التحليلات

وجهة نظر | تنظيم الإخوان المسلمين.. تهديد مستمر

16-05-2021 الساعة 5 مساءً بتوقيت عدن

language-symbol

سوث24| ترجمات


إنه لخطأ فادح الاعتقاد بأنّ "التنظيم الدولي للإخوان المسلمين" قد انكسر بعد الإشارات الأخيرة التي جاءت من تركيا ورغبتها في إعادة تطبيع العلاقات السياسية مع دول محور الاعتدال العربي، والتي بدأت عمليًا بـ مصر والسعودية، في سياق خطوات الجانب التركي للتقارب بعد المتغيرات الدولية، لا سيما وصول "ديموقراطيي" البيت الأبيض، وهو العامل المؤثر في تغيّرات السياسة الدولية.


ومن الأخطاء المتكررة الخلط بين "التنظيم الدولي للإخوان المسلمين" كمنظمة وبين أدواته وأذرعه الإعلامية والدعوية التي تسعى للتأثير، وهذا هو المطلوب من كل أذرع الحركة وأدواتها، في حين أن التنظيم جماهيريًا منذ بدايته في بداية القرن العشرين لا يزال قائمًا بذاته منذ تأسيسه، وحسن البنا قادر على الاختباء، ولكن قادر على استيعاب الضربات والتعامل مع العواصف حتى لو اشتدت. اعتقد البعض أنّه تم القضاء على التنظيم خلال ما حدث في الملكية المصرية، لكنه وجد من السجون بيئة جدّد فيها نفسه، وتكررت ذلك في الخمسينيات في النصيرية بمصر.


صحيح أنّ المنظمة تخضع لإحدى مراحل الضغط العالي، لكن من الضروري توسيع القراءة والنظر حول ما هو متوقع من المنظمة من الخطوة التالية؟ هذا ليس سؤالا غامضا، بل في سياق واقع القراءة التي يجب التذرع بها في متابعة "المنظمة الدولية" التي تم إعداد تكتيكاتها وخططها مسبقًا، والتي سعت دائمًا إلى تجنّب انهيار التنظيم ونهايته، وهذا ما يعيدنا إلى عام 2013 بعد أن أطاح الشعب المصري بحكم «الإخوان» في مصر. الأمر الذي استدعى لقاء قادة التنظيم الدولي مع قيادات في الحرس الثوري الإيراني في اجتماع جرى في ذلك الوقت، وحُسمت معه عدة خطوات [..].


"كانت ستصبح [عدن] في قبضة تنظيم الإخوان، لولا محاولات المقاومة الجنوبية لرفض الوجود الإسلاموي"


تقرر أنّ اليمن سيكون حزام استنزاف للمملكة العربية السعودية، وليبيا استنزاف لمصر، وأنّ التنسيق بين "الحرس الثوري الإيراني" و"التنظيم الدولي للإخوان المسلمين" سيبقى في مكانه للحفاظ على اهتماماتهم المشتركة. مما يؤسف له أن هناك خطوات للتنظيم في اليمن خاضعة كليًا لقرارات الإخوان والحرس الثوري الإيراني، ولا توجد فرصة ممكنة لتفكيك هذا التحالف في اليمن الذي أصبح موقعا أماميا لحركة المنظمة ونفوذها، بما في ذلك عدن، التي كان يُعتقد دائمًا أنها مكان سيطر منها التنظيم فكراي، وكانت ستصبح [عدن] في قبضة "التنظيم"، لولا محاولات المقاومة الجنوبية لرفض الوجود "الإسلاموي".


تضاعف الخطر من تنظيم "الإخوان" عما كان عليه في 2013، حتى لو تركوا ملاذاتهم الخارجية ككوادر وإعلاميين ونشطاء، فقد امتلكوا نفوذهم السياسي والإعلامي. وبدلًا من ذلك، أصبحت هذه الملاذات نفسها موضوع تكرار ما عرفته السعودية في الستينيات، عندما حولتها المنظمة إلى مركز ظهور "الصحوة الإسلامية" واحتضان الأفكار المتطرفة، باستغلال حادثة جهيمان في المسجد الحرام بمكة المكرمة واستغلالها في اختراق المناهج التربوية وغيرها من جوانب الحياة الاجتماعية.


قادة "التنظيم الدولي للإخوان المسلمين"، حتى وهم يمرون بالتأكيد بهذه المرحلة الصعبة، لكنهم يدركون من ناحية أخرى أنها مجرد مرحلة يمكن للتنظيم أن يتعامل معها ببراغماتية وأدوات تكون قادرة على امتصاص الصدمات، خاصة وأنّ التنظيم يؤثّر عمليا على قرارات عدة دول عربية حول محور الوسطية، وهذا ما يحافظ على وجود التنظيم في المشهد السياسي، ويمنحه الفرصة الممكنة للتعامل مع الواقع. وفي المقابل يجب عدم التغاضي عن حركة التنظيم وإبقاء الأعين مفتوحة على تحركاته وردود الفعل العنيفة التي قد تضطر لها لتغيير الواقع السياسي. لا يعني ذلك أن التنظيم سوف يموت.


- هذه المادة نشرت بالإنجليزية في موقع "PledgeTimes

- عالجه ونقّحه للعربية: مركز سوث24 للأخبار والدراسات (إعادة نشر المادة لا يعكس بالضرورة السياسة التحريرية للمركز)

- الصورة: آلاف اليمنيين يحتشدون في عدن بجنوب اليمن في 5 سبتمبر 2019 (يافع نيوز)


شارك
اشترك في القائمة البريدية

اقرأ أيضا