22-10-2020 الساعة 11 صباحاً بتوقيت عدن
سوث24| واشنطن
كشفت هيئة الهجرة والجمارك الأمريكية عن القبض على مهربّ مصري، في مدينة أسيس البرازيلية، كان بصدد تهريب تسعة يمنيين لمّحت إلى أنّهم "يشكّلون تهديدًا محتملاً للأمن القومي".
وقالت الهيئة الأمريكية أنه بفضل الشراكة بينها والشرطة الاتحادية البرازيلية تم القبض على مهرّب البشر، مواطن مصري لبناني مزدوج الجنسية بتهمة تهريب تسعة يمنيين.
وبحسب بيان للهيئة الأمريكية، نشرته الاثنين الماضي، فقد تلقّت الشرطة الفيدرالية البرازيلية بلاغًا من مجهول حول مكان وجود حسين محمد صبيح فتوح ومجموعة من تسعة مواطنين يمنيين في مدينة أسيس البرازيل، آكا، في 11 أكتوبر 2020.
وقال البيان، الذي ترجم أجزاء منه سوث24، أنّ الشرطة الفيدرالية البرازيلية وتحقيقات الأمن الداخلي الأمريكي، تحققوا من الهويات ومسارات السفر السابقة لـ المواطنين اليمنيين الذين تمت مواجهتهم سابقاً، باستثناء شخص واحد، وتم تسجيلهم في برنامج تنبيه الهجرة العابرة للحدود للتعرف على هوياتهم البيومترية في بنما وكولومبيا والإكوادور وبيرو.
وقال روبرت فوينتيس، الملحق بمكتب هيئة الهجرة والجمارك الأمريكية في البرازيل وبوليفيا، "اعتقال صبيح فتوح انتصار كبير.. لم يتم إلقاء القبض على مهرب البشر فحسب، بل تمكنّا من تحديد تسعة أجانب.. يشكلّون تهديدًا محتملاً لأمننا القومي."
وكشفت جهود التحقيق المشتركة مع الشرطة الفيدرالية البرازيلية أنّ صبيح فتوح، مقيم في البرازيل، وكان يسافر بشكل متكرر بين البرازيل وبيرو وهو جزء من أكبر منظمة تهريب للبشر للأجانب (SIA)، التي تعمل في البرازيل وخارجها.
وتعليقاً على هذا البيان قال مركز دراسات الهجرة الأمريكي أنّه "وفقًا لإحصاءات مكتب الجمارك وحماية الحدود. لم تذكر البرازيل ولا إدارة الهجرة والجمارك ما إذا كان أي من اليمنيين التسعة الذين تم القبض عليهم هناك يشكلون تهديدًا إرهابيًا."
لكنه أضاف "بعض المهاجرين اليمنيين الذين وصلوا إلى الحدود في السنوات الأخيرة كانوا على قوائم مراقبة الإرهاب الأمريكية."
وقال مركز الأبحاث، وهو منظمة مستقلة تتلقى دعماً من وزارة العدل الأمريكية: "يمثّل اليمن إشكالية من وجهة نظر الأمن القومي والهجرة لأنه متورط في حرب أهلية متعددة الجوانب تشمل، من بين أمور أخرى، القاعدة وداعش ومقاتلي الحوثيين المتمردين المدعومين من إيران الذين يسيطرون على الأراضي ويعتبرون الولايات المتحدة هدفاً ذا قيمة عالية للهجوم."
ويذكر المركز أنّ "إدارة ترامب وضعت اليمن على قائمة قيود التأشيرات المثيرة للجدل كإجراء احترازي. لكنّ هذا لا يمنع اليمنيين من محاولة عبور الحدود الجنوبية وطلب اللجوء السياسي بدلاً من ذلك."
"يمثّل اليمن إشكالية من وجهة نظر الأمن القومي والهجرة لأنه متورط في حرب أهلية متعددة الجوانب"
وفي حين أنّ المهاجرين اليمنيين المتجهين إلى الحدود الأمريكية قد يفرون من العنف والمجاعة لطلب اللجوء، فإن "المشكلة تكمن في أنّ معظمهم يصلون إلى الحدود كغرباء." بحسب مركز أبحاث الهجرة الأمريكي.
ولذلك اعتبر المركز "إنّ تفتيش خلفياتهم الحقيقية وقلوبهم وعقولهم أمر شبه مستحيل بالنسبة لمحترفي الأمن الداخلي الأمريكيين لأنّ اليمن بلد ما قبل الحداثة غير خاضع للحكم إلى حد كبير وليس لديه سوى القليل من المعلومات الاستخباراتية أو قواعد البيانات الأخرى للتحقق منها."
وأشار المركز إلى أنه سبق وتم "الإبلاغ عن طالب يمني يكره أمريكا جاء إلى المنافذ بتأشيرة "طالب" في عام 2015 (قبل قيود السفر التي فرضها ترامب) عن طريق حذف حقيقة أنه كان متمرداً حوثياً متشددًا في المعارك، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي. وأظهرت المشاركات أنه يكره أمريكا."
واعتبر مركز دراسات الهجرة الأمريكي "هذه العملية مهمة، لأنّ النظام الإيراني كان يهدد بالرد على اغتيال الجنرال في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، وكانت التقارير الأخيرة قد دفعت إيران بالتخطيط لاغتيال السفير الأمريكي في جنوب إفريقيا انتقاما لمقتل سليماني."
تجدر الإشارة إلى أن الحكومة اليمنية ممثلة بوزارة خارجيتها المقيمة في الرياض وكذلك سلطات الأمر الواقع الحوثية، لم تدلي بأي تفاصيل حول هذه الواقعة حتى الآن، والتي على ما يبدو أنّها لا تزال غائبة عنها، ولم يتسنَ لـ "سوث24" التواصل معها.
ولم يشر البيان الأمريكي ما إذا كان قد أُطلق سراح المواطنين اليمنيين أو ما هو مصيرهم.
- المصدر: مركز سوث24 للأخبار والدراسات
- الصورة: لهيئة الهجرة والجمارك الأمريكية، وتُظهر تسعة جوازات سفر يمنية وهواتف شخصية