ماذا حدث في الأردن؟ الجيش الأردني يكشف مصير الأمير حمزة (تحديث)

ماذا حدث في الأردن؟ الجيش الأردني يكشف مصير الأمير حمزة (تحديث)

عربي

السبت, 03-04-2021 الساعة 10:31 مساءً بتوقيت عدن

سوث24| عمّان 

أكد  رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردنية اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي اليوم السبت، عدم صحة ما نشر من ادعاءات حول اعتقال الأمير حمزة ابن الحسين، وفقا لبيان نقلته وكالة الأنباء الأردنية.

وبحسب البيان فإنّ اللواء الحنيطي "بيّن أنه طٌلب من الأمير حمزة "التوقف عن تحركات ونشاطات توظف لاستهداف أمن الأردن واستقراره في إطار تحقيقات شاملة مشتركة قامت بها الأجهزة الأمنية، واعتقل نتيجة لها الشريف حسن بن زيد وباسم إبراهيم عوض الله وآخرون."

وقال اللواء الحنيطي إنّ "التحقيقات مستمرة وسيتم الكشف عن نتائجها بكل شفافية ووضوح. وأكد أن كل الإجراءات التي اتخذت تمت في إطار القانون وبعد تحقيقات حثيثة استدعتها".

وأكد البيان أن "لا أحد فوق القانون وأن أمن الأردن واستقراره يتقدم على أي اعتبار."

وكانت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية قد نفت، اليوم السبت، توقيف شقيق الملك عبدالله الثاني، الأمير حمزة بن الحسين، بعدما ترددت أنباء عن اتهامه بقيادة محاولة انقلاب في المملكة الهاشمية.

ونقلت وكالة بترا عن مصدر مطلع لم تسمه قوله إنّ "الأمير حمزة ليس موقوفاً ولا يخضع لأي إجراءات تقييدية".



محاولة انقلاب 

وفي وقت سابق، قالت صحيفة واشنطن بوست أن السلطات الأردنية اعتقلت ولي العهد السابق حمزة بن الحسين، ةما يقرب من 20 شخصا آخر، اليوم السبت بعد ما وصفه مسؤولون بأنه "تهديد لاستقرار البلاد".

وأضافت أنه تم وضع الأمير حمزة بن حسين، الابن الأكبر للملك الراحل الحسين وزوجته الرابعة المولودة في أميركا الملكة نور، تحت قيود في قصره في عمان، وسط تحقيق مستمر في مؤامرة مزعومة للإطاحة لأخيه الأكبر غير الشقيق الملك عبد الله الثاني. وفقًا لمسؤول استخباراتي رفيع المستوى في الشرق الأوسط اطلع على الأحداث.

وجاءت هذه الخطوة في أعقاب اكتشاف ما وصفه مسؤولو القصر بأنه مؤامرة معقدة وبعيدة المدى تضم على الأقل أحد أفراد العائلة المالكة الأردنية وكذلك زعماء القبائل وأعضاء المؤسسة الأمنية في البلاد، بحسب الصحيفة.

قال مسؤول المخابرات، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن من المتوقع حدوث اعتقالات إضافية ، مشيرا إلى الحساسيات الأمنية المحيطة بعملية إنفاذ القانون الجارية. وأكد مستشار أردني للقصر أن الاعتقالات تمت على خلفية "تهديد استقرار البلاد".

وشغل الأمير حمزة منصب ولي عهد الأردن لمدة أربع سنوات قبل أن يتم نقل اللقب إلى الابن الأكبر للعاهل الحالي.

وقال مسؤول المخابرات للصحيفة الأميركية إن ضباط الجيش الأردني أبلغوا حمزة باحتجازه، ووصلوا إلى منزله برفقة حراس، حتى مع استمرار الاعتقالات الأخرى.

ولم يتضح مدى قرب المتآمرين المزعومين من تنفيذ الخطة، أو ما الذي خططوا لفعله بالضبط. ووصف مسؤول المخابرات الخطة بأنها "منظمة تنظيماً جيداً" وقال إنّ المتآمرين على ما يبدو لديهم "علاقات خارجية" ، رغم أنه لم يخض في التفاصيل.

وحكم الملك عبد الله الثاني البلاد منذ وفاة الملك حسين عام 1999، وأقام علاقات وثيقة مع سلسلة من الرؤساء الأميركيين. المملكة الفقيرة بالموارد التي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة هي شريك رئيسي في الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "بترا" على لسان مصدر أمني لم تسمه، قوله إنه "وبعد متابعة أمنية حثيثة تمّ اعتقال المواطنين الأردنيين الشريف حسن بن زيد وباسم إبراهيم عوض الله وآخرين لأسبابٍ أمنيّة".

ورأى خبراء وصحفيون أنّ مشاركة الأمن العسكري وأمن الاستخبارات الأردنيين في عملية الاعتقالات، يؤشّر على وجود أسباب كبيرة لهذا الإجراء. 

ظهور الأمير 

وفي مقطع فيديو قالت بي بي سي أنه نقله إليها محامي الأمير حمزة بن حسين، اتهم الأمير قادة البلاد بالفساد وعدم الكفاءة. وقال الأمير في التسجيل المصور أنه معزول في منزله. وأوضح أنّ قائد الجيش طلب منه البقاء في المنزل وعدم الاتصال بأحد. 

