10-10-2021 الساعة 6 مساءً بتوقيت عدن
سوث24| قسم الترجمات
مؤخرا، أثناء مناورات بحرية عسكرية مشتركة بين السعودية وباكستان، استطاعت الطائرات المقاتلة F-15SA التابعة للقوات الجوية الملكية السعودية إظهار إمكانيات غير مألوفة تتمثل في استهداف سفن حربية باستخدام صواريخ هاربون طراز AGM-84 المضادة للسفن.
وعلاوة على ذلك، أظهرت القوات الجوية الملكية السعودية قدرتها على ضرب مثل هذه الأهداف من مسافات معتبرة، حيث تقطع الطائرات إف- 15 المزودة بصواريخ هاربون رحلات بدون توقف من المملكة السعودية إلى موقع قبالة ساحل باكستان بدعم من الناقلات.
وشهدت المناورة الباكستانية/السعودية، تحت مسمى "نسيم البحر 13" والتي بدأت الأحد الماضي مشاركة أحدث طرازات الإيجل التابعة للقوات الجوية الملكية السعودية.
وتمثل هذه المرة الأولى التي تشارك فيها تلك الطائرات السعودية، التي تتمركز في مدينة الظهران على ساحل الخليج العربي في مناورات نسيم البحر. ويظهر الفيديو الرسمي التالي تدمير هدفين على الأقل بالرغم من إمكانية استهدافها أيضا عبر صواريخ مضادة للسفن بواسطة البحرية الباكستانية، أو بواسطة سفن تابعة للقوات البحرية الملكية، أو من خلال طائرات الهليكوبتر في نفس التدريب.
وبالرغم من أن F-15SA وغيرها من الطرز المتطورة لطائرات F-15E" سترايك إيجل" الأمريكية تشتهر بقدرتها على حمل مجموعة واسعة النطاق من الذخائر دقيقة التوجيه وغيرها، لكن ليس من المألوف رؤية الطائرة وهي تحمل صواريخ هاربون المضادة للسفن. وفي الحقيقة، بخلاف كوريا الجنوبية، تعد المملكة السعودية هي الوحيدة التي دمجت صواريخ هاربون على طائراتها الإيجل. بيد أن قطر أيضا تشتري الصواريخ المدمرة للسفن من أجل أسطول طائرات F-15QA.
وتم الكشف عن خطط دمج صواريخ هاربون على الطائرة F-15SA عام 2016 حيث جرى تنفيذ هذا العمل بواسطة شركة "بوينج" بموجب عقد يرتبط بـ "قيادة الأنظمة الجوية البحرية"(NAVAIR).
الجدير بالذكر أن الصاروخ المشارك في المناورة العسكرية من طراز AGM-84L Harpoon Block II، وهو الإصدار الحالي من السلاح الذي تنتجه بوينج. وقبل هذا العقد، طلبت المملكة السعودية شراء 400 AGM-84L في إطار صفقة أسلحة أكبر نطاقًا بقيمة تناهز 6.8 مليار دولار.
ثمة طلب شراء آخر أكثر حداثة ارتبط بشركة بوينج من خلال "قيادة الأنظمة الجوية البحرية" حيث شمل إنتاج 402 صاروخ Harpoon Block II لصالح المملكة السعودية بالرغم من أنه ربما يشمل أيضا إصدارات صواريخ أرضية.
وتتضمن AGM-84L حزمة نظام توجيه ملاحي مدمجة تعمل بتقنيتي جي بي إس والقصور الذاتي مما يوفر تحديثات دقيقة في منتصف الطريق لتحسين مستوى الدقة. ودُمجت هذه التكنولوجيا مع صاروخ هجوم مواجهة أرضية موسع الاستجابة المعروف اختصارا باسم SLAM-ER) الذي يعد فيه حد ذاته أحد مشتاق هاربون" ويختص بالهجوم الأرضي. أما الخصائص الأخرى للصاروخ SLAM-ER فتتواجد في AGM-84L بما في ذلك حاسوب المهمات والبرمجيات "السوفت وير".
وبخلاف ذلك، ثمة خاصية رئيسية في AGM-84L تتمثل في وجود باحث راداري نشط من أجل توجيه المحطة، ورأس حربية شديدة الانفجار وزنها 500 رطل. وحدثت البرهنة على تلك التأثيرات مرارا وتكرارا خلال تمرين الغطس أو "SINKEX" على غرار ما تستطيع رؤيته هنا . ويبلغ مدى الصاروخ نحو 75 ميلًا.
زوج من طائرات F-15SA التابعة للقوات الجوية الملكية السعودية والمزودة في كل منهما بصواريخ هاربون طراز AGM-84L (@MBKS15/VIA TWITTER)
ومع وجود غرماء إقليميين مثل إيران التي تمارس أنشطة بحرية عسكرية مكثفة في الخليج العربي وأبعد من ذلك، يبدو الطلب السعودي بشأن الحصول على إمكانيات مناهضة للسفن واضحًا.
وعبر الخليج العربي فقط، تواجه السعودية تهديدًا من كل من البحرية الإيرانية وقوات الحرس الثوري الموازية. في حين أن هذه القوات تشمل أعدادًا كبيرة من الزوارق الهجومية الصغيرة السريعة في الشاطئ، فضلاً عن الغواصات وشبه الغواصات، فإنها تتميز أيضًا بطرادات مسلحة بالصواريخ وحتى سفينة استكشافية والتي يمكن أن تكون أهدافًا محتملة لأسلحة مضادة للسفن أقوى مثل "هاربون".
