التصعيد العسكري في اليمن يتغلب على جهود صنع السلام

التصعيد العسكري في اليمن يتغلب على جهود صنع السلام

عربي

الأربعاء, 01-12-2021 الساعة 05:34 مساءً بتوقيت عدن

سوث24| قسم الترجمات 

يستمر  التصعيد العسكري في التغلب على جهود صنع السلام في اليمن، حيث قصفت طائرات التحالف العربي أهدافًا استراتيجية يسيطر عليها الحوثيون في "العاصمة اليمنية" صنعاء هذا الأسبوع.

وقال بيان للتحالف إنَّ الضربات استهدفت المطار الذي تم تحويله إلى قاعدة عسكرية لمستشارين من الحرس الثوري الإيراني وجماعة حزب الله اللبنانية. وبحسب البيان، فقد استخدم الحوثيون مواقع حصينة قانونًا لشن ضربات عبر الحدود على السعودية.

كان تصعيد التحالف، وهو الأول منذ فترة طويلة، رداً على هجمات الحوثيين التي فشلت في التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية، مثل ضربات الطائرات بدون طيار على مطار أبها والضربات الصاروخية المتكررة على المناطق السكنية وحتى مخيمات اللاجئين في مأرب، قال البيان.

التزم أصحاب المصلحة الدوليون في الأزمة اليمنية الصمت بشكل ملحوظ تجاه هجمات الحوثيين، ونفد صبر التحالف بسبب تجاهل الحوثيين للمخاوف الإنسانية ورفضهم الاستجابة للنداءات المتكررة لوقف إطلاق النار من أجل تمكين منظمات الإغاثة الدولية للوصول إلى مئات الآلاف من الأشخاص المُتضررين من الصراع المستمر في البلاد.

لذلك، يبدو أنَّ هناك دعمًا ضمنيًا متزايدًا لتصعيد الضغط العسكري على الحوثيين لإجبارهم على التراجع.

ووفقًا لتقارير واردة من صنعاء، بدأ الحوثيون أيضًا في تسليح مجموعات من الشباب في العاصمة، لأغراض الحماية والأمن، حسبما ورد. وتعتقد بعض المصادر أنَّ هذا الإجراء يعكس تخوف الحوثيين من تصعيد التحالف لضرباته على العاصمة، مما قد يؤدي إلى حالة من الفوضى.

ومع ذلك، فإنَّ استراتيجية الحوثيين في تسليح شرائح من السكان يمكن أن تأتي بنتائج عكسية، حيث قد يجد الحوثيون أنَّهم سلحوا قوة مقاومة مناهضة للحوثيين.

حتى عشية الضربات الأخيرة التي شنها التحالف العربي على أهداف للحوثيين في صنعاء، استمر في الضغط على مبادرته للسلام. ومع ذلك، في ظل عدم وجود أي تحركات متبادلة من جانب الحوثيين، من الواضح أنَّ الرياض قررت أنَّها لا تستطيع الانتظار بينما يوسع الحوثيون نطاق هجماتهم.

لقد كان التحالف مُنزعجًا بالفعل من حصار الحوثيين المستمر لمأرب وعودتهم الأخيرة إلى المنطقة الساحلية حول الحديدة. إذا وضع الحوثيون أنظارهم على محافظة شبوة، الغنية بالنفط على الأقل مثل مأرب، فإنَّ التحالف والحكومة اليمنية التي يدعمها سيكونون في موقف محفوف بالمخاطر.

استمرت التساؤلات حول الوضع في شبوة، حيث زعم بعض زعماء القبائل أنَّ محافظ المحافظة، محمد صالح بن عديو، عضو حزب الإصلاح، يتبع أجندة مماثلة لأجندة الحوثيين.

لقد طلبوا منه الاستقالة من أجل تجنب المواجهة، لكن أنصار المحافظ اتهموا المجلس الانتقالي الجنوبي بمحاولة الإطاحة به من أجل تثبيت محافظ موالي للمجلس. هناك عداء طويل الأمد بين الانتقالي وحزب الإصلاح، الواجهة السياسية للإخوان المسلمين في اليمن.

أعرب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، عن دعمه لمحافظ المحافظة الحالي، وشدَّد في اتصال هاتفي أخير على أهمية السلطات المحلية في شبوة، وهنأ بن عديو على عامه الثالث في المنصب.

بالإضافة إلى الإشادة بإنجازات المحافظ، أشار هادي بإيجاز إلى الوضع في بيحان، وهي مديرية في غرب شبوة استهدفها الحوثيون كقاعدة لشن المزيد من الهجمات في هجومهم على مأرب.

لاحظت وسائل الإعلام المحلية في اليمن كيف "خرج الرئيس من صمته" في حديثه نيابة عن محافظ شبوة. نادرًا ما يتدخل هادي في الخلافات المحلية من مقره في الرياض، وحقيقة أنَّه فعل في هذه الحالة هي مقياس للديناميكيات المعقدة في جنوب اليمن والتوترات بين الحكومة وأنصارها، بما في ذلك حزب الإصلاح والمجلس الانتقالي الجنوبي. .

في غضون ذلك، ربما أجهد الحوثيون أنفسهم أكثر من اللازم من خلال فتح جبهات أكثر مما يمكنهم تحمله. تضاءلت قدراتهم على التجنيد مع تزايد أعداد الضحايا، حيث علقت مصادر محلية على الأعداد الكبيرة من القتلى الذين يتم ترحيلهم من الجبهات ليلاً ودفنهم سراً.

كما بدأت بعض القبائل المحلية في التمرد على ضغوط الحوثيين عليهم لإرسال رجال إلى الجبهة، وبحسب ما ورد اعتقل الحوثيون ستة من زعماء القبائل من محافظة حجة في شمال غرب اليمن بتهمة "التمرد". تم إعدام بعض زعماء القبائل لتخويف الآخرين، كما حدث في محافظة إب الأسبوع الماضي.

على الرغم من الآفاق المتدهورة للمفاوضات لإنهاء الصراع في اليمن، كان المبعوث الأممي الخاص لليمن هانس غروندبرغ يستكشف طرقًا جديدة، بما في ذلك موسكو، موقع الزيارة الأخيرة.

على الرغم من بقاء موسكو على هامش الأزمة اليمنية، إلا أنَّها تتمتع بالقدرة على التأثير على أطراف معينة في البلاد. لكن يعتقد مراقبون أن غروندبرغ تحوَّل إلى روسيا بسبب نفوذها في اليمن وصلاتها بطهران، التي تمتلك مفاتيح صنع القرار الحوثي.

لم يتم الإعلان عن أي تفاصيل مهمة حول زيارته، ربما لأَّن الكرملين لا يزال يقوم بالحسابات. إذا قررت روسيا التوسط في الصراع اليمني، فلن يكون ذلك لمجرد أن الأمم المتحدة طلبت منها ذلك. وبدلاً من ذلك، سوف ترغب في معرفة كيفية تحويل ذلك لصالحها في السياق الإقليمي والدولي الأكبر.

أحمد عليبة، صحيفة الأهرام المصرية، النص الأصلي  
معالجة وتنقيح إلى العربية: مركز سوث24 للأخبار والدراسات  

- أطفال في مخيم "السميا" للنازحين شرق مدينة مأرب، آخر معاقل الحكومة  اليمنية في شمال اليمن (الصورة: وكالة فرانس برس) 

اليمنالسعوديةالحوثيونمطار صنعاءالمبادرة السعوديةالمجلس الانتقالي الجنوبيشبوةحزب الإصلاحالحديدة