غلاف الدراسة
26-09-2024 الساعة 2 مساءً بتوقيت عدن
سوث24 | دراسة ميدانية
قالت ورقة سياسات صادرة عن مركز سوث24 للأخبار والدراسات يوم الخميس 26 سبتمبر 2024 إن أزمة تغيّر إلى أدت إلى تحديات كبيرة أمام النساء باليمن، بما في ذلك انخفاض الدخل، وارتفاع أسعار الغذاء، وتضرّر الممتلكات، وتحديات أخرى تعززها عدم المساواة والمعايير الجنسانية والنوع الاجتماعي.
الورقة التي جاءت ضمن مشروع بحثي عمل عليه مركز سوث24 في محافظات عدن وحضرموت والمهرة خلال أغسطس وسبتمبر 2024، بالشراكة مع مبادرة مسار السلام وبتمويل من برنامج المعونة البريطانية (UKAID)، شملت مزيجاً من الزيارات الميدانية، والمقابلات، واستطلاع آراء 120 امرأة من النساء المعيلات في المحافظات الثلاث.
تجمع نسوي ضمن اللقاءات الميدانية لفريق مركز سوث24 في منطقة عريوط بمديرية المسيلة بمحافظة المهرة، 24 أغسطس 2024 (مركز سوث24)
واستهدفت الدراسة مناطق دار سعد وفقم والحسوة في عدن، ووادي حجر والمكلا في حضرموت، ومديريات المسيلة وسيحوت والغيضة في المهرة. وكانت القطاعات الأساسية لمصادر الدخل هي تجفيف الأسماك وتعليبها، وتربية الأغنام، والحرف اليدوية، والقطاع الزراعي، واستخراج الملح.
وهدفت الورقة إلى:
● تحليل تأثير التغيرات المناخية على النساء العاملات في القطاعات الرئيسية المتأثرة في عدن وحضرموت والمهرة.
● استكشاف التحديات الخاصة التي تواجهها النساء المعيلات في ظل هذه الظروف.
● تقديم توصيات عملية لصناع القرار لتعزيز قدرة النساء على التكيف والصمود.
● اقتراح استراتيجيات لرفع الوعي ودعم النساء المتأثرات بالتغيرات المناخية.
وذكرت أشكالًا من التأثيرات السلبية لأزمة التغير المناخي على النساء باليمن، وفقًا للعينات، مثل:
- ارتفاع درجات الحرارة، حيث شكل هذا التأثير النسبة الأكبر من التغييرات التي تأثرت بها النساء في المحافظات المستهدفة (عدن، حضرموت، المهرة). وقد أبلغت معظم النساء عن تأثير هذا الارتفاع على حياتهن اليومية وسبل عيشهن.
- تغير نمط الأمطار، حيث لوحظ تغيّر في مواعيد هطول الأمطار، حيث سقطت الأمطار في غير مواسمها المعتادة. هذا الأمر أثّر بشكل كبير على الزراعة، مما أدى إلى عدم انتظام المحاصيل الزراعية.
- زيادة العواصف والفيضانات، فقد شهدت المناطق زيادة في وتيرة العواصف والفيضانات، مما تسبب في أضرار كبيرة للبنية التحتية وممتلكات النساء.
- ارتفاع مستوى سطح البحر، وهو ما يعد تهديدًا مباشرًا للمناطق الساحلية، مما يؤثر على الأنشطة الاقتصادية مثل الصيد والزراعة.
- الجفاف الذي ثر بشكل مباشر على المزارعات ومربيات المواشي، حيث واجهت النساء صعوبات في الحصول على المياه اللازمة لري المحاصيل وتربية الحيوانات.
وعدَدت الورقة التحديات الرئيسية التي تواجه النساء باليمن بسبب تغير المناخ، ومن بينها: انخفاض الدخل المادي، وهو ما وصفته الورقة بـ التحدي الأكثر شيوعًا، حيث أبلغت نسبة كبيرة من النساء عن انخفاض في دخل الأسرة. بالإضافة إلى: ارتفاع أسعار السلع الأساسية أثر سلبًا على القدرات الشرائية، وتضرر الممتلكات والبنية التحتية بشكل ملحوظ بسبب الكوارث المناخية، والنص نقص في الموارد المائية، وتفاقم المشكلات الصحية.
وأشارت الورقة إلى أن "العديد من الأسر التي تعيلها نساء في المهرة وحضرموت وعدن، تعتمد على الزراعة وصيد الأسماك كمصدر رئيسي للغذاء والدخل. ومع ذلك، فإنّ التغيرات المناخية تهدد هذه الأنشطة بشكل كبير، فالفيضانات تدمر المحاصيل، بينما يؤدي ارتفاع درجات حرارة البحر إلى تغير أنماط هجرة الأسماك. هذه التحديات تزيد من صعوبة تأمين الغذاء الكافي للأسر، مما يضع ضغوطًا إضافية على النساء المعيلات".
وأوضحت الورقة ما يجعل أزمة التغير المناخي بالنسبة للنساء في اليمن أسوأ من الرجال، فالنساء، بسبب أدوارهن الاجتماعية والاقتصادية المتعددة، غالبًا ما يواجهن تحديات فريدة تزيد من ضعفهن أمام الآثار المناخية. مشيرة إلى الكفاح اليومي والتحديات المستمرة التي تواجهها النساء في محاولتهن للتكيف مع واقع جديد فرضته التغيرات المناخية. حيث تُظهر النتائج، كيفية تشابك العوامل الاجتماعية والاقتصادية ببعضها لخلق حواجز أمام تقدم المرأة.
