "تاريخيًا، كان خلفاء القيادات المغتالة أكثر تطرفًا وخطورة، وهو ما قد يكون الحال مع محمد السنوار".
أما من الجانب الإسرائيلي، فإن مقتل السنوار يمثل فرصة حاسمة لإعادة تقييم استراتيجيتها في غزة. وبينما تستمر إسرائيل في استهداف قيادات حماس، يثير التقرير تساؤلات حول ما إذا كانت الحكومة الإسرائيلية، برئاسة بنيامين نتنياهو، ستتخذ خطوات نحو حل سياسي بدلًا من الاعتماد فقط على الحلول العسكرية. وأضاف التحليل: "مقتل السنوار قد يوفر نافذة لحل دبلوماسي إذا ما استغلت إسرائيل الفرصة لحشد دعم دولي من أجل إعادة الأسرى الإسرائيليين وتحقيق تهدئة طويلة الأمد".
ختامًا، يشير التحليل إلى أن مقتل السنوار لن ينهي الصراع، بل قد يؤدي إلى تصعيد العنف إذا لم تُتخذ خطوات دبلوماسية. ويبقى السؤال الأكبر هو ما إذا كان هناك توجه نحو السلام أو استمرار العنف الذي غذته سنوات من الصراع.
- مركز سوث24 للأخبار والدراسات