23-01-2021 الساعة 7 مساءً بتوقيت عدن
سوث24| قسم الترجمات
أثناء نشأتها في اليمن، شهدت ندى الأهدل مشاهد مرعبة عندما أضرمت عمتها وشقيقتها البالغة من العمر 14 عاماً النار في نفسيهما.
نجت شقيقتها من الموت رغم إصابتها بحروق خطيرة، لكن ذلك سبب لندى ندوباً بسبب شعور الفتيات بأنهن محاصرات لدرجة أنهن شعرن بأنّ الموت هو هروبهن الوحيد من الزواج.
ثم عندما كان عمرها 11 عامًا، جاء اليوم الذي من المقرر أن تتغير فيه حياة ندى. وبسبب عدم تمكنها من الزواج نتيجة لإصاباتها، كان لا بد من "استبدال" شقيقة ندى، وعندما طلبت منها عائلتها أن ترتدي فستاناً أبيض أدركت أن البديل هو هي.
ولكن رفضت ندى الانصياع، فدافعت عن حقوقها ورفضت الزواج قبل أن تهرب من المنزل.
الآن وهي تبلغ من العمر 18 قالت: "كنت طفلة، كنت مثل أي طفل، كان حلمي أن أكمل تعليمي لأصبح طبيبة أو معلمة."
"أُجبرت عمتي على الزواج من رجل بضعف عمرها ولم يسمحوا لي باللعب أو التحدث إليها لأنها امرأة متزوجة. كانت دائما الدموع في عينيها. كانت عمتي طفلة وانتحرت لأنها لم تتمكن من السيطرة على ألمها."
"حاولت أختي حرق روحها وكادت أن تموت. كنت خائفة من أن أكون ضحية مثلها ومثل عمتي".
ندى الأهدل، في سن الـ 11 أثناء نشرها فيديو عن زواج الأطفال على الانترنت. (الصورة: ندى الأهدل)
فرت ندى إلى منزل عمها الذي كان يدعم تعليم الفتيات وحقوقهن، لكنه لم يكن في المنزل. لذا، قامت وهي خائفة ووحيدة بنشر فيديو لتجربتها وناشدته لإنقاذها.
ولمفاجأة ندى، انتشر الفيديو الذي تعرضت له وسمع صوتها الملايين في جميع أنحاء العالم. وسرعان ما أدركت أن زواج الأطفال ليس مشكلة عائلية فحسب، بل إنه في الواقع قضية عالمية.
بعد أن شاهد عمها الفيديو، تم التوصل إلى اتفاق عندما وقع والدها على وثيقة بعدم الزواج من ندى قبل سن 19 عامًا.
ونقلت وزارة الداخلية مسؤولية ندى القانونية إلى عمها. وأضافت: "كنت سعيدة جداً لأن صوتي كان مسموعاً من قبل كل من لا يعرف المزيد من المعلومات عن زواج الأطفال."
"عندما رأيت عائلتي في المكتب كانوا غاضبين مني، قائلين "عار عليك".
"كنت أعرف أنه ليس لدي أي شيء عار في حياتي، لقد قاتلت من أجل حقي في أن أكون على قيد الحياة وأن أعيش طفولتي".
ندى الأهدل أثناء توزيعها كتب مدرسية للطالبات في اليمن (الصورة: ندى الأهدل)
وعلى الرغم من أنّ حياتها أصبحت أكثر استقراراً مع عائلتها، فقد اتصلت وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم بندى للتحدث عن قصتها.
وأثناء عودتها إلى مطار اليمن بعد مشاركتها في مقابلة تلفزيونية، تم إيقاف ندى عند الحدود. تمت مصادرة جواز سفرها وأجبرتها وزارة الداخلية على توقيع وثائق تمنعها من التحدث إلى وسائل الإعلام، أو من مشاركة قصتها على وسائل التواصل الاجتماعي في محاولة للتغطية على أزمة زواج الأطفال.
في عام 2015، تحولت قصة ندى إلى كتاب ودعيت لتوقيع كتابها في فرنسا. عندما وصلت إلى مطار اليمن، اُختطفت هي وعمها من قبل داعش.
تم سجنهم وجرى التحقيق معهم لمدة 14 يوماً من قبل مقاتلي القاعدة. وخلال الأيام الثلاثة الأولى، كانوا معصوبي الأعين، ومذعورين ووحيدين أثناء فصلهم إلى غرف مختلفة.
في ذلك الوقت، كان على أعضاء القاعدة تغيير مواقفهم وإطلاق سراح السجناء وتم الإفراج عنهم بعد اغتيال محافظ عدن السابق.
ندى الأهدل أثناء تحدثها في برنامج تيد العالمي. (الصورة: ندى الأهدل)
فرت ندى وعمّها إلى جنوب الجزيرة العربية، وهي أقرب أرض إلى اليمن حيث التقت برئيس وزراء اليمن. وبدعم من رئيس الوزراء، أنشأت ندى مؤسستها الخاصة، وهي في السادسة عشرة من عمرها.
والآن تتمتع ندى بسلطة ضمان حصول الفتيات على التعليم، وتمكين الفتيات من النضال من أجل حقوقهن، وتوفير المأوى لضحايا العنف المنزلي وزواج الأطفال.
أصبحت ندى واحدة من أصغر الناشطات في العالم، وتحدثت في برنامج تيد، وحضرت المؤتمرات الدولية لمواصلة النضال من أجل حقوق المرأة.
وقالت: "قررت أن أظهر الحقيقة بشأن ضحايا زواج الأطفال وأن أرفع صوت كل فتاة والانتهاكات ضد النساء والفتيات في مجتمعي."
وفقا للأمم المتحدة، كل ثانيتين تتزوج فتاة واحدة، وكل ثانيتين تتغير حياة الطفل.
"يمكنني الآن إنقاذ مئات النساء والفتيات من خلال تمكينهن من رفع أصواتهن لمنع انتزاع حقوق الإنسان الخاصة به."
"لا أحد له الحق في الحكم على حياة الفتاة. يجب أن يكون لها قراراتها الخاصة في الحياة ويمكننا أن يكون لدينا قادة فتيات في مجتمعنا إذا أعطيت لنا فرصة. يمكن أن يحدث التغيير من خلال التوعية، في اليمن، لذا يجب أن ننشر الوعي للضحايا".
- المصدر الأصلي بالإنجليزية: Chronicle live
- معالجة وتنقيح: سوث24
قبل 3 أشهر