تجميع: مركز سوث24
04-04-2024 الساعة 10 مساءً بتوقيت عدن
سوث24 | عدن
لازالت أزمة الشحن الدولي المستمرة نتيجة هجمات الحوثيين المدعومين من إيران في خليج عدن والبحر الأحمر تحوز اهتماماً كبيرًا في تغطيات وقراءات وتحليلات الصحف والمجلات والمراكز الدولية. مركز سوث24 رصد جانبًا من أهم هذه الآراء خلال الأسبوعين الأخيرين، فماذا كُتب عن هذه المسألة؟
مراجعة شاملة للمشكلة اليمنية
قال معهد تكتيكات الأمن ومكافحة الإرهاب إن "تشكيل تحالفات لحماية التجارة الدولية وشن ضربات محدودة ضد الحوثيين لن يحل مشكلة تهديد الحوثيين للشحن الدولي"، حيث "يجب على المجتمع الدولي أن يراجع بشكل شامل كيفية تعامله مع المشكلة اليمنية لتجنب ارتكاب نفس الأخطاء".
وأضاف المعهد في تحليل له: "علاج الأعراض لا يكفي. ويجب أن يتحدث عن الأسباب الجذرية للمشكلة اليمنية: الحوثيون".
ولفت المعهد إلى أنه "من واجب المجتمع الدولي تنسيق الرد على تصرفات الحوثيين وإجبارهم على التخلي عن تكتيكاتهم الإرهابية. وبالإضافة إلى تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية، يجب على الحكومات تجفيف الموارد النقدية والسياسية والإعلامية للميليشيا. ويشمل ذلك الحد من التجارة، وفرض عقوبات على قادة الحوثيين، وتجميد أصولهم، وتقييد السفر".
ورأى المعهد أن "هذه الإجراءات لن تهدد قنوات الحوار الضرورية لأي حل سلمي مستقبلي، لكنها ستظل تضغط على الحوثيين".
وأضاف: "ويجب على الشركاء الدوليين أيضًا دعم مجلس القيادة الرئاسي اليمني حيث تطالب الحكومة اليمنية بدعم سياسي وإنساني وعسكري لإصلاح البلاد. سيؤدي الفشل في معالجة الأسباب الجذرية للصراع إلى تكرار الأخطاء التاريخية التي تم ارتكابها بشكل متكرر".
وانتقد المعهد قرار إدارة بايدن برفع الحوثيين من قائمة الإرهاب في 2021، لافتا إلى أن ذلك أدى إلى تفاقم الأزمة اليمنية، حيث اعتبرت إيران ذلك ضوءاً أخضر لزيادة نفوذها في المنطقة، وشن الحوثيون هجمات على منشآت الطاقة في السعودية.
وأضاف: "بالتالي، بعد الهجمات الأخيرة التي شنها الحوثيون على خطوط الشحن والتجارة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن، أعادت إدارة بايدن النظر في قرارها وأعادت تصنيف الحوثيين في 17 يناير. اختفى المعيار بعد أن أصبح من الواضح أن الحوثيين يشكلون تهديدًا ليس فقط لليمن والمنطقة، بل للعالم أيضًا. وهذا الخطر موجود على عدة مستويات".
الصين تساعد إيران وهجمات الحوثيين
قالت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية، نقلا عن مسؤولي استخبارات غربيين، إن "الصين تساعد إيران دون قصد في خنق حركة السفن في البحر الأحمر، مما يعوق تدفقات التجارة العالمية".
وأرجعت الصحيفة السبب إلى مشتريات الصين "غير المشروعة" من النفط الإيراني، التي تمول بشكل غير مباشر سلسلة الهجمات التي يشنها الحوثيون في البحر الأحمر.
وتشتري الصين حوالي 90% من النفط الإيراني، بما في ذلك النفط الخام الذي يبيعه فيلق القدس المسؤول عن العمليات العسكرية الخارجية لطهران، بحسب الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ فيلق القدس يقوم بتدريب وتمويل وكلاء إيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن.
وقال مسؤول للصحيفة إن الحوثيين "عندما يهاجمون الطرق الدولية، فإنَّ الصين نفسها هي الدولة الأولى التي تتضرر"، مشيرا إلى أنه "ليس متأكدا ما إذا كانت الصين تدرك ذلك".
وأوضحت الصحيفة أنه ورغم تعهد الحوثيين بعدم مهاجمة السفن الصينية، فإنهم أطلقوا عدة صواريخ في وقت سابق من هذا الأسبوع، على السفينة هوانغ بو الصينية.
وأضافت الصحيفة: "بينما يدعي الحوثيون أنهم نفذوا الهجمات تضامنا مع الفلسطينيين في غزة، إلا أنَّ الكثير من السفن التي هاجموها ليست إسرائيلية أو متجهة إلى إسرائيل".
ولفتت الصحيفة إلى أن تعزيز الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية لوجودها في البحر الأحمر لم يكن كافيا لردع الهجمات.
المزيد من الحزم مطلوب
قالت مجلة نيوزويك الأمريكية إنه حان الوقت لمزيد من الحزم والشدة في مواجهة الحرس الثوري الإسلامي الإيراني ومليشيا الحوثيين اليمنية.
وأضافت المجلة: "لقد تركت أولويات واشنطن غير المتناسبة في الشرق الأوسط طوال مدى العقد الماضي عشرات الملايين عرضة لعدوان الحوثيين المدعومين من إيران، الذين قتلوا ثلاثة بحارة مدنيين في هجوم صاروخي على سفينة شحن في البحر الأحمر".
