02-02-2021 الساعة 9 مساءً بتوقيت عدن
سوث24| موسكو
اهتمّت وسائل إعلام روسية بتغطية وتحليل تفاصيل وخلفيات الزيارة الرسمية، التي يجريها وفد المجلس الانتقالي الجنوبي، برئاسة عيدروس الزبيدي، في العاصمة الروسية موسكو.
ويرصد سوث24 في هذا التقرير، أبرز ما تم تداوله في وسائل الإعلام الروسية الرسمية والعامة منها.
قالت قناة «Вместе-РФ» الروسية، أنّ مسؤولين روس قالوا خلال لقاء وفد من جنوب اليمن، إنّ "روسيا مهتمة بإعادة العلاقات البرلمانية الدولية مع اليمن..، بعد انقطاع العلاقات نتيجة الصراع في البلاد." [1]
ووفقا لتقرير مصور بثته القناة، وترجمه سوث24، جاء ذلك، خلال اجتماع جمع قسطنطين كوساتشيف، رئيس لجنة الشؤون الدولية في الجمعية الاتحادية الروسية، مع رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي.
وأضافت القناة عن البرلماني الروسي "إنّ أسباب الاضطرابات السياسية الحالية في الجمهورية مرتبطة بالأحداث التي وقعت قبل 10 سنوات، عندما حدثت ثورات في عدد من الدول العربية، بما في ذلك اليمن."
وقال "لا تزال البلاد مضطربة. فالاختلاف بين ممثلي مختلف القوى يؤدي إلى مواجهات مسلحة. وقد أدى الصراع الذي طال أمده إلى ظهور أزمة كبرى."
ووفقاً للأمم المتحدة، فإن 80٪ من سكان البلاد - 24 مليون يمني - يحتاجون إلى مساعدات إنسانية.
ونتيجة لذلك، قالت القناة على لسان كوساتشيف "حتى سفارتنا تعمل الآن من أراضي دولة مجاورة. وتوقفّت الاتصالات بين الوزارات والإدارات. وللأسف، قُطعت العلاقات البرلمانية الدولية.".
وأضاف المسؤول الروسي "من الواضح أنّ الأحداث التي تشهدها اليمن هي من الشؤون الداخلية البحتة لليمن نفسه"، "نحن نتابعهم بالطبع وليس لدينا الحق في التدخل فيها".
وشدد البرلماني، كما تقول القناة، على أنّ هذا "هو حقك السيادي البحت."
بدوره، أشار الزبيدي، وفقا للقناة الروسية، إلى أنّ "الاجتماع في موسكو فرصة جيدة لاستئناف الحوار البرلماني الدولي. ووفقاً له، فإن للجنوب العربي مصلحة في تعزيز الحضور الروسي على استقرار الوضع في المنطقة."
ونشرت الصفحة الرسمية للجمعية الفيدرالية الروسية (المجلس الاتحادي) عدة صور من اللقاء الذي جمع الطرفين في مقر المجلس. [2]
صورة لوفد المجلس الانتقالي الجنوبي، خلال لقاءه بمسؤولين في مجلس الاتحاد الروسي، الثلاثاء. (مجلس الاتحاد الروسي)
بحث الاستقلال
موقع "المسلم السياسي" الروسي، كان قد نشر تغطية لخبر وصول زيارة وفد المجلس إلى موسكو، الأحد الماضي.
ونشر الموقع خبراً حول ذلك، بعنوان "المجلس الانتقالي الجنوبي.. يصل إلى موسكو لبحث استقلال جنوب البلاد".[3]
وكانت وكالة تاس الروسية البارزة قد نقلت تصريحاً عن المتحدث الرسمي للمجلس الانتقالي الجنوبي اليمني علي الكثيري، الأحد الماضي، أشار فيه بأنّ "وفد المجلس يعتزم البحث مع القيادة الروسية سبل تحقيق السلام واستقرار الوضع في بلد أنهكته سنوات من الصراع والأعمال العسكرية، وأن الجنوبيين يريدون استكمال تنفيذ اتفاق السلام الموقّع في الرياض بالكامل".
قناة RT الرسمية أشارت على موقعها الناطق بالروسية لتفاصيل لقاء الوفد الجنوبي مع نائب وزير الخارجية الروسية بوغدانوف أمس الاثنين. [4]
وأشارت في سياق تقريرها، إلى أنه تم في وقت سابق لقاء جمع الممثل الخاص للرئيس الروسي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، ميخائيل بوغدانوف مع سفير دولة الإمارات العربية المتحدة محمد الجابر، "تطرّق إلى القضايا الإقليمية الملحّة، مع التركيز على الوضع في اليمن ومنطقة الخليج...".
