الحوارات

حوار| عيدروس الزبيدي: مصر العروبة كانت ولا تزال صمام أمان الأمة العربية

14-01-2020 الساعة 11 صباحاً بتوقيت عدن

language-symbol

ولاء عمران| صحيفة الجمهورية
في ترحاب شديد استقبلنا اللواء عيدروس قاسم الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في مكتبه الرئاسي بمدينة عدن ، معبرا عن حبه واحترامه لمصر رئيسا وحكومة وشعبا ومشددا علي دور مصر القومي والمحوري تجاه كل القضايا العربية.


الزبيدي هو أحد المحاربين القدامى في جنوب اليمن، كانت له بصمة في الحرب ضد الحوثيين الذين انقلبوا على سلطات الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي، وقاد المقاومة الجنوبية في جنوب اليمن وكان شريكا أساسيا وفاعلا في الحرب مع قوات التحالف واستطاعت قواته في أربعة أشهر فقط في تحرير كل المحافظات الجنوبية من الحوثيين ودحرهم وتحدثت كل وسائل الإعلام عن انتصاراتهم وصدقهم مع دول التحالف والذي بموجب هذا الانتصار أصبحوا طرفًا رئيسيًا علي طاولة المفاوضات في اتفاقية الرياض التي عقدت بالمملكة العربية السعودية وتحت رعايتها

 

سيادة اللواء نرحب بك في بوابة الجمهورية، ونبدأ معك الحوار عن اتفاق الرياض الذي وقع بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية برعاية المملكة العربية السعودية إلى أين وصل؟
مرحبا بكم ونشكركم على الزيارة ونشكر مصر العروبة على دورها الوطني منذ عهد الزعيم الخالد جمال عبدالناصر رحمه الله ومن خلالكم نبعث تحياتنا إلى الشعب المصري العظيم وقيادته السياسية الحكيمة برئاسة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي ونقول له نحن معك في مواجهة الإرهاب لانهم آفة تهدد مجتمعاتنا العربية

أما بالنسبة لسؤالكم حول اتفاقية الرياض، هي بلا شك تعد مكسباً وطنيا للجنوب، حيث أصبحنا طرفا أساسيا في مشاورات الحل النهائي للأزمة في اليمن.

أما عن تنفيذ الاتفاقية فهناك لجان لدينا تعمل علي الأرض ولجان أخرى تعمل بالرياض، ولكن للأسف الشديد هناك تأخير وعرقلة وتباطؤ مقصود من قبل الطرف الأخر.

لكن مازال لدينا أمل في أن تنفذ الاتفاقية بكافة بنودها، لأنه من المهم ان نكون في صف واحد نحن والشرعية ضد مليشيات الحوثي والتمدد الإيراني داخل المنطقة، ونحن جاهزون وحاضرون لتنفيذ كافة بنود الاتفاق، لأننا نحترم التحالف ونقدر جهود الأشقاء في السعودية والإمارات وبقية دول التحالف العربي في إعادة تصويب الحرب نحو العدو المشترك للجميع والمتمثل في محاربة التمدد الإيراني.

 

سيادة اللواء هناك بند في اتفاقية الرياض يقر بأن تسلم قوات الحزام الأمني والنخبة اسلحتها الثقيلة، ماذا عن هذا البند، خاصة وأن هذه القوات هي من تحارب الحوثيين والتنظيمات الارهابية؟
في الأساس ليس لدينا أسلحة ثقيلة، قواتنا لديها أسلحة خفيفة ومتوسطة أما الأسلحة الثقيلة التي هي من بقايا الجيش السابق، جميعها موجود علي الجبهات مع قواتنا التي تقاتل الانقلابيين في الضالع والساحل الغربي وغيرها من الجبهات،

 

ماذا لو فشل اتفاق الرياض؟

نحن متفائلون بنجاح الاتفاقية، لكن نسبة النجاح، لا نستطيع تحديدها، ربما تكون نسبة النجاح 100 % أو تكون أقل، فلا زال هناك متسع من الوقت حتى نستطيع تقدير نسبة نجاح الاتفاقية.

