02-08-2021 الساعة 9 مساءً بتوقيت عدن
سوث24| قسم الترجمات
أبرزت صحيفة "ديترويت فري برس" نماذج من المعاناة ومظاهر التمييز السياسي والاجتماعي التي يرزح تحت وطأتها اليمنيون الأمريكيون بمدينة ديربورن التابعة لولاية ميشيجان في الولايات المتحدة.
الصحيفة الأمريكية نقلت، الإثنين، تصريحات 4 مرشحين من أصول يمنية في انتخابات بلدية ديربورن عبروا خلالها عن سخطهم إزاء ما وصفوه بعدم العدالة ونقص المساءلة وغياب التنظيم.
ووقفت الأمريكية اليمنية سمراء لقمان أمام مبنى بلدية ديربورن، وخاطبت حشدا من المحتجين في أعقاب فيضانات تسببت في تدمير آلاف المنازل.
الأمريكية اليمنية سمراء لقمان مرشحة بلدية ديربورن (ديترويت فري برس)
وقالت لقمان: "أين المساءلة؟ إنهم يفشلون بسبب غيابها، إنها غير موجودة على الإطلاق فيما يتعلق بهؤلاء الذين انتخبناهم في مجلس البلدية في مواجهة هذا الظلم البيئي، وسوء إدارة أموالنا، والتلوث، والمياه".
مشاعر الإحباط التي عبرت عنها لقمان قبل بدء اجتماع لمجلس البلدية في 13 يوليو الماضي انعكست في خطابات متحدثين آخرين وسكان المدينة الذي شاركوا في الاحتجاج.
وتُعرف سمراء لقمان باسم "سام" وهي واحدة من 18 مرشحا لانتخابات البلدية التمهيدية على 7 مقاعد على أن يتم اختيار أعلى 14 صوتا لخوض الانتخابات العامة المزمع إجراؤها في نوفمبر.
حال انتخابها، ستضحى لقمان أول شخص من أصل يمني يفوز بمقعد في بلدية ديربورن.
ويمثل الأمريكيون اصحاب الجذور اليمنية ثاني أكبر مجموعة عرقية في ديربورن بعد اللبنانيين وفقا لبيانات تعداد 2019.
لقمان هي واحدة من 4 أمريكيين يمنيين يترشحون لانتخابات بلدية ديربورن. ورغم أن هذه المجموعة العرقية طالما كانت جزءا من المدينة، وتشكل النسبة الأكبر من سكانها الذين يقطنون في الجزء الجنوب الشرقي منها، لكنهم دائما ما يتذمرون من تهميش البلدية لهم وإهمالهم في مشروعات التنمية والحماية البيئية والتمثيل العادل.
وتتركز الجالية اليمنية في ديربورن في مناطق يقطن فيها أصحاب الدخل المنخفض، ويشعر أعضاؤها بتعرضهم للإقصاء، ليس فقط بواسطة بلدية المدينة، ولكن أيضا على أيدي الجالية الأمريكية اللبنانية الأكثر نفوذًا بين الجماعات الأمريكية العربية.
وأردفت لقمان في تصريحات للصحيفة الأمريكية: "لا تشعر الجالية اليمنية بأن هناك في البلدية من يستحقون الوثوق بهم لتمثيلهم".
وتبلغ لقمان من العمر 39 عاما وتعمل في "إدارة الأمن الاجتماعي"، وواصلت: "لقد فاض بنا الكيل، وسئمنا من سوء المعاملة وغياب العدالة على مدار العقود. نريد إحداث تغيير للمدينة".
وتكشف خطة بلدية ديربورن إنفاق متوسط 60 دولار للفرد في منطقة أقصى الجنوب، مقابل متوسط 140 دولار على أجزاء أخرى بالمدينة، وفقا للقمان.
وفي عام 2015، بلغت نسبة الفقر في الطرف الجنوبي للمدينة 45% مقابل 29% في ديربرون ككل.
وتشمل قائمة المرشحين الآخرين أصحاب الجذور اليمنية في انتخابات ديربورن خليل عثمان، 40 عاما، الذي يعمل مديرا للأمن السيبراني وخدم لسنوات في شركة "فيات كرايسلر".
وفي ذات السياق، قال خليل عثمان مخاطبا حشدا من المحتجين يوم 2 يوليو أمام قسم شرطة ديسبرون اعتراضا على رد فعل البلدية تجاه الفيضان: "نحن في حاجة إلى إخضاع هؤلاء المسؤولين المنتخبين للمساءلة. و3 أغسطس هي فرصتنا".
الأمريكي اليمني خليل عثمان مرشح بلدية ديربورن (ديترويت فري برس)
ودعا عثمان البلدية إلى "توفير تعويضات كاملة للمتضررين من الفيضان"، وانتقد المجلس لعدم امتلاكه أي خطة للتعامل مع الكوارث.
