ماذا تغير بعد عشر سنوات من كارثة انفجار منشأة فوكوشيما النووية؟

ماذا تغير بعد عشر سنوات من كارثة انفجار منشأة فوكوشيما النووية؟

منوعات

الخميس, 11-03-2021 الساعة 03:00 مساءً بتوقيت عدن

سوث24| يورونيوز 

عشر  سنوات مضت على وقوع كارثة انفجار منشأة فوكوشيما النووية في اليابان، والصور لا تزال صادمة: ناجون من الكارثة يسيرون في حزن تحت سفن ضخمة انقلبت على جانبها مثلما تتهاوى لعب الأطفال، وقد أودعت وسط ركام من الأنقاض، التي كانت في يوم من الأيام وسط مدينة مزدحمة.

وفي محيط محطة فوكوشيما، بقيت المزارع مهجورة، فيما الانصهار النووي الكارثي ما زال يتردد صداه. لقد ضرب مد بحري هائل سنة 2011 جزء من ساحل شمال شرق اليابان، وجرفت المياه السيارات والمنازل والمباني ومعهم آلاف الأشخاص. ويجري اليوم توثيق تلك الآثار على حياة السكان التي انقلبت رأساً على عقب، بفعل ما بات يعرف بزلزال شرق اليابان العظيم.

أما الرغبة في إعادة البناء في هذه الأرض، التي دمرتها الكوارث من زلازل وحروب على مر آلاف السنين، كانت رغبة قوية.

ولكن كارثة الزلزال والمد البحري والانصهار النووي، التي وقعت مجتمعة في منطقة توهوكو اليابانية، لم تشبه كوارث أخرى عرفتها اليابان، والتحديات المرفوعة من أجل العودة إلى ما كان عليه الوضع الطبيعي قبل عشر سنوات، تبقى هائلة.

لقد أجبر نصف مليون شخص على هجر منازلهم، وعشرات الآلاف لم يعودوا إلى ديارهم، فأفرغت بلدات كانت تكافح أصلا من أجل الحؤول دون مغادرة شبابها نحو طوكيو والمدن الكبرى.

إن المخاوف من تأثيرات الإشعاعات النووية مازالت سائدة، وقد أدى انعدام كفاءة الحكومة والمشاحنات البيروقراطية إلى تأجيل جهود إعادة البناء.

ورغم النكسات، تظهر توهوكو مثالا لقوة الإرادة الجماعية على المستويات الوطنية والمحلية والشخصية، والسؤال الذي يطرح بقوة: كيف يمكن إحداث التغيير بعد الصدمة الشديدة؟

يمكن وصف الأمر كأبسط ما يكون بأنه تمت إزالة أطنان من الأنقاض، وأزيحت سفن من الأماكن التي جرفت إليها، وتمت إعادة تعبيد الطرقات، ومبان لامعة جديدة أقيمت فوق البرك والمساحات الترابية، التي أعيدت تهيئتها.

ولكن التغيير المادي الصارخ للناس الذين صنعوه يحمل في طياته غموضا، يتعلق بالأهالي في هذه المنطقة، إن كان بشأن قدرة تحملهم وصمودهم وحزنهم، أو الاستماتة في عدم الرضوخ لقوى طبيعية أو بيروقراطية تتجاوز سيطرتهم.

اليابان كارثة فوكوشيما