03-06-2021 الساعة 5 مساءً بتوقيت عدن
إن غياب العدالة والمحاسبة في قضية اغتيال الصحفي اليمني نبيل القعيطي له عواقب وخيمة ويهدد من لا يملكون سلاحا سوى أقلامهم.
سوث24| عدن
بعد مرور عام على اغتياله، ما زال قتلة الصحفي الدولي نبيل حسن القعيطي بعيدين عن العدالة. لكن مدير المباحث الجنائية في عدن والمسؤول عن التحقيق قال لـ سوث24 يوم الأربعاء إنّ أصابع الاتهام تشير إلى خمسة مشتبه بهم على صلة بجريمة الاغتيال التي استهدفت الصحفي العام الماضي.
وقال اللواء صالح القملي لـ سوث24: "هناك خمسة مشتبه بهم على صلة بالجريمة يقاتلون باسم من يُدعى أمجد خالد المعروف بولائه لميليشيا الإخوان المسلمين".
هذه العناصر، وفقًا للقملي، يتم حمايتها من قبل القادة العسكريين الموالين للحكومة وتختبئ في القواعد العسكرية الحكومية في شرق أبين والساحل الغربي.
يأتي ذلك في الوقت الذي أصدرت فيه أسرة القعيطي بيانًا بالتوازي مع ذكرى اغتياله، كشفت فيه أنّ التقارير التي يتم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تدعي التحقيق مع المشتبه بهم على صلة باغتياله هي "مجموعة أكاذيب".
في بيانها، دعت عائلة الصحفي كل من الانتقالي الجنوبي وقوات الأمن وكذلك أصدقاء القعيطي لتقديم دعم أوسع لمساعدة الأسرة في الوصول إلى قتلة ابنهم.
وقال ابن عمه الدكتور أمين القعيطي، المتحدث باسم العائلة، لـ سوث24: "لم يتم اعتقال أي مشتبه بهم حتى الآن".
وأطلع الدكتور أمين القعيطي مراسل "سوث24" في عدن على آخر المستجدات بشأن عملية الاستجواب.
وأشاد بما أسماها الجهود الحثيثة التي يبذلها قادة المجلس الانتقالي الجنوبي لدعم أسرة نبيل، ودعا الجهات الأمنية في عدن لتحمّل مسؤولياتها في تقديم قتلة ابن عمه للعدالة.
وقال القعيطي: "لن نستسلم، يجب إجراء تحقيق شامل من قبل السلطات الأمنية في عدن بجدية بالغة، وتقديم الجناة إلى العدالة في أسرع وقت ممكن".
بالتوازي مع يوم الذكرى، أطلق نشطاء وصحفيون جنوبيون وعرب وأجانب حملة واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحت وسم: #يوم_اغتيال_القعيطي أشادوا بشجاعته وتضحياته ودعوا إلى إجراء تحقيق جاد للعثور على من هم وراء اغتياله.
"هناك خمسة مشتبه بهم على صلة بالجريمة يقاتلون باسم من يسمى أمجد خالد المعروف بولائه لميليشيا الإخوان المسلمين"
"في مثل هذا اليوم استشهد عزيزي نبيل القعيطي. لم يكن يحمل مدفع رشاش. سلاحه كان ابتسامة وكاميرا تستخدم لتسجيل مخططاتهم المشبوهة ونواياهم القذرة"، كتبت ولاء عمران صحفية مصرية على تويتر حدادًا على القعيطي.
على الصعيد العالمي، أعرب الصحفيون الأجانب والمدافعون عن حقوق الإنسان عن حزنهم على الصحفي الدولي الشجاع الذي أظهر للجمهور العالمي الدمار والرعب اللذين تسببت فيهما الحرب الطاحنة في اليمن.
وكتبت لجنة حماية الصحفيين العاملة في الشرق الأوسط، على موقع تويتر قائلة: "منذ عام في اليمن، قُتل نبيل القعيطي بالرصاص خارج منزله في عدن".
وأضافت اللجنة إنّ "مقتله لم يُحل بعد، وقتلته ما زالوا طلقاء والصحفيون في جميع أنحاء اليمن في خطر".