وقال حمزة أنه طلب مني ألا أخرج من منزلي أو أغرّد أو أتواصل مع الناس، وأن هناك من أصدقائي الذين تم اعتقالهم، وتم إزالة الإجراءات الأمنية الخاصة بي، وتم قطع الانترنت عني.

وقال حمزة أني قلت لرئيس هيئة الأركان، بأنّي لست الشخص المسؤول عن الفساد وسوء الحوكمة وسوء الإدارة في بنانا الحاكمة خلال السنوات الماضية. 

وأضاف الأمير الأردني في التسجيل المصوّر "لست مسؤولا عن ثقة الناس في المؤسسات، وهم من يتحمّلون المسؤولية".



مواقف دعم 

وعلى ضوء هذه التطورات، أعلن الديوان الملكي السعودي، مساء السبت، وقوف المملكة إلى جانب الأردن ومساندة قرارات الملك عبد الله، ملك الأردن. 

ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن الديوان الملكي أنّ " المملكة تؤكد وقوفها التام إلى جانب المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة ومساندتها الكاملة بكل إمكاناتها لكل ما يتخذه الملك عبدالله الثاني بن الحسين وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد من قرارات وإجراءات لحفظ الأمن والاستقرار."

من ناحيتها قالت وزارة الخارجية الأميركية أنّ العاهل الأردني شريك رئيسي للولايات المتحدة وأكدت دعم واشنطن له "بشكل كامل".

كما أعلن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، حسين الشيخ، وقوف الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقيادة الفلسطينية إلى جانب الأردن والعاهل الأردني.

وأعلنت بريطانيا والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي ودولة عربية أخرى بينها الإمارات ومصر والبحرين والكويت وقطر والمغرب وتونس والعراق ولبنان وسلطنة عمان عن تضامنها الكامل مع الأردن بما يحفظ أمنه واستقراره.

كما أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي، في جنوب اليمن، عن وقوفه التام مع المملكة الأردنية الهاشمية وقيادتها "الرشيدة" وأكّد دعمه لكل الإجراءات التي يتخذها الملك عبد الله الثاني، التي من شأنها حفظ أمن واستقرار المملكة.

من ناحيته أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، اليوم الأحد، أن الأردن يعتبر عمقا استراتيجية لإسرائيل، ومن مصلحتها تقديم كل المساعدة اللازمة له.

وقال غانتس، في تصريحات نقلها موقع "والا" العبري، وأعاد نشرها، روسيا اليوم، إنّ "محاولة الانقلاب (في الأردن) شأن داخلي". مع ذلك فقد أكد الوزير أنّ "الأردن دولة سلام مجاورة ذات أهمية استراتيجية استثنائية". وتابع: "هذا هو عمقنا الاستراتيجي ويجب أن نبذل قصارى جهدنا للحفاظ على هذا التحالف القائم منذ أكثر من 30 عاما".

وأكدت الخارجية التركية في بيان أصدرته اليوم الأحد "أن الأردن دولة محورية للسلام في الشرق الأوسط، ونعتبر استقراره وأمنه من استقرار وأمن تركيا". وأعربت الوزارة عن "دعم تركيا القوي" للملك عبد الله والحكومة الأردنية ولـ "سلام وازدهار ورفاهية الشعب الأردني".


من هو الأمير حمزة بن الحسين؟ 

الأمير حمزة بن الحسين بن طلال بن عبد الله، ولي عهد المملكة الأردنية الهاشمية السابق، والأخ غير الشقيق للملك عبد الله الثاني.

ولد الأمير حمزة في 29 مارس 1980، أي أنه يبلغ من العمر الآن قرابة 41 عاما. وهو ضابط سابق وابن الملكة نور الزوجة الرابعة. ومعروف أنّ الأمير حمزة كان ضابطا سابقا في الجيش الأردني، وهو ابن الملك الحسين بن طلال من زوجته الرابعة الملكة نور الحسين.

تولّى حمزة ولاية العهد بالفترة بين 7 فبراير 1999 إلى 28 نوفمبر 2004. وتم تنصيبه لولاية العهد بعد وفاة والده الملك الحسين بن طلال، وتولي الملك عبد الله الثاني (ولي العهد آنذاك) سلطاته الدستورية ملكاً على الأردن.

وبعد استمراره في منصبه لقرابة ستة سنوات، تم اعفائه من ولاية العهد عبر رسالة من الملك عبد الله الثاني بن الحسين. لأنه رأى أن هذا المنصب شرفي ويقيّده ويحد من إمكانية تكليفه ببعض المهام ويحول بينه وبين تحمل بعض المسؤوليات.

الملكة نور 

وفي أول رد لها بعد التطورات التي شهدها الأردن يوم السبت، علّقت الملكة نور أرملة عاهل الأردن الراحل الملك حسين، ووالدة الأمير حمزة، في تغريدة لها على حسابها الرسمي بتويتر.

وقالت بالإنجليزية: "الدعاء لكي تسود الحقيقة والعدالة لجميع الضحايا الأبرياء لهذا الافتراء الشرير." وأضافت أيضا "بارك الله فيهم ويحفظهم."



الأردن حمزة ابن الحسين محاولة انقلاب اعتقالات الأردن الأمير حمزة