المجتمع الدولي يعود مجددا للتشبث بـ «اتفاق الرياض» لتفادي «نزاع شامل»

المجتمع الدولي يعود مجددا للتشبث بـ «اتفاق الرياض» لتفادي «نزاع شامل»

التقارير الخاصة

الأربعاء, 16-06-2021 الساعة 09:46 صباحاً بتوقيت عدن

سوث24| نيويورك 

بعد  إخفاق جولة جديدة من المساعي الدولية لإقناع الحوثيين بوقف إطلاق النار، يعود الخطاب الدولي للتأكيد مجددا على أهمية اتفاق الرياض، للحيلولة دون اندلاع "نزاع شامل" بين الحلفاء الاسميين المناهضين للحوثيين في جنوب اليمن.

وفي هذا الصدد، شددا خطابا المبعوث الأممي إلى اليمن، المنتهية ولايته، مارتين غريفيث، وكذلك مندوب الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي على أهمية التمسك بالاتفاق الموقّع في نوفمبر 2019 بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، في الرياض.

ومع وصول الجهود الدولية في إقناع الحوثيين بالالتزام بوقف إطلاق النار إلى طريق مسدود، يتمسك المجتمع الدولي، على الأقل، بمنع اندلاع صراع آخر مجددا في جنوب اليمن، قد يمنح الجماعة، المدعومة من إيران، مزيدا من المكاسب، في ظل "أسوأ أزمة إنسانية صنعها الإنسان في العالم"، وفقا لتعبير غريفيث.

الخلاف حول شكل اليمن 

قال مارتين غريفيث في خطابه لمجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، أنّ "الحرب فاقمت الانقسامات في المحافظات الجنوبية. وقد ازداد الوضع هناك حدة لدرجة خطرة بل اقترب في عدة مناسبات لأن يتحول إلى نزاع شامل آخر." [1]

ولأجل عملية السلام.. وتحقيقاً للآمال باستقرار بعيد المدى، رأى المبعوث الأممي بضرورة "تمتين الشراكة القائمة بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي بفضل الجهود الاستثنائية التي بذلتها المملكة العربية السعودية في سبيل ذلك."

وعلى الرغم من "أنّ انعدام الثقة ما زال متجذراً في ظل الاختلافات الكبيرة في الرأي حول التصوّر لشكل اليمن"، قال غريفيث "أنَّ السبيل الوحيد للخروج من هذا المستنقع يتمثل في التزام قيادات حكومة اليمن والمجلس، كما فعلوا في اتفاق الرياض، بفضّ خلافاتهما بنهج الحوار الآن والمفاوضات السياسية على المدى البعيد."

من ناحيته دعا مندوب الولايات المتحدة في مجلس الأمن، السفير جيفري ديلورنتس، الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي إلى وضع مصالح الشعب اليمني في المقام الأول وحل خلافاتهم. [2]

ووفقا للمندوب الأمريكي "يحتاج الشعب اليمني إلى حكومة موحدة يمكنها تقديم الخدمات وممارسة القيادة خلال هذا الوقت من الأزمة." 

ضروري للاستقرار 

وأعربت واشنطن عن تفاؤلها بأن تثمر المفاوضات الأخيرة بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي، التي استؤنفت حول تنفيذ اتفاق الرياض.

وأشادت الخارجية الأمريكية في بيان منفصل مساء الثلاثاء، بجهود المملكة العربية السعودية في دفع عملية السلام باليمن، مشيرة إلى أنّ اتفاق الرياض يُعد ضروريًا للاستقرار والأمن في اليمن.[3]

وقالت الخارجية الأمريكية، إنّ المبعوث الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج يتوجه إلى السعودية للتباحث مع مسؤولين سعوديين ويمنيين والمبعوث الأممي إلى اليمن.

وفي العاصمة السعودية الرياض، اجتمع الفريق السعودي المعني بتنفيذ اتفاق الرياض بممثلي المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية. 

ووفقا للوكالة السعودية (واس) "ساد الاجتماع أجواء إيجابية، أكدوا خلالها وقف التصعيد بأشكاله كافة، وعلى الترتيبات اللازمة لحماية وعودة الحكومة إلى عدن، والعمل على متابعة استكمال تنفيذ اتفاق الرياض."[4]

ويوم أمس الثلاثاء، التقى رئيس الوفد المفاوض للمجلس الانتقالي الجنوبي، د. ناصر الخبجي بنائب القائم بأعمال السفير الأمريكي لدى اليمن،كرستوفر دويتش، في الرياض، ناقشا فيها تنفيذ ما تبقى من بنود اتفاق الرياض. [5]

أشاد الخُبّجي بالجهود التي يقودها المبعوث الأمريكي السيد ثيم ليندركينج، والاستراتيجية التي تتبناها الإدارة الأمريكية الجديدة لإنهاء الحرب وإحلال السلام من خلال الدخول في عملية سياسية شاملة تستوعب جميع القضايا والقوى الفاعلة على الأرض.

أصحاب السلطة 

ويأتي تحول الخطاب الدولي نحو اتفاق الرياض، بصورة ملفتة، بعد رفض الحوثيين المقترحات التي قدمها المبعوث الأممي بشأن وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني وفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة.

مندوب واشنطن لدى مجلس الأمن أشار إلى أنّ "الحوثيين رفضوا المشاركة بشكل مجد في وقف إطلاق النار أو اتخاذ خطوات لحل هذا الصراع الذي دام قرابة سبع سنوات. كما أنهم يرفضون حتى مناقشة مسألة وقف إطلاق النار مع المبعوث الخاص غريفيث. وبدلا من ذلك، يمضون في هجومهم المدمر على مأرب."

مارتين غريفيث حمّل من أسماهم "رجال السلطة" مآلات استمرار الحرب وتفاقم الوضع الإنساني.

وقال: "أصحاب السلطة قد فوَّتوا الفرص التي عُرِضَت عليهم لتقديم التنازلات اللازمة لإنهاء الحرب. ونتيجة لذلك، أصبح اليمنيون يعيشون رغم إرادتهم تحت وطأة العنف وانعدام الأمن وتفشي الخوف في ظل قيود على حرية الحركة وحرية التعبير. وربما تتجلى المأساة في أبرز صورها فيما نراه من تحطم وتمزق لآمال جيل من الشباب اليمني وتطلعاته نحو مستقبل السلام."

ويطالب المجلس الانتقالي الجنوبي، القوة الأبرز في جنوب اليمن، باستعادة الدولة الجنوبية التي كانت قائمة حتى 1990. واليوم الأربعاء يعقد المجلس الدورة الرابعة للجمعية الوطنية (البرلمان) التابعة له في العاصمة عدن.

- مركز سوث24 للأخبار والدراسات 
- الصورة: مقاتل موال للمجلس الانتقالي الجنوبي في عدن ، اليمن في 27 آب / أغسطس 2020 [صالح العبيدي / أ ف ب / غيتي إيمدجز]  

اتفاق الرياض جنوب اليمن المجلس الانتقالي الجنوبي استقلال الجنوب الحوثيون حرب اليمن السعودية