22-09-2021 الساعة 6 مساءً بتوقيت عدن
سوث24| قسم الترجمات
تَعمد القوى المدعومة من جماعة الإخوان المسلمين في اليمن إلى تسهيل تقدم المتمردين الحوثيين وإحباط الجهود الرامية لجلب السلام في الدولة التي تمزقها الحرب.
هذا الأسبوع، ألقت تقارير إعلامية الضوء على الكيفية التي يقوم بها حزب الإصلاح، الموالي للإخوان المسلمين، بتسليم المواقع للمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، مما يمثل عقبة جديدة في سبيل إنهاء الحرب المستمرة في هذا البلد على مدار 7 سنوات منذ انطلاقها في عام 2014.
وفي ظل الطريق المسدود لعمليات القتال حول مدينة مأرب، زعم المتمردون الحوثيون تحقيق تقدم في محافظة شبوة والتي شهدت هروب القوات الحكومية، لا سيما مقاتلي حزب الإصلاح إلى العاصمة تاركين وراءهم أسلحتهم ومواقعهم للحوثيين.
ويعتري القلق المجلس الانتقالي الجنوبي وأطراف أخرى في جنوب اليوم إزاء أنشطة حزب الإصلاح لا سيما في جنوب الدولة العربية، حيث يلقون باللوم على الإخوان المسلمين بشأن زيادة تواجد إرهابيي القاعدة وداعش.
واشتدت الخصومة بين الإصلاح والمجلس الانتقالي الجنوبي في ظل مظاهرات تحمّل الإخوان المسلمين مسؤولية تدهور الوضع الأمني ومكاسب الأرض التي اغتنمها الحوثيون.
وأبدى المجلس الانتقالي الجنوبي اعتراضه على تحركات قوات حزب الإصلاح المدعومة من الإخوان في كل من شبوة وأبين حيث يراها الجنوبيون تتناقض مع اتفاق الرياض المبرم في أواخر عام 2019 بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
"بسبب أيديولوجيتهم، لا تتحلى الأحزاب التابعة للإخوان المسلمين أبدا بالوطنية، ولا يؤمنون بدولة أو بلد"
وتسببت تلك الفوضى التي تضرب الجنوب في تقويض جهود المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن الرامية لوقف الحرب وبدء المفاوضات، كما أنّ التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة السعودية حريص أيضا على إنهاء القتال والبدء في عملية سياسية. بيد أن المتمردين الحوثيين يرفضون بكل عند هذه الجهود.
وتبدو عناصر الإخوان المسلمين في اليمن المستفيد الرئيسي من هذا الجمود، حيث يستغلون ذلك لكسب النفوذ من خلال التنكر في صورة منصات خيرية تقدّم أموالا يتلقونها من مؤيديهم خارج اليمن. وفي نفس الوقت، تستغل جماعة الإخوان المسلمين مركزها داخل الحكومة اليمنية لمساعدة المتمردين الحوثيين.
وفضحت وسائل التواصل الاجتماعي علي محسن الأحمر، المنتمي لحزب الإصلاح، وأحد أعضاء الإخوان الرئيسيين في الحكومة، واتهمته بأنه "خائن لليمن".
وفي مقابلة مع قناة "عدن" هذا الأسبوع، قالت الباحثة ومحامية حقوق الإنسان الأمريكية إيرينا تسوكرمان إنّ زيادة وتيرة التهديدات الإرهابية في اليمن يرتبط بترسيخ عناصر الإخوان المسلمين أوضاعها داخل الحكومة اليمنية.
ويحظى علي محسن الأحمر بدعم بعض الفصائل السعودية التي تعتقد أن وجوده يمنح الحكومة الشرعية قاعدة شعبية أكبر داخل اليمن. وهكذا أصبح حزب الإصلاح قوة لوبي مهمة داخل الحكومة، لا سيما في أعقاب توقف الولايات المتحدة عن دعمها للتحالف العربي وفقا لتسوكرمان.
وأضافت: "في اليمن وكل مكان، لا تستطيع أن تُفصل الإخوان المسلمين عن القاعدة وغيرها من التنظيمات الإرهابية، إذ أنّ العديد من إرهابيي القاعدة جاءوا من صفوف الإخوان".
