28-11-2021 الساعة 4 مساءً بتوقيت عدن
سوث24 | ترجمات
قالت دراسة حديثة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، يوم الثلاثاء الماضي، إنّ اليمن الذي مزقته الحرب وضمن أفقر دول العالم، يمكن أن ينتعش إذا انتهى الصراع الآن، وأنه قد يحقق نموا اقتصاديا يصل 450 مليار دولار منتصف القرن الجاري.
وكان اليمن قد غرق في سبع سنوات من القتال بين تحالف تقوده السعودية لدعم الحكومة وبين المتمردين الحوثيين، مما تسبب في أسوأ أزمة إنسانية وتنموية في العالم وترك البلاد على شفا المجاعة.
ويبعث التقرير أملا بأنّ كل شيء لم يضيع، وأنه يمكن القضاء على الفقر المدقع في غضون جيل، أو بحلول عام 2047، إذا توقف القتال.
مستقبل أكثر إشراقا
وقال مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أكيم شتاينر: "تقدم الدراسة صورة واضحة لما يُمكن أن يبدو عليه المستقبل بسلام دائم بما في ذلك فرص جديدة ومستدامة للناس".
ووفقًا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تسببت الحرب الوحشية في اليمن بالفعل في فقدان البلاد 126 مليار دولار من النمو الاقتصادي المحتمل.
وقدّر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أوتشا، أن 80 في المائة من السكان، أو 24 مليون شخص، يعتمدون على المساعدة ومساعدات الحماية، بما في ذلك 14.3 مليون في حاجة ماسة لها.
ومن خلال النمذجة الإحصائية التي تحلل السيناريوهات المستقبلية، يكشف التقرير كيف أن تأمين السلام بحلول يناير 2022، إلى جانب عملية التعافي الشاملة، يُمكن أن يساعد في عكس الاتجاهات العميقة للفقر ورؤية وصول اليمن إلى فئة الدخل المتوسط بحلول عام 2050.
علاوة على ذلك، تزعم الدراسة بأنه يمكن خفض سوء التغذية إلى النصف بحلول عام 2025، ويمكن للبلاد أن تحقق 450 مليار دولار من النمو الاقتصادي بحلول منتصف القرن.
تمكين المرأة أمر بالغ الأهمية
وأشارت الدراسة إلى أهمية التركيز والاستثمار على مجالات مثل الزراعة والحوكمة الشاملة وتمكين المرأة.
وأكد أووك لوتسما، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، على أهمية معالجة ما أسماه "عجز التنمية العميق" في البلاد، مثل عدم المساواة بين الجنسين.
وقال لموقع أخبار الأمم المتحدة، قبل إطلاق التقرير: "أعتقد أنه من العدل أن نقول إن اليمن، بغض النظر عن مؤشر النوع الاجتماعي، فهو دائمًا في القاع".
"لذا، فإن جلب النساء إلى الحظيرة، وجعلهن جزءًا من القوى العاملة، وتمكين المرأة حقًا أيضًا للمساهمة في تعافي وإعادة بناء اليمنيين سيكون أمرًا مهمًا للغاية".
وتم تنفيذ التقرير من قبل مركز فريدريك إس باردي للعقود الآجلة الدولية بجامعة دنفر بالولايات المتحدة، وهو التقرير الثالث في سلسلة تم إطلاقها في عام 2019.
في أثناء تحديد مكاسب السلام المحتملة، فإنه يوفر أيضًا مسارات مستقبلية قاتمة في حالة استمرار الصراع حتى عام 2022 وما بعده.
وعلى سبيل المثال، يتوقع المؤلفون أن 1.3 مليون شخص سوف يفقدون أرواحهم إذا استمرت الحرب حتى عام 2030. علاوة على ذلك، فإنّ نسبة متزايدة من هذه الوفيات لن تكون بسبب القتال، ولكن بسبب التأثيرات على سبل العيش وأسعار الغذاء وتدهور الصحة، التعليم والخدمات الأساسية.
وقال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إنه لا يوجد وقت نضيعه، ويجب تطوير خطط دعم التعافي بشكل مستمر حتى مع احتدام القتال.
مخاوف خطيرة في مأرب
في غضون ذلك، يشعر العاملون في المجال الإنساني التابع للأمم المتحدة بقلق بالغ بشأن سلامة المدنيين في محافظة مأرب شمال اليمن، والتي يقطنها نحو مليون نازح.
وحذرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أنه مع اقتراب خطوط المواجهة من الصراع من المناطق المكتظة بالسكان في المنطقة الغنية بالنفط، فإن هذه الأرواح في خطر.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية، شابية مانتو، إن الوصول إلى المساعدات الإنسانية أصبح أكثر صعوبة.
"الضربات الصاروخية بالقرب من المواقع التي تأوي النازحين تسبب الخوف والذعر. تم الإبلاغ عن الحادث الأخير في 17 نوفمبر عندما انفجرت قذيفة مدفعية، دون وقوع إصابات، بالقرب من موقع قريب من مدينة مأرب. وأوضحت أن فرق المفوضية تشير إلى وجود قتال عنيف في الجبال المحيطة بالمدينة ويمكن سماع أصوات الانفجارات والطائرات ليل نهار ".
وحذرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أنّ زيادة تصعيد النزاع لن تؤدي إلا إلى زيادة ضعف الناس في مأرب، وتدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في اليمن.
- المصدر: الأمم المتحدة
- عالجه للعربية: مركز سوث24 للأخبار والدراسات
- الصورة: فتاة تحمل طفلاً في مخيم مؤقت لليمنيين فروا من القتال في قرية حيس بمحافظة الحديدة الغربية، 19 نوفمبر 2021 (ا ف ب)