التصعيد في اليمن: شرارة جديدة قبل اتفاق سلام وشيك

التصعيد في اليمن: شرارة جديدة قبل اتفاق سلام وشيك

عربي

الخميس, 01-07-2021 الساعة 11:09 صباحاً بتوقيت عدن

سوث24| قسم الترجمات 

يشهد  اليمن تصعيدًا على جميع الجبهات على الرغم من ورود أنباء عن اتفاق سلام وشيك. ففي الأسبوع الماضي، اندلع القتال في مأرب الغنية بالنفط حيث شنت مليشيا الحوثي هجومًا ثلاثي المحاور على القوات الحكومية التي تسيطر على المنطقة. وشن تحالف دعم الشرعية عدة غارات جوية على قوات الحوثيين غربي مأرب ردًا على ذلك. وخلف القتال في نهاية الأسبوع أكثر من 100 قتيل معظمهم من الحوثيين.

مأرب هي المنطقة الوحيدة المتبقية تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دوليًا في شمال اليمن. في حين بات باقي الشمال في أيدي الحوثيين منذ أن أطاحت الميليشيا المدعومة من إيران بالحكومة الشرعية في عام 2014. بدأ التحالف بقيادة السعودية حربًا في عام 2015 حررت الجنوب من سيطرة الحوثيين. لكن الحكومة الشرعية للرئيس عبدربه منصور هادي عانت من نكسات عديدة ولا تتمتع بشعبية كبيرة في الدولة التي مزقتها الحرب.

في محاولة سعودية لجلب جميع الأطراف حول حكومة هادي للتركيز على محاربة المتمردين الحوثيين، توسطت الرياض في اتفاق بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي في نهاية عام 2019. ويطمح المجلس الانتقالي الجنوبي إلى استقلال اليمن الجنوبي ولكنه وافق على المشاركة في الجهود التدريجية لكبح جماح الحوثيين. تم تعليق تنفيذ اتفاق الرياض في نهاية هذا الأسبوع احتجاجًا من المجلس الانتقالي الجنوبي على تصاعد نفوذ الإخوان المسلمين في حكومة هادي، حيث ضمت الحكومة الأخيرة حزب الإصلاح التابع لجماعة الإخوان المسلمين. وهاجم ذراع مليشيا الإخوان العسكري، السبت، تجمع سلمي في شبوة نظمه جنوبيون.

اندلاع القتال العنيف والصراع السياسي لا يقتصر على اليمن. كثف المتمردون الحوثيون هجمات الطائرات بدون طيار والصواريخ على جنوب المملكة العربية السعودية منذ بدء معركة مأرب في وقت سابق من هذا العام. في الأسابيع الأخيرة، لم يمر يوم دون إعلان التحالف أن دفاعاته الجوية دمرت طائرات مسيرة مفخخة أو صواريخ باليستية أُطلقت من شمال اليمن عبر الحدود إلى السعودية. وتحدثت وسائل إعلام حوثية وإيرانية عن إطلاق عشرات الطائرات المسيّرة والصواريخ خلال الأيام الماضية، خاصة بعد أن كثّف التحالف قصفه لميليشيات الحوثي في مأرب.

"تم تعليق تنفيذ اتفاق الرياض في نهاية هذا الأسبوع احتجاجًا من المجلس الانتقالي الجنوبي على تصاعد نفوذ الإخوان المسلمين في حكومة هادي" 

تتزامن الموجة الحالية من الصراع مع عمل الأمم المتحدة والولايات المتحدة على الوصول الى تسوية سلمية لإنهاء الحرب في اليمن. تحدث المبعوث الأممي مارتن غريفيث والمبعوث الأمريكي تيم ليندركينغ مع جميع الأطراف على أمل بدء عملية سياسية. مع نشاط سلطنة عمان الآن في الوساطة، يتسابق المرسولين بين الرياض والعاصمة العمانية مسقط وصنعاء لبدء المصالحة السلمية.

هذا الأسبوع، أفادت وكالة رويترز أن "الأطراف المتحاربة في اليمن تضع شروطًا لاتفاق سلام يخرج السعودية من حرب مكلفة ويساعد في تخفيف أزمة إنسانية مدمرة، حسبما قال مصدران مقربان من المحادثات ومسؤول حوثي". وأشار التقرير إلى أنّ المحادثات بين التحالف بقيادة السعودية والحوثيين تركزت على "خطوات لرفع الحصار عن الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون ومطار صنعاء مقابل تعهد من المتمردين بإجراء محادثات هدنة. ووفقًا لمصدر حوثي، فإن زعيمهم عبدالملك الحوثي قد تعهد لوفد عماني زار صنعاء هذا الشهر للدخول في مناقشات لوقف إطلاق النار فور رفع الحصار، تماشيًا مع الاقتراح الأخير من المبعوث الأممي مارتن غريفيث ".

