07-12-2021 الساعة 3 مساءً بتوقيت عدن
سوث24| عدن
أصدر الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، الاثنين، قرارات قضت بتعيين إدارة جديدة للبنك المركزي اليمني، وتغيير الإدارة السابقة التي تواجه تُهماً بالفساد والفشل.
وقضت القرارات بتعيين أحمد بن أحمد المعبقي محافظاً للبنك، بدلاً عن أحمد الفضلي، ومحمد عمر باناجة نائباً له، بدلاً عن شكيب حبيشي.
كما كلف قرار جمهوري آخر الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة لمراجعة أعمال البنك المركزي اليمني.
وجاءت قرارات هادي عقب ساعات من اجتماع لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن، دعت فيه السعودية لـ "الضغط لتصحيح آليات عمل البنك المركزي، واختيار قيادة نزيهة له". (1)
وطالبت رئاسة الانتقالي حكومة المناصفة برئاسة معين عبد الملك بتوضيح من يعرقلون عمل الحكومة، و"يدفعون بالأوضاع نحو الهاوية".
وأكَّدت الهيئة على ضرورة تدخل التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن لإلزام الحكومة المُعترف بها دولياً بتحمل واجباتها، وتقديم الدعم العاجل لوقف انهيار العملة المحلية.
وكانت مصادر سياسية قد أخبرت "سوث24" مساء أمس، أنَّ قرار تعيين إدارة جديدة للبنك المركزي تم بالتوافق بين قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، والرئاسة اليمنية.
وبارك المجلس الانتقالي قرارات هادي، صباح الثلاثاء. وقال المتحدث الرسمي للمجلس، علي الكثيري، إنَّ هذه القرارات "تمت بالتوافق بين الانتقالي ورئاسة الشرعية".
وأشار الكثيري إلى أنَّ المجلس الانتقالي "سعى لتغيير مجلس إدارة البنك المركزي بما يوطد الاستقرار الاقتصادي ويوقف انهيار العملة".
وكانت عملة الريال اليمني قد شهدت أكبر انهيار تاريخي لها خلال الفترات الأخيرة، وتدنت قيمة الريال إلى 1750 ريالاً لكل دولار أمريكي، بينما كانت قيمة الدولار لا تتخطى 612 في ديسمبر 2019.
وانعكس الانهيار الاقتصادي في محافظات جنوب اليمن بشكل مأساوي على الأسعار، لا سيَّما أسعار المواد الغذائية الأساسية، والتي ارتفعت بنسب تجاوزت 300%.
وسبب ارتفاع الأسعار وتردي الوضع المعيشي بتفجير غضب شعبي في محافظات الجنوب طيلة الأشهر الماضية، نتج عنه تظاهرات شعبية غاضبة في عدن والمكلا، كبرى المدن الجنوبية.
انعكاسات القرارات
وحول قرارات الرئيس اليمني بشأن البنك المركزي، لفت الخبير الاقتصادي ماجد الداعري، لـ "سوث24"، أنَّ هذه القرارات "يجب أن يلحقها دعم مالي دولي أو وديعة مالية إنقاذيه لإعادة تكوين احتياطي بنكي".
وقال الداعري أنَّ هذه القرارات "جيَّدة إجمالاً وجاءت اضطرارية تحت تأثير كارثة انهيار العملة والضغط الشعبي"، لكنَّه اعتبرها "متأخرة كثيراً بعد استفحال الأزمة الاقتصادية".
وأكَّد الداعري على أهمية "توقيت الدعم المالي المرتقب للبنك المركزي، ليلحق التحسن المستمر لصرف الريال"، وأشار الداعري إلى وجود معلومات لديه بتلقي محافظ البنك الجديد وعوداً بذلك من التحالف العربي.
وإلى ذلك، اعتبر رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، مصطفى نصر، في رده على تساؤلات لـ "سوث24" أنَّ "الأهم من خطوة تعيين الإدارة الجديدة هو دعمها لتنجح في كبح انهيار العملة، وتغيير السياسة النقدية".
وأشار نصر إلى أنَّه "في ظل عدم استئناف تصدير النفط والغاز بقدرة تشغيلية عالية، وتحسين الأوعية الإيرادية، وتسليم مرتبات القطاع المسلح عبر البنك، سيكون من الصعب تحقيق خطوات للأمام".
واتفق نصر مع الداعري على أهمية تقديم الدعم الخارجي للبنك المركزي "في ظل حالة الشلل بالعديد من القطاعات الاقتصادية".
الوديعة السعودية
ورجحت مصادر اقتصادية لـ "سوث24" أن تمهّد قرارات تعيين إدارة جديدة للبنك المركزي لوديعة مالية مرتقبة ستقدمها المملكة العربية السعودية..
وكان الرئيس اليمني هادي، المقيم بالرياض، قد سلَّم السفير السعودي، محمد آل جابر، في 5 ديسمبر الجاري، رسالة لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، تتصل بالأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها اليمن، بحسب وكالة "سبأ". (2)
وكانت السعودية قد قدمت وديعة سابقة بقيمة 2 مليار دولار أميركي، في مارس 2018، أظهرت تقارير أممية عمليات فساد طالتها، اشترك فيها مسؤولون بارزون بالحكومة اليمنية ومجموعات تجارية معروفة.
ويرجّح أن تكون اشتراطات مسبقة وضعتها القيادة السعودية على الرئاسة اليمنية بتغيير إدارة البنك المركزي اليمني قبل أي وديعة جديدة، ساهمت في صدور القرارات الأخيرة، بالإضافة لضغط المجلس الانتقالي الجنوبي والاحتجاجات الشعبية.
- مركز سوث24 للأخبار والدراسات
- الصورة: الرئيس اليمني هادي يسلَّم السفير السعودي رسالة لولي العهد السعودي 5 ديسمبر 2021 (رسمي)