السفينة ترو كونفيدنس (القيادة المركزية الأمريكية)
09-03-2024 الساعة 3 مساءً بتوقيت عدن
سوث24 | عدن
تصاعدت الأعمال العدائية لمليشيا الحوثيين المدعومة من إيران في البحر الأحمر وخليج عدن خلال الأسبوعين الأخيرين ووصلت ذروتها يوم الأربعاء الماضي عندما هاجم الحوثيون سفينة شحن في خليج عدن بالصواريخ مما أدى لمقتل 3 من طاقم السفينة وإصابة 4 آخرين بحسب القيادة المركزية الأمريكية. كما شنت المليشيا اليوم السبت هجوم هو الأوسع قالت إنه تم بواسطة 37 طائرة مسيرة ضد سفن حربية أمريكية في البحر الأحمر، وسفينة تجارية أمريكية في خليج عدن.
تناولت الصحافة الدولية هذه التطورات باهتمام، وفي هذا التقرير يرصد مركز سوث24 جانبا من أهم ما كتب في هذا الاتجاه.
تصعيد خطير
قالت وكالة أسوشيتد برس إن الهجوم المميت الأول الذي شنه المتمردون الحوثيون في اليمن ضد سفينة (ترو كونفيدنس) يهدد بمزيد من قطع الشريان البحري الحيوي للتجارة العالمية، ويحمل في طياته مخاطر تتجاوز تلك الموجودة في البحر فقط.
وأضافت الوكالة: "يحذر البيت الأبيض من أنه سيكون هناك رد على الهجوم الذي وقع يوم الأربعاء على ناقلة البضائع السائبة المملوكة ليبيريا والتي ترفع علم بربادوس في خليج عدن. لا يزال الشكل الذي سيبدو عليه الأمر غير واضح، لكن الولايات المتحدة شنت بالفعل جولة تلو الأخرى من الغارات الجوية التي استهدفت الحوثيين، ومن المرجح أن تكون هناك المزيد في الطريق".
"مع ذلك، يلوح في الأفق تأثير اقتصادي وإنساني وسياسي أوسع نطاقًا للهجوم. كما أنه يسلط الضوء أيضًا على حرب اليمن المستمرة منذ سنوات، والتي طغت عليها الآن الحرب الطاحنة التي تشنها إسرائيل [..] في قطاع غزة والتي قد تصل إلى شهر رمضان المبارك، مما يزيد من خطر تفاقم الغضب الإقليمي"، أردفت الوكالة.
وأرت الوكالة أن "هجوم الأربعاء يسلط الضوء على الخطر الذي يواجهه أولئك الذين لم يشاركوا حتى في الحرب، حيث أدى الصاروخ الحوثي الذي أصاب سفينة ترو كونفيدنس إلى مقتل اثنين من الفلبينيين ومواطن فيتنامي".
وأضافت: "بالفعل، هاجم الحوثيون سفينة واحدة على الأقل تحمل مساعدات متجهة إلى اليمن، وهي سفينة الشحن "Sea Champion"، التي كانت محملة بالحبوب ومتجهة إلى عدن ومن ثم الحديدة عندما تعرضت للقصف في فبراير".
وقالت الوكالة إنه "بينما يطارد الجوع قطاع غزة خلال الحرب الإسرائيلية، لا يزال الجوع يسيطر على اليمن، أفقر دولة في العالم العربي".
وأشارت الوكالة إلى التداعيات التي يسببها سلوك الحوثيين على الإقليم والمنطقة. ولفتت إلى أنه يوم الثلاثاء الماضي، أصدر برنامج الغذاء العالمي تحذيرا بشأن عملياته في الصومال، قائلا إن أزمة الشحن تعيق قدرته على "الحفاظ على التدفق المنتظم للمساعدات الإنسانية".
مضيفة: "وفي السودان الذي مزقته الحرب، قالت لجنة الإنقاذ الدولية إنها علقت عملياتها في بورتسودان بسبب ارتفاع التكاليف ومخاوف أخرى ناجمة عن هجمات الحوثيين".