ما هي الامتيازات التي حصلتهم عليها كطرف في اتفاق الرياض؟

اتفاق الرياض كما قلت لك سابقا هو مكسبا سياسياً، حصلنا بموجبه على إعتراف إقليمي ودولي بقضية الجنوب العادلة، وهذا في حد ذاته إنجاز كبير انتظره الجنوبيون كثيراً، وهو انجاز جاء بعد تراكمات طويلة من النضال السلمي الذي ابتدأه الحراك السلمي الجنوبي في العام 2007م، والمقاومة الجنوبية التي تصدت للمشروع الإيراني ووقفت بحزم وكانت ولا تزال شريكا فاعلا مع التحالف العربي بقيادة السعودية.

سيادة اللواء أود ان اسألك عن سقوط شبوة وماالذي يحدث هناك ؟

المجلس الانتقالي الجنوبي كان متواجدا من خلال قوات النخبة الشبوانية التي نجحت وفي مدة زمنية قصيرة في تأمين المحافظة المترامية الأطراف من التنظيمات المتطرفة، طبعا بدعم من التحالف العربي، ولكن سقوط شبوة، جاء نتيجة عدم تكافؤ في القوة، بين قوات النخبة والقوات الغازية (الإخوان والتنظيمات الإرهابية كالقاعدة وداعش) التي قدمت من مأرب بأسلحة كبيرة وضخمة، في حين ان قوات النخبة، كانت تمتلك اسلحة خفيفة ومتوسطة.

 

نعلم ان الضالع أيضا كانت أول مدينة تتحرر وتتصدى للمشروع الحوثي وتدفعه بعيدا عنها، لكن في الأونة الأخيرة حصل هناك تقدم للحوثيين صوب المحافظة كيف تفسر ذلك؟

بالطبع الضالع كانت اول مدينة جنوبية تتحرر من الحوثيين، هم لم يستطيعوا ان يدخلوا المحافظة وتم مقاومتهم وصدهم بعيدا عنها، وما حصل في الأونة الأخيرة، جاء نتيجة خيانة من قبل بعض القوات المحسوبة على حزب الإصلاح الإخواني التي سلمت عتادها ومواقعها للحوثيين، وحصل تقدم صوب المحافظة لكن قواتنا نجحت في كسره وتواصل تحقيق انتصارات نوعية هناك حتي الآن

 

على ذكر الإخوان والتنظيم المحلي في اليمن، هل سبق لهم وتفاضوا معكم، وما مدى تأثيرهم على الارض في عدن؟

لا يوجد أي تفاوض مع الإخوان، ولن يكون أبدا، نحن في الجنوب نختلف جذريا مع التنظيم الذي هو في الأساس الأب الروحي للتنظيمات الإرهابية "القاعدة وداعش"، ومستحيل التفاوض أو التوافق معهم على المدى القريب والبعيد، أما عن تأثيرهم على الأرض فهم يعملون من خلال جمعيات يتم تمويلها من قبل أطراف إقليمية معادية، تلعب علي فكرة الفقر والبطالة محاولة استقطاب الشعب ولكن الشعب أصبح أكثر وعيا ونضجا ولم يعد باستطاعتهم الضحك علي عقول الشباب بالأرز والزيت ، وعادة هذه هي طريقتهم الوحيدة في كل المجتمعات الذين سعوا للسيطرة عليها وفشلوا.

وماذا عن دور المجلس الانتقالي مجتمعيا ؟

لدينا نشاطات مجتمعية كثيرة علي أرض الواقع من خلال دوائر الأمانة العامة حقوقيا وقانونيا وثقافيا واجتماعيا ورياضياً، ولدينا مشاريع إغاثة إنسانية وطبية ، شعب الجنوب قدم تضحيات كثيرة وعاني ومازلنا في مرحلة المخاض ونحتاج لدعم دولي وإقليمي، لمساعدة الناس، ولدينا لجنة إغاثة وطوارئ بقيادة الحقوقية المحامية نيران سوقي عضو هيئة الرئاسة وهذه اللجنة قامت بمجهودات كثيرة في كوارث السيول التي حدثت في العاصمة عدن وفي كل الأحوال نحن قريبين من الناس ومعهم.

