منوعات

ما قصة اللوحة الأغلى في العالم المنسوبة لدافنشي واشتراها محمد بن سلمان بـ 450 مليون دولار؟

14-04-2021 الساعة 1 صباحاً بتوقيت عدن

language-symbol

سوث24 | مونت كارلو


أصبحت لوحة "سالفاتور موندي" (منقذ العالم) التي يؤكد الكثير من الخبراء أنها آخر لوحات الرسام ليوناردو دافنشي، محور خلاف بين باريس والسعودية، بعدما تبين أن مالكها هو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ما أعاد قصتها الغربية إلى الواجهة.


في شريط وثائقي عبارة عن تحقيق حول قصة لوحة "سالفاتور موندي"، والمعنون بـ " العلاقة المذهلة لآخر دافينشي "، والذي يُعرَض يوم الثلاثاء 13 نيسان/أبريل 2021 على محطة "فرانس 5" التليفزيونية الفرنسية، أكد أنطوان فيتكين، أن تاجرا للفنون من نيويورك اشترى عام 2005، اللوحة المسماة: "سالفاتور موندي" وهي في حالة سيئة، مقابل 1175 دولارًا، لتبدأ اللوحة الفنية رحلتها نحو عالم النجومية، إذ قامت مرممة أمريكية بالاشتغال على اللوحة وترميمها لمدة عامين، ما مكنها في نهاية المطاف من التأكيد أن الأمر يتعلق بلوحة للرسام ليوناردو دافنشي، لينطلق بذلك الجدل عما إذا كان الأمر يتعلق بالفعل بآخر لوحات دافنشي، ولتكسب اللوحة قيمة فنية كبرى ويرتفع سعرها بشكل مذهل، خاصة بعدما عرضها المتحف الوطني في لندن عام 2010، ثم اشترتها ثرية روسية عام 2013، مقابل أكثر من 127 مليون دولار، قبل أن تباع في مزاد علني بعد أربع سنوات من ذلك بـ 450 مليون دولار رغم الاختلاف القائم حول ما إذا كان الأمر يتعلق بالفعل بلوحة لليوناردو دافنشي.


وقد كشف الشريط الوثائقي أن المشتري كان هو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والذي طلب من خبراء في متحف اللوفر، وفي سرية تامة، القيام بخبرة جديدة لتحديد أصل اللوحة، حيث أكدت الخبرة أن ليوناردو دافنشي ساهم في اللوحة فقط بالخبرة من خلال الإشراف على عمل طلبته. وحسب الشريط الوثائقي، فقد طلب الأمير من فرنسا نهاية عام 2019، عرض اللوحة في متحف اللوفر بجوار لوحة الموناليزا، وتقديمها على أنها لوحة لليوناردو دافنشي، لكن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وعلى خلفية التوترات الديبلوماسية بين البلدين، رفض ذلك مع حرصه على عدم التعبير عن موقفه بشكل رسمي.


وحسب الموقع الإلكتروني لفرانس كيلتير France Culture ، نقلا عن مجلة "لاتريبين دولار" La Tribune de l’art،  فإن جدلا جديدا بدأ بشأن اللوحة بعدما تم الكشف عن أن متحف اللوفر وخبراء توصلوا لنتيجة معاكسة تماما لما أكده الشريط الوثائقي، إذ أكدوا أن اللوحة هي بالفعل من أعمال ليوناردو دافنشي، وأن ولي العهد السعودي على علم بهذا الأمر منذ شهر سبتمبر من عام 2019.


صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، كشفت من جانبها في مقال نُشر الاثنين أن "اللوفر أكد أن اللوحة من أعمال ليوناردو، لكنه أبقى الاستنتاجات سرية بعد خلاف مع أصحاب" القطعة الفنية.


- بجانب الموناليزا 


في كتاب صادر عن دار "آزان" و"منشورات اللوفر"، أكد رئيس المتحف جان لوك مارتينيز ومنسق المعارض فينسان ديليوفان أن اللوحة تعود إلى سيد عصر النهضة الإيطالي. 