وأشارت المجلة إلى أعمال الحوثيين العدائية ضد الشحن الدولي خلال الأشهر الماضية، وما فرضه ذلك من تكاليف وخسائر اقتصادية عالمية.
وقالت المجلة: "لسوء الحظ، يُظهر الرئيس جو بايدن أن الولايات المتحدة قادرة ولكنها غير راغبة في تأمين حرية الملاحة والسلامة في البحر الأحمر. وفي حين ردت واشنطن على عدوان الحوثيين بغارات جوية، فإن إجمالي الأهداف بلغ أقل من ثلث القدرات الهجومية للحوثيين".
ولفتت المجلة إلى أنه "من الضروري أن يكون هناك رد أقوى بكثير للقضاء على التهديد وردع الحوثيين وقادتهم الإيرانيين".
مضيفة: "ينبغي على الولايات المتحدة أن تغرق "بهشاد"، وهي سفينة تجسس خاضعة لعقوبات أمريكية ويديرها الحرس الثوري الإسلامي لجمع معلومات استخباراتية نيابة عن الحوثيين، فضلاً عن تدمير جميع الأهداف العسكرية والاستخباراتية في إيران التي تدعم الحوثيين، بما في ذلك مواقع الحرس الثوري الإيراني".
وقالت المجلة "إن القيام بذلك من شأنه أن يبعث برسالة واضحة مفادها أن هجمات الحوثيين غير مقبولة، وأن رعاية الإرهاب أمر مكلف، وأن الولايات المتحدة قادرة وراغبة في استخدام القوة الساحقة للدفاع عن نفسها ومصالحها ومصالح حلفائها".
"بالإضافة إلى ذلك، يجب على إدارة بايدن ألا تضرب الحوثيين فحسب، بل أيضًا أهداف الحرس الثوري الإيراني على الأراضي اليمنية"، أردفت المجلة.
عقلية حرب العصابات
قالت صحيفة ستارز آند سترايبس العسكرية الأمريكية إن "تهديد الحوثيين في البحر الأحمر يتطلب من الولايات المتحدة اعتماد تكنولوجيا جديدة وعقلية حرب العصابات".
وأضافت في تقرير كتبه DiGuardo، وهو أميرال متقاعد من البحرية الأمريكية: "تعد الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار التي شنتها جماعة الحوثيين المتمردة المدعومة من إيران على السفن التجارية في البحر الأحمر مؤشرًا واضحًا آخر على أنه على الرغم من الغارات الجوية المكثفة التي تشنها الولايات المتحدة وحلفاؤها في اليمن، فإن الجماعة الإرهابية ليس لديها خطط لوقف استهداف السفن التجارية".
وأردفت: "ومن أجل إحباط هذه الهجمات بنجاح دون حملة مطولة، يجب على القادة العسكريين الأمريكيين تسخير التقنيات الناشئة التي يمكن أن تمنح الولايات المتحدة وحلفائها اليد العليا الإستراتيجية في البحر الأحمر". واقترح التقرير الاستعانة بالزوارق المسيرة، بالإضافة لأنظمة العوامات المتقدمة.
"من حرب فيتنام إلى الحربين في أفغانستان والعراق، كافحت الجيوش التقليدية تاريخياً لمكافحة حركات تمرد العصابات نظراً لقدرة الأخيرة على مهاجمة أعدائها، والتلاشي في الظل، وعدم الانخراط مطلقاً في حرب تقليدية متناظرة"، أضاف التقرير.
وتابعت الصحيفة: "يظهر القتال الذي خاضه الحوثيون مع السعوديين على مدى عقد من الزمن، إلى جانب هجماتهم الأخيرة على السفن التجارية، أنهم أتقنوا هذا النوع من الحرب غير النظامية. وهم خبراء في إخفاء الصواريخ والطائرات بدون طيار في مداخل معزولة على طول ساحل البحر الأحمر أو داخل المناطق الحضرية الكثيفة".
وقالت الصحيفة إن واقع اليمن كبلد ممزق محطم يخدم الحوثيين. مضيفة: "لا تستطيع أمريكا وحلفاؤها هزيمة الحوثيين بالقوة العسكرية الساحقة وحدها، بل يتعين عليهم بدلاً من ذلك استخدام تفوقهم التكنولوجي لحماية ممرات الشحن القيمة في البحر الأحمر وتحييد التهديد الحوثي".
وأضافت: "في السنوات الأخيرة، تم تحقيق خطوات كبيرة في تطوير أنظمة غير مأهولة ومستقلة لدعم العديد من المهام والقدرات. توجد الآن قدرات مراقبة واكتشاف توفر معلومات استخباراتية مهمة للقوات البحرية والدفاعات الأمنية والمحيطية في الموانئ. وقد انتبهت البحرية، إلى جانب الفروع الأخرى للجيش الأمريكي، إلى هذا الأمر".
ولفتت الصحيفة إلى أن عملية حارس الازدهار تستخدم بالفعل طائرات بدون طيار لزيادة الدوريات في البحر الأحمر وخليج عدن. وأضافت: "لكن هناك حاجة إلى مزيد من الاستثمار. على سبيل المثال، يجب على القادة العسكريين التحقق من الزوارق المسيرة وأنظمة العوامات المتقدمة التي يمكنها جمع المعلومات إلى جانب تلك الواردة من الأنظمة البحرية والجوية والبرية لمنح القادة رؤية كاملة للمنطقة وتحديد التهديدات بسرعة وفعالية".
- مركز سوث24 للأخبار والدراسات