ويتفق في هذا الرأي الخبير السعودي عبد العزيز الخميس الذي قال في مقابلة مع الأهرام ويكلي: "صنّفت المملكة السعودية الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية، لكنها تتعامل مع حزب الإصلاح باعتباره أحد مكونات المشهد السياسي اليمني، حتى بالرغم من تعارض الاهتمامات بين الحزب والرياض".
واستطرد الخميس قائلا: "بسبب أيديولوجيتهم، لا تتحلى الأحزاب التابعة للإخوان المسلمين أبدا بالوطنية، ولا يؤمنون بدولة أو بلد. ورغم وجودهم داخل الحكومة، لكنهم لا يكترثون باليمن، إذ يمنحون ولاءهم للتنظيم الدولي للجماعة".
وأوضح الخميس: "إنهم يقسّمون أنفسهم إلى أجنحة: أحدها يحاول فرض الأوضاع على الأرض، بينما يحاول آخر داخل الحكومة التأثير عليها. بيد أن أهدافهم تختلف عن الحكومة الشرعية في اليمن وعن اليمنيين الجنوبيين. إنهم يستهدفون تحقيق منافع انتهازية في نهاية المطاف لتعزيز قبضتهم".
مثل هذه التطورات صعّبت بشكل متزايد إمكانية تحقيق انفراجة في مفاوضات السلام في اليمن كما أن "هناك حروب عديدة داخل الحرب في اليمن ترتبط مع بعضها البعض، بالإضافة إلى صراع القوة داخل الفصائل اليمنية الذي يقوّض أيضا جهود السلام"، وفقا لتسوكرمان.
وترى الباحثة الأمريكية أنّ هناك تأثيرين رئيسيين خطيرين يتمثلان في الدعم الإيراني للمتمردين الحوثيين، والدعم المالي الذي يقدمه التنظيم الدولي للإخوان المسلمين لحزب الإصلاح.
وفي وقت سابق من الحرب، تعاون الإصلاح مع المتمردين الحوثيين وقتما اجتاحوا أرجاء اليمن عام 2014. وكان الهدف الرئيسي للحزب آنذاك يتعلق بأمل مفاده أن الحوثييين إذا هيمنوا على الأمر سوف يردون الدين للإخوان المسلمين من خلال المشاركة في حكم البلاد.
"يمثل تخريب اتفاق الرياض أحد الأهداف الرئيسية لحزب الإصلاح"
وواصل الخميس في حواره مع الأهرام ويكلي: "أعتقد أن الإخوان المسلمين في اليمن سوف يواصلون السير في هذا الاتجاه. إنه جزء من طبيعتهم وأيديولوجيتهم. إنهم دائما خونة لأوطانهم".
وأردف الخبير السعودي: "إنهم أيضا كاذبون. حيث سبق للقيادي الإخواني الزنداني القول إن لديه 40 ألف مقاتل جاهزون للوقوف صفًا واحدا بجانب الحكومة الشرعية وقوات التحالف العربي، لكن لاحقا لم يكن هناك أي أحد، حيث سقطت كافة المواقع التابعة للإخوان بسهولة في أيدي المتمردين الحوثيين". في إشارة إلى تعاون حزب الإصلاح مع الحوثيين في مدينة تعز اليمنية القابعة تحت حصار المتمردين منذ بداية الحرب عام 2014.
وقام حزب الإصلاح بقمع المظاهرات المناوئة لهم في مدينة تعز كما فعلوا في شبوة الأسبوع الماضي.
ويمثل تخريب اتفاق الرياض الذي يصالح بين الحكومة الشرعية باليمن والمجلس الانتقالي الجنوبي أحد الأهداف الرئيسية لحزب الإصلاح. وإذا نجح في تحقيق هذا المأرب، سيمنح ذلك الحزب الإخواني المزيد من النفوذ داخل الحكومة، ويسهل جهود تسخير الجماعات الإرهابية في جنوب اليمن.
وسوف يؤدي ذلك بشكل غير مباشر إلى مساعدة الحوثيين في قضيتهم، ويعقّد على نحو متزايد الجهود الأممية والأمريكية والسعودية لإنهاء الحرب في اليمن والبدء في عملية سياسية تجلب السلام لهذا البلد المُدَّمَر.
- المصدر بالإنجليزية: مجلة الأهرام ويكلي المصرية الأسبوعية | أحمد مصطفى
- ترجمة: مركز سوث24 للأخبار والدراسات (الآراء الواردة في هذه المقالة، تعكس رأي المؤلف)
قبل 13 يوم