وقال جاستن شيلاد، الباحث الأول في لجنة حماية الصحفيين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لـ سوث24 "مقتل نبيل يُظهر كيف أنّ آخر المساحات الآمنة المتبقية للصحفيين اليمنيين تتلاشى".
قال السيد شيلاد: "حتى في واحدة من أصعب البيئات في العالم لحرية الصحافة، عمل نبيل على إظهار الرعب الذي تسببت فيه الحرب في اليمن للعالم".
وأضاف: "حقيقة أنه لم يكن آمنًا في نهاية المطاف حتى عندما يقف خارج منزله، تُظهر المخاطر الهائلة التي يتعرض لها الصحفيون اليمنيون لأداء وظائفهم".
وأوضح السيد شيلاد أنّ "مقتله، بالإضافة إلى أحكام الإعدام بحق العديد من الصحفيين المحتجزين من قبل الحوثيين وعدد لا يحصى من الصحفيين الآخرين الذين تم إرسالهم إلى المنفى أو تهديدهم بسبب عملهم، يوضّح كيف أدى تقاعس المجتمع الدولي عن اليمن إلى تحويل جميع الصحفيين إلى أهداف".
وقال كوينتين مولر، الصحفي الفرنسي المستقل الذي يغطي اليمن ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، "إنّ نبيل حسن أصبح بطلًا ونموذجًا يحتذى به كصحفي لأنه اشتهر عالميًا بشجاعته في تغطية الحرب في واحدة من أخطر البلدان في العالم."
وأضاف السيد مولر لـ سوث24: "لم أقابله قط، لكنه بطل بالنسبة لي".
"مقتل نبيل يظهر كيف أن آخر الأماكن الآمنة المتبقية للصحفيين اليمنيين تتلاشى" جاستن شيلاد
وقال السيد مولر "نبيل حسن القعيطي كان صحفيا شابا في واحدة من أسوأ وأخطر الأماكن لهذا العمل. ضحى بحياته من أجل إظهار الحقيقة للعالم".
وأضاف لـ سوث24: "إنها قضية نبيلة وأكثر نبلًا في بلد حرب تخاطر فيه بحياتك وعائلتك كل يوم. مات نبيل من أجل اليمنيين وهو يستحق كل الاحترام منا ويستحق أن يكون في أذهاننا كل يوم"
"لقد بذل حياته من أجل إظهار الحقيقة للعالم" كوينتين مولر
ويضيف مولّر "أقول دائمًا إننا، كصحفيين غربيين، علينا جميعًا أن نتعلم من الصحفيين المحليين في مناطق الحرب مثل اليمن، لأننا نزور هذه البلدان لفترة قصيرة وبفضل جواز سفرنا، نحن قادرون على العودة إلى بلداننا المسالمة"
وقد عمل نبيل حسن القعيطي مع وكالة الأنباء الفرنسية فرانس برس، لنحو خمس سنوات. تم الاعتراف بشجاعته في أداء وظيفته على الرغم من التهديدات والترهيب.
في عام 2016، كان أحد المرشحين النهائيين لجائزة روري بيك البريطانية عن أعماله التي تغطي الصراع الطويل في اليمن. ثم وصف حكام الجائزة عمله بـ "النادر والمتميز".
سنحت لي فرصة العمل مع زميلي العزيز نبيل القعيطي في الساحل الغربي عام 2017. وجدته شجاعًا وكريمًا ومليئًا بالإنسانية. لقد كان نوعًا من الصحفيين الذي دائمًا ما يتوغل في مناطق لا يجرؤ الآخرون على الذهاب إليها.
- تم إخفاء اسم مراسلنا في عدن عمدا حفاظا عليه من أي مخاطر.
- الصورة: أحد المعزين يقف ومعه وثيقة هوية قديمة صادرة عن جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية السابقة (جنوب اليمن) بينما يحمل ملصقات مع آخرين تظهر وجه الصحفي والمساهم في وكالة فرانس برس نبيل حسن القعيطي في جنازته، 4 حزيران / يونيو، 2020 (ا ف ب)