وتابعت الوكالة: "ثم هناك الضغوط الاقتصادية. وبينما وصفت إسرائيل اقتصادها بأنه لم يتأثر حتى الآن، لا يمكن قول الشيء نفسه بالنسبة لمصر المجاورة. وتشير أرقام الأمم المتحدة إلى أن حركة المرور في قناة السويس التي تربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط باتجاه أوروبا قد انخفضت بمقدار النصف تقريبًا".
ولفتت إلى أنه "بالنسبة للحوثيين، قد يكون القتال ضد إسرائيل والولايات المتحدة هو كل ما يريدونه. لقد كانت جماعتهم الشيعية الزيدية تدير مملكة في اليمن دامت ألف عام حتى عام 1962". مضيفة: "إن القتال ضد الولايات المتحدة وبريطانيا يسمح للحوثيين بتعزيز دعمهم لليمن، فضلاً عن اكتساب الاعتراف الدولي في العالم العربي الغاضب بسبب مقتل الفلسطينيين في الحملة الإسرائيلية على قطاع غزة".
وأردفت: "إذا استمر القتال هناك حتى شهر رمضان، وهو وقت السلام والتأمل في الإسلام، فقد يؤدي ذلك إلى انتشار المزيد من العنف المسلح".
نقص في المعلومات الاستخباراتية
قال مسؤولون أمريكيون لصحيفة "فايننشال تايمز" إن محاولة الجيش الأمريكي لوقف هجمات الحوثيين على الشحن في البحر الأحمر تعرقلها المعلومات الاستخباراتية غير الكافية حول ترسانة المليشيا اليمنية المدعومة من إيران وقدراتهم الكاملة.
وأضاف المسؤولون : "في حين أن البنتاغون واثق من أن أسابيع من الضربات الصاروخية دمرت الكثير من الأسلحة وأجبرت الحوثيين على إجراء تعديلات تكتيكية ، فإن مدى الضرر غير واضح لأن الولايات المتحدة تفتقر إلى تقييم مفصل لقدرات المجموعة قبل إطلاق حملة القصف".
وقال المسؤولون إن البنتاغون واجه انخفاضا في المعلومات الاستخباراتية بشأن اليمن بعد انتهاء حملة الطائرات بدون طيار ضد تنظيم القاعدة في جنوب البلاد والتي تم تنفيذها في عهد الرئيسين باراك أوباما ودونالد ترامب، بحسب الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن ميك مولروي، وهو مسؤول كبير سابق في البنتاغون وضابط في وكالة المخابرات المركزية، قوله: "لأن اليمن كان أولوية، فقد تركزت استخباراتنا هناك أيضًا".
وقال جوناثان لورد، مدير برنامج أمن الشرق الأوسط في مركز الشرق الأوسط الجديد، إن البنتاغون واجه "تحديا كبيرا" في الموازنة بين الاحتياجات العسكرية المستمرة للتحقق من الصين في المحيط الهادئ مع الطلبات المتزايدة على القدرات الاستخباراتية في الشرق الأوسط وأوروبا.
وقال تيد سينجر، وهو مسؤول كبير في وكالة المخابرات المركزية تقاعد مؤخراً، إن الحوثيين يميلون إلى تخزين أسلحتهم في تضاريس حصينة. كما أن الحصول على معلومات استخباراتية على الأرض أصبح أكثر صعوبة منذ أن أخلت الولايات المتحدة سفارتها في صنعاء في عام 2015، عندما سيطرت الجماعة المتمردة على العاصمة.
وأضاف: "إن إعداد التقارير عن بلد ما من بعيد أو من الخارج يمثل تحديًا بطبيعته، وهو أمر مضاعف بالنسبة لبلد شهد الكثير من الاضطرابات على مدى السنوات العشر الماضية".
تحركات صينية
قالت صحيفة جنوب الصين الصباحية إن البعثة الدبلوماسية الاخيرة التي أرسلتها بيكين إلى الشرق الأوسط من غير المرجح أن تسفر عن أي اختراقات قوية في الأزمة بسبب إحجام الصين المستمر عن التدخل بشكل أكبر وتهديد موقفها المحايد في الصراع بين إسرائيل وغزة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الصين أرسلت أواخر الشهر الماضي دبلوماسي صيني إلى السعودية وعمان هو الأول منذ بدء الأزمة. حيث التقى بمسؤولين سعوديين وعُمانيين ويمنيين.