ووفقا لصفحة الخارجية الروسية فقد تم اللقاء بين المسؤولين الروسي والإماراتي في 20 يناير كانون الثاني المنصرم. [5]
التطبيع
أبرز التغطيات الإعلامية كانت للقاء حي مع رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، بثته قناة روسيا اليوم الناطقة بالعربية، مساء اليوم الثلاثاء.
تطرّق الزبيدي في اللقاء التلفزيوني الساخن إلى عدة ملفات سياسية واقتصادية وإقليمية. وأشار بأنه تم وضع قضية الجنوب على المسؤولين الروس، لتبنيها على المستوى الدولي.
وأوضح الزبيدي بأنّ "الدول العظمى باركت لنا دخول اتفاق الرياض، باعتبارها خطوة صحيحة لفك الارتباط والعودة إلى الوضع السابق".
لكنه رغم ذلك قال بأنّ المجلس الانتقالي لا يسعى لتقويض الشرعية مشيراً إلى "قوات المجلس هي من تقوم بحمايتها".
وأضاف الزبيدي أنه "لولا صمود القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي لعاد الحوثي إلى عدن مجدداً".
وجدد الزبيدي رفض المجلس لقرارات الرئيس هادي الأخيرة، وشدد على أنّ " أي قرار لم يمر عبر المجلس الانتقالي لن يتم التعامل معه".
وانتقد الزبيدي تقرير الخبراء الدوليين الأخير، الذي اتهم المجلس بتقويض الاستقرار في اليمن. وقال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي"نحن من نحافظ على الأمن والاستقرار في الواقع وتقرير لجنة الخبراء بني على معلومات غير دقيقة".
وفي الوقت الذي نفى الزبيدي أي شكل من أشكال التواصل مع إسرائيل، إلا أنه لم يستبعد إقامة علاقات تطبيع معها، إذا استقل جنوب اليمن.
يقول الزبيدي" "إذا كان لدينا في عدن عاصمة جنوبية ذات سيادة، من حقنا أن نعرض التطبيع بشكل كامل".
سياسة متوازنة
وتحت عنوان " اليمن الجنوبي يبحث عن رأس مال في موسكو" كتب إيغور سوبوتين، في صحيفة (NG) "نيزافيسيمايا غازيتا" [6] ، حول أهمية زيارة وفد المجلس الانتقالي الجنوبي إلى موسكو.
ونقلت الصحيفة عن كبير المحاضرين في قسم العلوم السياسية بالمدرسة العليا للاقتصاد، غريغوري لوكيانوف إشارته إلى قيام قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، عند تشكيله "بجولة دبلوماسية من أجل إقامة تفاهم واتصال متبادل مع جميع الجهات الفاعلة الرئيسية، من وجهة نظرهم ومن وجهة نظر حلفائهم، والإمارات مهمة هنا، توخياً للحصول على الدعم، أو الحياد الإيجابي في أقله".
وأضاف لوكيانوف "يبدو لي أنّ الأمر يتعلق بحقيقة أنه من خلال الزيارة المتتالية لعدد من العواصم، أظهر المجلس الانتقالي الجنوبي رغبته في اتباع سياسة متوازنة ومتعددة النواقل، على عكس الادعاءات الراسخة بأن طبيعته السياسية تستند في المقام الأول إلى "دعم الإمارات".
وقال: "دور روسيا في الشرق الأوسط، نما، خلال السنوات الخمس الماضية. وعلى الرغم من بعض الركود، فإن قوة موسكو كافية لجعلها نقطة لا بد من زيارتها لأي سياسي عشية العمليات الهامة، خاصة في دول مثل اليمن أو ليبيا."
ورأى الأكاديمي الروسي بأنه "لا ينبغي المبالغة في تقدير زيارة وفد المجلس الجنوبي الانتقالي إلى موسكو، كحال زيارتهم الأولى".
فالأهم، وفقا له "بالنسبة لموسكو وللمجلس، إقامة الاتصالات الضرورية بينهما، وهي مستمرة حتى يومنا هذا."
وأضاف أيضا، "في ظل الواقع الحالي، وعلى الرغم من كل الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين ممثلي الرئيس هادي والمجلس الانتقالي، وعلى الرغم من تشكيل سلطات مشتركة، من المستحيل القول إنه تم التغلب على الخلافات".
ووفقاً للوكيانوف، فإنّ "النضال السياسي مستمر، وفي هذا الصدد فإن رأس المال في السياسة الخارجية ليس زائداً عن الحاجة".
- مركز سوث24 للأخبار والدراسات