10-09-2021 الساعة 7 مساءً بتوقيت عدن
سوث24| نيويورك
أكد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، على أنّ السلام في اليمن لن يستمر بدون أن يكون للأصوات الجنوبية دورا في تشكيله، مشيرا إلى عدم إمكانية تجاهل آثار المظالم التي تعرّض لها الجنوبيون.
وقال هانز غروندبيرغ، خلال كلمته الأولى، التي ألقاها، الجمعة، أمام مجلس الأمن الدولي أنّ "الوضع في المحافظات الجنوبية يثير القلق الشديد أيضًا مع اندلاع العنف بشكل منتظم. وقد تدهورت الخدمات الأساسية والاقتصاد إلى حالة بائسة."
وقال غروندبيرغ أنّ "تنفيذ اتفاق الرياض لا يزال يواجه تحديات، ولا تؤدي الحكومة مهامها من عدن." مضيفا "في هذا السياق، لا يمكن تجاهل أثر النزاع على المظالم والمطالب المتنوعة في المحافظات الجنوبية." ومشددا على أنّ "السلام في اليمن لن يستمر على المدى البعيد إذا لم تلعب الأصوات الجنوبية دورًا في تشكيل هذا السلام على نحو مسؤول."
وردا على تصريحاته بشأن الجنوب، رحّب المجلس الانتقالي الجنوبي بهذا "التوجه".
وقال الممثل الخاص لرئيس المجلس للشؤون الخارجية، عمرو البيض، على تويتر "نؤكد بأنّ المجلس الانتقالي الجنوبي سيعمل سويا مع المبعوث الخاص، لتطبيق هذا التوجه فعلياً من خلال المراحل الأولى للعملية السياسية."
وفي خطابه أمام مجلس الأمن، قال المبعوث الأممي أن "بؤر المواجهة العسكرية تغيرت على مدار الوقت، وتناوب المتقاتلون على اتخاذ الأدوار الهجومية." مشيرا إلى أنه "منذ أوائل عام 2020، كان التركيز منصبًا على الهجوم المستمر الذي تشنه أنصار الله [الحوثيون] على محافظة مأرب، وهو الهجوم الذي حصد أرواح الآلاف من الشباب اليمنيين. ويعيش المدنيون هناك، بمن فيهم العديد من النازحين داخليًا الذين لجأوا إلى مأرب، في خوف مستمر من العنف ومن تجدد النزوح. لقد كانت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي واضحين في رسالتهم في هذا الصدد: يجب أن يتوقف هذا الهجوم."
وفي الحديدة، قال غروندبيرغ أنّ "الأعمال العدائية في المناطق الجنوبية من المحافظة تثير القلق بشكل خاص. وتواصل بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها) عملها الحيوي، بما في ذلك حث الأطراف على الالتقاء من خلال حوار مشترك لتحديد طريق مستدام للمضي قدمًا."
ووفقا لغروندبيرغ، يمتد النزاع في اليمن أيضًا ليعبر الحدود مهددًا الأمن الإقليمي والممرات المائية الدولية. وأعرب عن قلقه "بشأن استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية داخل المملكة العربية السعودية."
وقال غروندبيرغ انّ القتال يجب أن يتوقف، ولابد أن تكون هناك نهاية للعنف. وحث الجهات الخارجية على "تشجيع خفض التصعيد. ولابد أن تستند مشاركتهم على دعم تسوية سياسية يقودها اليمن." مشيرا إلى إن "استقرار اليمن وحلول السلام فيه هو ضرورة أساسية لاستقرار المنطقة بالكامل. "
مسائل سياسية معقدة
وقال غروندبيرغ أن خبرته في الملف اليمني تجعله "مدركًا وبشكل مؤلم لتعقيدات هذا النزاع. ومن المؤسف أن هذه التعقيدات تتضاعف مع طول فترة النزاع.".
وأقر غروندبيرغ من أنه "لن يكون من السهل تيسير استئناف عملية انتقال سياسي سلمية ومنظمة وتشمل الجميع، يقودها اليمن وتلبي المطالب والطموحات المشروعة للشعب اليمني، وفقًا للولاية الصادرة من هذا المجلس. ولن تكون هناك مكاسب سريعة.""