لكنّ هذا الكتاب عُرض للبيع لمدة يوم واحد فقط في مكتبة المتحف، قبل أن يُسحَب على عجل، وفقًا لديدييه ريكنر، بمجرد تلاشي أي أمل في الحصول على إعارة للوحة من المملكة العربية السعودية.


واستنكر مخرج الفيلم الوثائقي أنطوان فيتكين عدم تمكنه "من الاطلاع على هذه الوثيقة"، مشيراً إلى أن اللوفر نفى وجودها، وعدم تزويده "خلاصات" التحليل الذي أجري للوحة. 


وأضاف "لم يُكشَف عن الوثيقة بأكملها إلا اليوم في إطار تناول وسائل الإعلام فيلمي الوثائقي". 


وأشار فيلم فيتكين إلى أن شروطاً وضعتها السعودية هي التي حالت دون إدراج "سلفاتور موندي" ضمن المعرض الكبير عن دا فينتشي في شتاء 2019-2020. 


وأفاد بأن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان طلب عرض اللوحة إلى جانب الموناليزا.


وكشف ديدييه ريكنر أن أمناء المتحف عارضوا ذلك لدواعٍ مفادها أن عرض اللوحتين اللتين تستقطبان اهتماماً واسعاً يمكن أن يتسبب بمشاكل على مستوى "الأمن والإقبال" الشديد.


وأضاف الصحافي المتخصص في تاريخ الفن أن مسؤولي المعرض اعتبروا أنها ستحتل بالطبع مكانة مميزة في المعرض، ولكن لا سبب لجعلها اللوحة الأهم فيه، حتى لو كانت بيعت بسعر قياسي.


- 1175 دولاراً 


وطُرحت فكرة عرض "سالفاتور موندي" داخل المعرض ثم تركيبها في القاعة التي تحوي الموناليزا، ولكن لم يُعتمَد هذا الحل ورفض السعوديون بشكل قاطع إعارة اللوحة.


ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية


وأكد الفيلم الوثائقي الذي تعرضه "فرانس 5" مساء الثلاثاء أن التحليل الذي أجراه مختبر "سي 2 إر إم إف" بيّن أن "دا فينتشي ساهم فحسب في اللوحة".


ورفض اللوفر تأكيد المعلومات الصحافية أو نفيها، معللاً ذلك بمنع مناقشة أصالة عمل لم يتم عرضه فيه. وردا على سؤال لوكالة فرانس برس، أفاد اللوفر أن مخرج الفيلم أنطوان فيتكين "طلب تعليقاً منه لكنّ المتحف لم يرغب في الإجابة عن أسئلته لأن إعارة اللوحة لمعرض ليوناردو دا فينتشي لم تحصل".


ولم تُعرض هذه اللوحة على الملأ منذ بيعها، ولا معلومات عن مكان وجودها في الوقت الراهن، ولو أن ثمة من أفاد بأنها موجودة على يخت الأمير محمد بن سلمان الخاص.


ويأتي هذا الجدل في وقت ترتبط السعودية باتفاقية مع متحف اللوفر في إطار مشروعها السياحي الضخم في منطقة العلا، شمال غرب البلاد، ومن ضمن ما يتضمنه الاتفاق، إنشاء متحف على غرار متحف اللوفر. وهو متحف سيكون أكبر ثلاث مرات من متحف اللوفر في أبو ظبي. ولعل هذا ما يعطي للصراع الخفي الدائر حول ما بات من المرجح أنه آخر أعمال ليوناردو دافنشي، قيمة خاصة، لكون ولي العهد السعودي سيكون بهذه اللوحة مالكا لعمل فني نادر في أصالته ومن شأنه أن يثير اهتمام الملايين من عشاق الفن، وأن يعطي لمتحف "العلا" أصالة وطبعة خاصة منذ بدايته.


شارك
اشترك في القائمة البريدية

اقرأ أيضا