وفي لقائه مع نائب وزير الخارجية اليمني منصور بجاش أكد المبعوث الصيني أن بلاده تولي أهمية كبيرة "للحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة البحر الأحمر"، مضيفا أن بيكين تدعم الحكومة الشرعية في اليمن، لكنها تتمسك بالحل السياسي بين الحكومة وبين الحوثيين.
وقالت الصحيفة إن "المبعوث الصيني إلى الشرق الأوسط أوضح للمسؤولين السعوديين أن بكين مستعدة للعمل معهم لاستعادة الأمن والاستقرار في البحر الأحمر".
وأضافت: "وبحسب ما ورد حثت بيكين طهران أيضًا على كبح جماح الجماعة المتمردة".
"وفي الوقت نفسه، سلط المبعوث الضوء أيضًا على دعوة الصين لوقف إطلاق النار في غزة خلال جولته، وأخبر المسؤولين العمانيين أن بيكين تعتقد أن أزمة البحر الأحمر كانت مظهرًا بارزًا لامتداد الصراع من غزة"؛ أردفت الصحيفة.
مدير كلية الدراسات العربية بجامعة بيكين للدراسات الأجنبية، ليو شينلو قال للصحيفة إن "زيارة وانغ أظهرت أن أزمة البحر الأحمر مرتبطة بشكل وثيق بمصالح الصين".
وتابع: "على الرغم من أن الحوثيين لم يشنوا هجمات على السفن الصينية وقدموا مثل هذه التسهيلات للأفراد والشركات الصينية، إلا أن ممر البحر الأحمر مرتبط بالشحن العالمي، وبالتالي فإن نقل موارد النفط والغاز والسلع لا يزال يؤثر بنسبة كبيرة نسبيًا على الصين".
ونقلت الصحيفة عن خبراء قولهم إن "المبعوث الصيني الذي ارسلته بيكين ليس مسؤولا كبيرا في وزارة الخارجية، ولهذا يمكن اعتبار زيارته مجرد زيارة روتينية مما يسلط الضوء على إحجام بكين عن المشاركة بشكل أكبر في هذه القضية".
وأشاروا إلى أن "الضوء الأخضر الذي أعطاه المسلحين الحوثيين للسفن الصينية والروسية في الممر التجاري، يجبر بيكين إلى الحفاظ على نهج متوازن حتى لا يتم إلقاء اللوم عليها في التآمر مع الحوثيين وإيران".
"سعت بيكين إلى لعب دور صانع السلام في الصراع اليمني على المستوى الدبلوماسي مع تنامي نفوذها في الشرق الأوسط. ولكنها ليس لديها القدرة أو الدافع للمشاركة بشكل أكبر في الأزمة الحالية"؛ تابع الخبراء.
وأكد الخبراء أن هناك موقف واحد قد يدفع الصين إلى التحرك وهو "تعرض المصالح الحيوية للصين للخطر، مثل هجوم واسع النطاق على حاملات الطائرات الصينية، فإن الصين ستحافظ على موقف بعيد المنال".
وأضافوا : "نظراً لأن بيكين تصور الولايات المتحدة على أنها السبب الرئيسي وراء عدم الاستقرار الإقليمي في الشرق الأوسط، فإنها تنظر إلى تحالف حارس الأزدهار والغارات الجوية ضد الحوثيين كعناصر مساهمة في التصعيد".
وذكر خبراء أنه "وعلى الرغم من عدم انضمام الصين إلى العمليات التي تقودها الولايات المتحدة في المنطقة، إلا إن الوجود المكثف للأسطول 46 أرسل إشارة واضحة إلى إيران والمسلحين الحوثيين بأن الصين ستحمي سلامة الشحن هناك".
وأوضحت الصحيفة أن وزارة الدفاع الصينية نفت أن يكون الأسطول المرسل مرتبطًا بأزمة البحر الأحمر، واصفة إياه بأنه "عملية مرافقة عادية" في 29 فبراير الماضي.
- مركز سوث24 للأخبار والدراسات