07-01-2021 الساعة 8 مساءً بتوقيت عدن
سوث24| أبوظبي
جدد المجلس الانتقالي الجنوبي في جنوب اليمن، تمسكّه بالكفاح من أجل استعادة الدولة الجنوبية بكامل حدودها التي كانت قائمة حتى العام 1990، وشدد على عدم التخلي عن هذا الهدف.
جاء ذلك على لسان رئيس المجلس اللواء عيدروس الزبيدي، القائد العام للقوات الجنوبية، مساء الخميس، في مقابلة مسجّلة بثتها قناة سكاي نيوز البريطانية.
وقال الزبيدي "لقد تحمّلنا في المجلس الانتقالي (مهمة) استعادة الدولة الجنوبية كاملة ولن نتخلى عن ذلك"، وأضاف "سنستعيد دولتنا كاملة كما كانت في العام 1990 بعملتها وعلمها ومقعدها."
ونفى الزبيدي، وهو شخصية بارزة تحظى بشعبية واسعة في جنوب اليمن، أن يكون قد تم إشراك المجلس الانتقالي الجنوبي في مفاوضات ما يسمّى "الإعلان المشترك" التي يقود جهودها المبعوث الأممي إلى اليمن مارتين غريفيث.
وقال الزبيدي، في التصريحات، التي رصدها "سوث24"، بشكل مباشر، "نحن طالبنا غريفيث أن يكون للمجلس الانتقالي فريق تفاوضي يمثّل الجنوب.. وحتى هذه اللحظة لم نناقش معه الإعلان المشترك."
"دون الجنوب لا يمكن أن يكون هناك حل للأزمة اليمنية"
ووصل، ظهر الخميس، مارتين غريفيث إلى عدن، عاصمة جنوب اليمن، وأجرى جولة في مطار عدن الدولي، اطّلع خلالها بمعية محافظ عدن أحمد لملس، على آثار "الهجوم المروّع"، الذي استهدف المطار الأسبوع الماضي، وأسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.
وعقد غريفيث الخميس لقاءات في عدن مع رئيس وزراء حكومة المناصفة الدكتور معين عبد الملك ووزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك، وأعضاء الحكومة، ومحافظ عدن أحمد لملس.
وفي سياق المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الأزمة في اليمن، نوّه الزبيدي أنه "مالم نشارك في الحل النهائي، سنمثّل الجنوب بكل الطرق المتاحة لنا.. ونحن من نملك الأرض."
وشدد أيضاً على أنه "دون الجنوب لا يُمكن أن يكون هناك حل للأزمة اليمنية بشكل عام وللقضية الجنوبية بشكلٍ خاص".
واعتبر الزبيدي "حل دولتين هو الحلّ الممكن لاستقرار المنطقة.. والدولة الاتحادية كانت حلم قبل عام 2015."
منظومة جوية
ويأتي حديث الزبيدي عقب أسبوع من هجوم صاروخي استهدف مطار عدن، واتهم المجلس الانتقالي ميليشيات الحوثي، المدعومة من إيران، والأطراف المتضررة من اتفاق الرياض، بالوقوف وراءه.
ولتفادي مثل هذه الهجمات الصاروخية، دعا رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، التحالف العربي بتوفير منظومة دفاع جوي لحماية عدن، و"إعادة" منظومة الباتريوت.
وقال الزبيدي لا نزال "في حالة حرب مع الحوثي، ونحن بحاجة لمنظومة صواريخ جوية، ونطالب التحالف العربي لإعادة هذه المنظومة."
وأضاف رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي "بعد هجوم الحوثي على مطار عدن، لا يوجد مبرر للمجتمع الدولي أن يمنع التحالف من دعمنا عسكريا". "نطالب التحالف العربي بتسليح الجيش الجنوبي والجيش الوطني بشكل كامل".
"لا مبرر للمجتمع الدولي من منع دعمنا عسكرياً"
وباستثناء تهديدات الحوثي الصاروخية، اعتبر الزبيدي الوضع في عدن آمن، وقال أنّ القوات الأمنية هناك توفّر كامل الحماية للحكومة وأعضاءها. واستثنى من ذلك "تحديات إرهابية خفيفة ونحن نرصدها".
وأضاف "الحكومة لديها إصرار كبير على تثبيت الأمن والاستقرار والخدمات بدعم من الأشقاء والمجتمع الدولي."
واعتبر الجنرال العسكري الجنوبي البارز "ملف الخدمات" من أبرز التحديات التي تواجه حكومة المناصفة، بينها الكهرباء والمياه والبنى التحتية والرواتب والعملة.
اتفاق الرياض
وعن خطوة تشكيل حكومة المناصفة بين الشمال والجنوب، قال الزبيدي أنّ "المرحلة تطلبّت أن تكون هناك توازنات سياسية وتشكيل حكومة مناصفة.. بعد تهميش شعب الجنوب منذ حرب 94."
ونوّه إلى أنه "تم تشكيل حكومة المناصفة بين المجلس الانتقالي وشرعية الرئيس هادي." وضمّت كافة القوى السياسية في الجنوب والشمال.
"سمنضي بالاتفاق حتى تحرير الشمال"
وقال الزبيدي أنّ "اتفاق الرياض يمض بخطوات ثابتة واستراتيجية، وقطعنا شوطاً كبيراً بالملف السياسي، وتم فصل القوات في أبين ونقل بعض الوحدات العسكرية، ويتبقى تعيين المحافظين ومدراء الأمن.. وهناك ملفات عسكرية سيتم مناقشتها مع الرئيس هادي."
وشدد الزبيدي على أنّ المجلس الانتقالي الجنوبي سيمضي مع التحالف بهذا الاتفاق حتى تحرير الشمال. وقال "سنقف مع إخواننا في الشمال بكل ما أوتينا من قوة".
وجدد رئيس الانتقالي الجنوبي التأكيد على عمق العلاقة الاستراتيجية بالتحالف العربي وعلى رأسها دولتي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة". وأشاد بحجم الجهود التي بذلاها من أجل تنفيذ اتفاق الرياض، وأشاد بدور نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان.
الإرهاب والإخوان
وحذّر الزبيدي من خطر التنظيمات الإرهابية في اليمن، مشيراً إلى دور المجلس الانتقالي الجنوبي في محاربته. مشددا على أنّ استقرار عدن والجنوب أولوية.
وجدد التزام المجلس الانتقالي الجنوبي في "مكافحة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية المدعومة من الإخوان المسلمين."
ورأى الزبيدي أنّ الإخوان المسلمين يشكّلون خطراً، خصوصاً أن هناك دول إقليمية وإسلامية تموّلهم.
"استقرار عدن والجنوب أولولية"
تجدر الإشارة أنّ ظهور اللواء عيدروس الزبيدي المتلفز هو الأول منذ 11 مايو 2020، عندما أعلن من أبوظبي ما أسماها "الحرب المفتوحة على الإرهاب"، عقب محاولة فاشلة لوحدات تتبع الإخوان المسلمين، موالية للحكومة السابقة، لاقتحام مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين.
وأعلن الرئيس اليمني هادي، في 18 كانون الأول ديسمبر الماضي، عن تشكيل حكومة مناصفة بين الجنوب والشمال من 24 وزارة ضمت 13 وزيراً جنوبيا، بينهم خمسة وزراء من المجلس الانتقالي الجنوبي. وتتواجد حكومة المناصفة منذ 31، كانون الأول / ديسمبر الماضي في عدن.
- رصد خاص: مركز سوث24 للأخبار والدراسات