قمتم بجولة في العديد من الدول العربية والأوروبية ماذا عن نتائج هذه الجولات ، وهل التقيتم بالقيادات السياسية بمصر ؟

في الحقيقة دور مصر، يعد دورا مركزيا ومحوريا واستراتيجيا بالنسبة لنا، وعقدنا خلال السنوات الماضية عدة لقاءات رفيعة مع القيادة المصرية، وتحدثنا بشكل دقيق عن قضيتنا، والمصريون يعلمون مدى معاناة الشعب الجنوبي خاصة بعد حرب 94، ولكن بعد اتفاق الرياض ستكون الأمور جيدة ونستطيع التواصل والعمل مع مصر بشكل مباشر.

اما على المستوى الأوروبي، فقمنا بعدة جولات، في روسيا وبريطانيا، وعرضنا من خلالها قضيتنا وطموحات شعبنا في استعادة دولته كامل السيادة بحدودها المتعارف عليها قبل عام 1990م، ولمسنا تفهما كبيرا من الأصدقاء، في دعم حق تقرير المصير لشعبنا، وموسكو ولندن تربطهم بعدن علاقة تاريخية، فالأولى كانت شريكة للجنوب عقب الاستقلال، والأخرى كانت تستعمر عدن وتركت ارثا حضارياً كبيرا، تم تدميره بعد الحرب التي شنت على الجنوب في صيف العام 1994م، وكان تدميرا ممنهجاً، ولذلك بريطانيا تعلم بشكل جيد طبيعة بلادنا ونسعى في المستقبل ان نبني علاقة استراتيجية معها.

ما حقيقة انسحاب دولة الامارات العربية المتحدة من الجنوب؟

بالفعل القوات المسلحة الإماراتية انسحبت من عدن، وأحدثت فراغا كبيرا وقد خرج الشعب بمليونية الوفاء لدولة الإمارات تقديرا وعرفانا لما قدموه من تضحيات كبيرة سواء في الحرب ضد الحوثيين أو في الجوانب الإغاثية وإعمار عدن، وانسحابهم، جاء بعد ان أدوا دورهم، تجاه عدن، وهم الآن موجودون في محافظات " حضرموت وشبوة ، وسقطري.

بصراحة شديده ، ماذا لو رفع التحالف يده عن الجنوب؟

نحن أصحاب قضية عادلة، وقدمنا قوافل من الشهداء منذ عام 94م، حتى اليوم في سبيل تحقيق الانتصار لقضيتنا الجنوبية، كنا ولا زلنا شركاء في محاربة المد الإيراني ومكافحة الإرهاب، يد بيد مع التحالف العربي، ونمتلك إرادة وطنية قوية ولن نتخلى عن قضيتنا أبدا ، فإذا رفعت السعودية يدها، لدينا مصر، ولدينا خيارات أخرى.

ماذا عن ملامح الدولة الجنوبية التي تنشدونها؟

لدينا في المجلس الانتقالي الجنوبي برنامجا، يحدد كيف سيكون شكل الدولة القادمة، وهي بكل تأكيد ستكون دولة ديمقراطية، ومن حق أي برلمان منتخب من الشعب بشكل مباشر أن يحدد طبيعة النظام السياسي، المسألة تخص الشعب، فنحن حاليا نسعى لاستعادة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي دخلت في وحدة سلمية مع الجمهورية العربية، انقلبت عليها الأخيرة بالحرب في صيف العام 1994، وقضت على المشروع الذي كنا في الجنوب نطمح ان يؤسس لوحدة عربية شاملة، ايمانا منا بمشروع القومية العربية التي أسسها الزعيم الخالد جمال عبدالناصر.



الكلمات المفتاحية:



شارك
اشترك في القائمة البريدية

اقرأ أيضا