[...]
وفي هامترامك، الذي يشكل فيها الأمريكيون اليمنيون 25%ٌ من السكان، حققت الجالية اليمنية قدرا أكبر من النجاح في اكتساب سلطة سياسية حيث استطاعت الفوز بمقاعد في مجلس البلدية، بل أنّ المهاجر اليمني الراحل عبده الغزالي كاد أن يقتنص منصب رئيس البلدية عام 2013. وتشهد انتخابات هذا العام ترشح اثنين من المهاجرين اليمنيين على ذات المنصب.
بيد أن الوضع يختلف تماما في ديربورن بسبب التهميش وهو ما يدفع عثمان إلى التعبير عن رغبته العارمة في تغيير ذلك.
عثمان من مواليد اليمن وهاجر إلى الولايات المتحدة عام 2003 وهو واحد من إجمالي 6900 شخص مهاجر يمني في ديربورن، مقابل حوالي 9700 مهاجر لبناني وفقا للتعداد السكاني 2019.
ولا ينعكس التنوع داخل الجالية العربية الأمريكية في ديربورن على المسؤولين وفقا لبعض القاطنين في تلك المدينة. إذ أن 4 من 7 أعضاء بمجلس البلدية من جذور لبنانية.
ويشكل اللبنانيون 19% من سكان ديربورن مقابل 14% لليمنيين وفقا لما أوضحه تعداد 2019 الذي كشف كذلك أن الألمانية والبولندية هما التاليتان في ترتيب أكبر العرقيات بالمدينة بنسبة 8% لكل منها. وبشكل إجمالي، يشكل الأمريكيون العرب نحو 47"% من السكان.
وحكى عثمان كيف كان حاله حينما هاجر للمرة الأولى إلى الولايات المتحدة حيث لم يكن يجيد الإنجليزية، وعمل في مصنع براتب يقترب من الحد الأدنى للأجور.
ولفت إلى أن بعض المهاجرين اليمنيين في ديترويت يعملون في مصانع صغيرة عند وصولهم.
ونوه مرشح البلدية إلى أنّ الصراع داخل اليمن أضاف إلى التحديات الاقتصادية خلال الأعوام الأخيرة حيث تسبب في زيادة صعوبة سفر المهاجرين وتوصلهم مع ذويهم.
وفي وقت لاحق، التحق عثمان بمدرسة "هنري فورد"، ثم تخرج من جامعة "سيينا هايتس" بدرجة ليسانس في انظمة معلومات الحاسوب، قبل أن يحصل على درجة الماجستير من جامعة ديترويت في الأمن السيبراني.
كما يبرز اسم الأمريكي اليمني سعيد العواضي، البالغ من العمر 59 عاما، والمتخصص في مجال الضرائب ويعمل لدى المجموعة الأمريكية العربية للخدمات الاجتماعية ACCESS في قائمة المرشحين لانتخابات البلدية.
وقال العواضي معلقا على الفيضانات: "لا يمكننا الاستمرار في مشاهدة هذا الوضع مرارا وتكرارا. نحتاج إلى الشرف والنزاهة، والتيقن من حقيقة ما يحدث والتوصل إلى حل للمشكلة".
الأمريكي اليمني سعيد العواضي مرشح بلدية ديربورن (ديترويت فري برس)
وأعرب العواضي عن رغبته الشديدة في تقليص الضرائب التي تفرضها السلطات بمدينة ديربورن، والتي يصفها منتقدون بأنها تندرج تحت بند الأكبر بين نظرائها.
[..]
أما المرشح الرابع في القائمة المذكورة فهو زياد عبد الملك، والذي يملك شركة صغيرة يقوم بإدارتها.
ويبلغ عدد المرشحين على منصب رئيس البلدية 7 ليس من بينهم أي شخص من جذور يمنية.
ولم تختلف وجهة نظر المرشح الرابع زياد عبد الملك عن الثلاثي الأول من بني جلدته، حيث سبق له الترشح عام 2017 في انتخابات البلدية لكن النجاح لم يكن حليفه، وها هو يعاود الكرة مجددا هذا العام.
الأمريكي اليمني زياد عبد الملك مرشح بلدية ديربورن (ديترويت فري برس)
ونقلت "ديترويت فري برس" عن زياد عبد الملك إبان مشاركته في مظاهرة احتجاج أمام مقر بلدية ديربورن قوله: "لقد كنا سببا في وصول كل من في هذا المبنى إلى مناصبهم، ومن المؤكد أننا نستطيع إقصاءهم كذلك".
- التقرير كاملا بالإنجليزية: ديترويت فري برس الأمريكية
- ترجمة وتنقيح: مركز سوث24 للأخبار والدراسات