في ما بدا وكأنه محاولة أمريكية لمساعدة جهود السلام، قال ليندركينغ لأول مرة إنّ الولايات المتحدة تعترف بالمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران "كفاعل شرعي" وتقبّل فكرة أن كلا طرفي الصراع مسؤولان عن العنف. صرح بذلك خلال ندوة عبر الإنترنت نظمها المجلس الوطني للعلاقات الأمريكية العربية يوم الخميس.

على حد تعبير أحد الأكاديميين السعوديين، قد يكون هذا هو الشرارة قبل نهاية الحرب وبدء التسوية السياسية في اليمن. وقال لـ "الأهرام ويكلي": "الأمريكيون يشاركون في مفاوضات صعبة مع الإيرانيين حول إحياء الاتفاق النووي". لم يتجاهل [الأمريكان] بالكامل تدخل إيران في المنطقة. على سبيل المثال، يستهدفون الميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا. وقد يبدون متساهلين مع مليشيات الحوثي في اليمن، لكن هذا ليس هو الحال في الواقع. يبدو أنه جزء من محادثات فيينا ".

هذه النبرة المتفائلة لا يشاركها الآخرون الذين يعتقدون أنّ الولايات المتحدة تحول تركيزها بعيدًا عن المنطقة. تركز الإدارة الأمريكية الجديدة على الصين وروسيا ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ. وفقًا لهؤلاء المعلقين، لم يعد الشرق الأوسط بهذه الأهمية بالنسبة للولايات المتحدة، التي توفر للقوى الإقليمية الفرصة لحل قضاياها بنفسها.

"مصدر خليجي: السعودية والتحالف العربي سيعترفان بالحوثيين كجزء من المشهد اليمني" 

قلل مصدر خليجي مقرب من دوائر صنع القرار من فرص اختراق المسار السياسي. واعترف بمشاركة الأمم المتحدة والولايات المتحدة بالتشاور مع السعودية، لكنه شكك في احتمال أن تؤتي جهود الوساطة العمانية ثمارها، متهمًا المتمردين الحوثيين بالتراجع عن وعودهم. يختلف الدور العماني الحالي عن الدور الذي لعبته عمان قبل سبع سنوات في مساعدة الولايات المتحدة وإيران على التوصل إلى الاتفاق النووي. وأشار إلى أنه في ذلك الوقت لم تكن هناك حرب بين واشنطن وطهران، ولم يكن أي منهما قريبًا من حدود السلطنة. كانت تلك محادثات بين دولتين، والأكثر من ذلك، أن المحادثات الحالية تشمل ميليشيا تعمل بالوكالة لإيران.

وردا على سؤال لـ "ذا ويكلي" عما إذا كانت القضية هي موافقة السعودية على الحوار المباشر مع الحوثيين، أكد المصدر أن السعودية والتحالف العربي سيعترفان بالحوثيين كجزء من المشهد اليمني وسيكونون بالتأكيد طرفًا في أي تسوية سلمية. لكنه شدد على أنه "حتى الآن، الأمر متروك للفصائل اليمنية بما في ذلك الحوثيون للالتقاء والتوصل إلى مصالحة سياسية" نحو حل سلمي دائم. "ما لم تضع الميليشيات المتمردة السلاح وتقبل المسار السياسي، سيكون من العبث التعامل معها. لا يريد التحالف مواصلة الحرب، لكن إيران تشجع وكيلها على إبقاء النار مشتعلة ".

ما هو واضح هو أن جميع الأطراف حذرة من الصراع العسكري المطول مع عواقبه الإنسانية الكارثية. ومع ذلك، يبدو أن كل طرف يحاول جاهدًا لتحسين موقفه التفاوضي في أي مفاوضات مقبلة من خلال إحراز تقدم على الأرض. من غير الواضح إلى متى ستستمر هذه المناورة. وخلال ذلك، تستمر معاناة ملايين اليمنيين.

- المصدر الأصلي بالإنجليزية (الأهرام ويكلي المصرية/ أحمد مصطفى) 
- ترجمة: مركز سوث24 للأخبار والدراسات 
- الصورة: مقاتلون يمنيون مدعومون من التحالف الذي تقوده السعودية بالقرب من مأرب،  19 يونيو / حزيران 2021 (AP Photo / Nariman El-Mofty) 

اليمن الحوثيون المجلس الانتقالي الجنوبي السعودية إيران