وفي واقع الأمر، ورغم الجهود الملحوظة للغاية لشراء طائرات F-15SA وتحديث أسطول طائرات F-15S، لكن المملكة السعودية استثمرت بشكل ضخم في إمكانياتها البحرية. وبشكل عام، سوف يتم تعزيز ذلك من خلال مبيعات أسلحة أمريكية كبرى جرى الموافقة عليها أثناء إدارة ترامب السابقة تتضمن 4 سفن قتالية متعددة المهام السطحية (MMSC) والتي تستند إلى استنادًا إلى طراز "فريدوم" التابع للبحرية الأمريكية لسفن القتال الساحلية (LCS). ومن المقرر أن يتم تزويد ذلك أيضا بصواريخ مضادة للسفن طراز "هاربون" في أحد الاختلافات الرئيسية بينها وبين فئة "فريدوم" الأصلية.
رسم توضيحي يصور السفينة المقاتلة متعددة المهام التي ما تزال في طور البناء لصالح البحرية السعودية الملكية (LOCKHEED MARTIN)
وجزئيًا، يأتي هذا في سياق جهود تستهدف تحديث وتوسيع نطاق البحرية الملكية السعودية صغيرة النطاق نسبيا مما يجعلها في وضع أفضل ليس فقط في مواجهة التهديدات الإقليمية مثل إيران والمتمردين الحوثيين في اليمن الموالين لطهران الذين ينشطون بحرًا أيضا بشكل واضح، ولكن أيضا بهدف إبراز القوة خارج منطقة الشرق الأوسط.
وفي ذات الأثناء، استطاعت المملكة السعودية إنشاء أسطول بحري قوي يتألف من فرقاطات وزوارق مراقبة صغيرة تحصلت عليها من الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة وبلدان أخرى.
ونظرا لأن امتلاك القدرة على شن ضربات مناهضة للسفن من الجو لا يوفر فقط إمكانيات هجومية إضافية لدعم مهام السفن الحربية، لكنه يستهدف أيضا حمايتها. وفي الماضي، أرادت الرياض شراء طائرة دوريات بحرية طراز P-8A Poseidon بهدف تعزيز إمكانيات المراقبة لديها في المنطقة والتي يمكن كذلك تزويدها بصواريخ "هاربون".
إطلاق صاروخ "هاربون" من طائرة F-15SA أثناء مناورات نسيم البحر الثالثة عشر (YOUTUBE SCREENCAP)
ومن خلال إظهار القدرة على مهاجمة أهداف بحرية أبعد من نطاق الخليج العربي، تظهر القوات الجوية الملكية السعودية والجيش السعودي ككل قدرتها على مضاهاة الجهود الإيرانية لاستخدام القوة خارج مناطق العمليات التقليدية. وعلى سبيل المثال، عملت السفن الحربية الإيرانية في شرق البحر المتوسط والمحيط الهندي، بل أنها خاضت مغامرات في أماكن أبعد أمثال جنوب أفريقيا وبحر البلطيق عبر القناة الإنجليزية.
وبالإضافة إلى تأمين نقطتي الشحن المختنقتين القريبتين من المملكة، تطالب الإستراتيجية البحرية السعودية أيضا بشكل متزايد بالحفاظ على تواجد قوي ومستمر في الخليج العربي، والبحر العربي، وخليج عدن والبحر الأحمر. وبالنسبة للعمليات في البحر العربي، تعد باكستان حليفا هاما كما يتضح في تدريبات نسيم البحر 13.
وشهدت هذه المناورات ممارسة قوات البلدين تدريبات بحرية أمنية مشتركة فيما وصفته البحرية الباكستانية بـ "مجالات حربية تقليدية وغير تقليدية"، كما أطلقت السفن الحربية التابعة للقوات البحرية في كل من الدولتين صواريخ مضادة للسفن، بالإضافة إلى مشاركة طائرات هليكوبتر تابعة للبحرية الباكستانية والبحرية الملكية السعودية.
صاروخ هاربون قبل لحظات من إصابته الهدف البحري (YOUTUBE SCREENCAP)
هدف آخر تم تدميره بواسطة صاروخ هاربون (YOUTUBE SCREENCAP)
ورغم أن باكستان والمملكة السعودية يرتبطان بتعاون عسكري وطيد طويل الأمد، ينبغي ملاحظة أن البحرية الباكستانية خاضت تدريبات مشتركة مع نظيرتها إيران في وقت سابق هذا العام.
وبغض النظر عن استخدامه في المياه القريبة من المملكة أو البعيدة عنها، فإن دمج إمكانيات الصاروخ هاربون داخل أسطول طائرات F-15SA يمثل للسعودية وسيلة قوية للغاية لتنفيذ هجمات مستمرة مضادة للسفن، بما يعزز جهود التحديث الأوسع نطاقا التي تجريها السعودية.
- موقع “ذا درايف” المهتم بالشؤون الدفاعية والعسكرية والمحركات، النص الأصلي
- معالجة إلى العربية: مركز سوث24 للأخبار والدراسات
- الصورة الريسية: الطائرات السعودية "إف 15 سترايك إيجلز" (@MBKS15/VIA TWITTER)