وقال غروندبيرغ أنّ "كل تفاصيل الحياة اليومية في اليمن بشكل أو بآخر بمسائل سياسية معقدة تتطلب حلاً شاملاً. لقد انقسمت مؤسسات الدولة، الأمر الذي أدى إلى عرقلة الاقتصاد، وأجبر المواطنين والشركات على التعامل مع متطلبات إدارية هائلة، بل ومتناقضة في كثير من الأحيان."
مضيفا "يجب أن يتم فتح الطرق للسماح بحركة الأفراد والسلع من وإلى تعز. ويجب أن يفتح مطار صنعاء أبوابه أمام الطيران التجاري. ولابد من تخفيف القيود المفروضة على استيراد الوقود والسلع عبر ميناء الحديدة."
وقال غروندبيرغ أنّ "عملية السلام متوقفة منذ فترة طويلة، حيث لم تناقش أطراف النزاع تسوية شاملة منذ عام 2016. وقد ترك هذا التوقف اليمنيين عالقين في حالة حرب لأجل غير مسمى، دون أن يكون هناك سبيل واضح للمضي قدمًا. لذا، يتحتم على أطراف النزاع أن تنخرط في حوار سلمي مع بعضها البعض بتيسير من الأمم المتحدة بشأن بنود تسوية شاملة، بحسن نية ودون شروط مسبقة."
وأضاف "لابد أن يشمل نهج الأمم المتحدة في إنهاء النزاع الجميع. ولتحديد أفضل السبل للمضي قدمًا، فإنني أعتزم تقييم الجهود السابقة وتحديد ما نجح منها وما لم ينجح والاستماع إلى أكبر عدد ممكن من الرجال والنساء اليمنيين. لابد أن يسترشد الطريق الذي سيتم اتباعه بتطلعات الشعب اليمني."
إشراك الجميع
وقال المبعوث الأممي إلى اليمن أنه سيبذل قصار الجهد "لضمان إشراك المرأة بشكل حقيقي"، والعمل "على تضمين منظور النوع الاجتماعي في جميع القضايا."
وأضاف "إننا ملتزمون أيضًا بالسعي نحو سلام مستدام يحمي كافة الحقوق على تنوعها بما يشمل الحقوق المدنية والسياسية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، سلام يضمن الحكم الرشيد ومؤسسات دولة تخدم المواطنين بإنصاف."
وشدد غروندبيرغ على محاولة "الجمع بين الفاعلين عبر خطوط النزاع وإشراك اليمنيين من جميع وجهات النظر السياسية والمكونات المجتمعية ومن كل أنحاء البلاد تحت رعاية الأمم المتحدة لمناقشة كيفية إيجاد أرضية مشتركة فيما بينهم وحل خلافاتهم من دون اللجوء إلى استخدام القوة."
وأعلن غروندبيرغ بأنه سيبدأ قريبا مشاوراته الأولى مع الجهات الفاعلة اليمنية والإقليمية والدولية. حيث سيسافر قريبًا إلى الرياض للقاء الرئيس هادي وأعضاء آخرين في الحكومة اليمنية. ويتطلع للاجتماع مع قيادات الحوثيين والجهات الفاعلة الأخرى في صنعاء، فضلاً عن الفاعلين السياسيين في جميع أنحاء اليمن، والالتقاء كذلك بزعماء إقليميين في الرياض ومسقط وأبو ظبي والكويت وطهران والقاهرة وغيرها.
غروندبيرغ هو المبعوث الرابع للأمم المتحدة إلى اليمن منذ اندلاع الأزمة في 2011، والخامس منذ حرب 1994 بين الجنوب والشمال. وأخفق جميع المبعوثين الأممين السابقين في إنجاز مهماتهم لحل الأزمة.
- مركز سوث24 للأخبار والدراسات
- الصورة: للمبعوث الأممي إلى اليمن، خلال جلسة مجلس الأمن اليوم، الجمعة (رسمي)
قبل 3 أشهر