وكشفت الورقة عن وجود ارتباط قوي بين تغير المناخ والعنف المنزلي، حيث تعتقد الغالبية العظمى من المشاركات في الاستطلاع، أن تغيّر المناخ أدى إلى زيادة في العنف المنزلي. وهناك تجارب مباشرة للتوترات المتزايدة، إذ إنّ العديد من المشاركات مررن شخصياً أو شهدن زيادة في التوترات الأسرية نتيجة للأحداث المرتبطة بالمناخ، مثل الكوارث الطبيعية أو ندرة الموارد.
وأبرزت الورقة آليات التكيف التي استخدمتها النساء، حيث اختارت العديد منهن تقليص نفقات المنزل أو البحث عن مصادر دخل بديلة. ومع ذلك، يشير الاعتماد على النقاشات المجتمعية ودعم المنظمات المحلية إلى الحاجة إلى مساعدة خارجية أكبر وتغيير نظامي. وأكدت على ضرورة التصدي لهذه التحديات من خلال تدخلات موجهة تشمل تعزيز الفرص التعليمية، وتوفير الدعم الاقتصادي، وإنشاء أنظمة دعم شاملة للنساء اللواتي يواجهن العنف الأسري.
بالإضافة إلى ذلك، أشارت الورقة إلى الحاجة ماسة إلى سياسات تأخذ بعين الاعتبار الضعف المحدد للنساء في سياق تغير المناخ، مما يضمن سماع أصواتهن وتلبية احتياجاتهن. وشددت على الحاجة الملحة إلى اتباع نهج متكامل لدعم النساء في التكيف مع تغيّر المناخ، مع معالجة التحديات الاجتماعية والاقتصادية المتعلقة بالنوع الاجتماعي.
الصورة: امرأة في مصنع محلي لتعليب الأسماك في منطقة فقم بعدن، 17 أغسطس 2024 (مركز سوث24)
وقد توصّلت الورقة إلى عدد من النتائج يتمثّل أبرزها في الآتي:
● أدى تغيّر المناخ إلى تحديات كبيرة للنساء، بما في ذلك انخفاض الدخل، وارتفاع أسعار الغذاء، وتضرّر الممتلكات.
● تواجه النساء أعباء غير متناسبة، مع زيادة في العمل المنزلي والوصول المحدود إلى الموارد.
● يزيد تغيّر المناخ من عدم المساواة القائمة بين الجنسين.
● اعتمدت النساء استراتيجيات مواجهة متنوعة، لكنها غالبًا ما تكون غير كافية.
● أفادت نسبة 88.2% من النساء، بتناقص دخلهن نتيجة للتغيّر المناخي، بالإضافة إلى زيادة أسعار المواد الأساسية ونقص الموارد وتضرر الممتلكات من الكوارث الطبيعية.
● أكدت النساء على مخاوفهن بشأن الأمن الغذائي، حيث أوضحت نسبة 85.2% منهن، أن الأسعار ارتفعت، ونسبة 69.4% أبلغن عن نقص في الغذاء.
● أدى التغيّر المناخي إلى تصاعد المشكلات الصحية، حيث أفادت نسبة 25.5% من النساء بمشكلات صحية مرتبطة بتغيّر الظروف البيئية.
● زادت مستويات التوتر، مما ساهم في زيادة العنف المنزلي، حيث أفادت أكثر من 94% من النساء بوجود تحديات تتعلق بجنسهن في ظل آثار التغير المناخي.
وادي حجر بمحافظة حضرموت، 18 أغسطس 2024 (مركز سوث24)
كما توصّلت الورقة إلى عدد من التوصيات، أبرزها:
● سياسات وبرامج: تطوير سياسات تكيف مع تغيّر المناخ تستجيب للجنسين، وتعزيز أنظمة الحماية الاجتماعية، والاستثمار في الزراعة الذكية مناخيًا.
● مبادرات مجتمعية: دعم المبادرات المجتمعية التي تمكّن النساء وتعزز قدرتهن على التكيف.
● تمكين اقتصادي: توفير وصول النساء إلى الائتمان، والتدريب، والأسواق لتنويع مصادر دخلهن.
● الحماية والأمان: تعزيز الأطر القانونية لحماية حقوق النساء وتوفير أماكن آمنة للواتي يتعرضن للعنف.
● الدعم العاجل: دعم مالي وتوفير المواد الغذائية للأسر المتضررة من الكوارث الطبيعية.
● برامج البنى التحتية المستدامة: تعزيز البنية التحتية الزراعية، بما في ذلك نظم الري.
● التدريب: الاستثمار في التدريب للنساء حول الممارسات الزراعية المستدامة والحصول على خدمات الرعاية الصحية.
● بناء القدرات: زيادة برامج التوعية التي تستهدف بناء قدرة النساء على التكيف ودعم الشبكات الاجتماعية.
ونشر مركز سوث24 للأخبار والدراسات فيديو على يوتيوب بالتزامن مع الورقة، كأحد المخرجات الرئيسة للمشروع الذي يأتي قبل مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ المزمع انعقاده في باكو بأذربيجان خلال 11 – 22 نوفمبر القادم. وتضمن الفيديو مقابلات مصورة مع نساء من المحافظات الثلاث، تحدثن خلالها تأثيرات التغير المناخي عليهن وعلى سبل عيشهن ومصادر دخلهن. وكانت نسبة عالية منها ممن يقومن بإعالة الأسر.