10-12-2021 الساعة 12 مساءً بتوقيت عدن
سوث24 | أبوظبي
حذّر مسؤول إماراتي بارز من "الفراغ" والتصعيد الذي سينتج إذا ما انسحبت الولايات المتحدة من منطقة الشرق الأوسط. مشيرا إلى أنّ واشنطن هي "الحليف الاستراتيجي الأول" لأبوظبي.
وقال الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي الشيخ خليفة، أمس الخميس، أنّ الإمارات تأمل في أن تنجح المحادثات النووية الجارية في فيينا بين إيران والقوى العالمية، وترغب في رؤية عملية متابعة للحوار الإقليمي.
وقال الدكتور قرقاش، في حديثه إلى معهد دول الخليج العربية في واشنطن، عالجه للعربية مركز سوث24: "لدينا أعيننا على عملية خطة العمل الشاملة المشتركة"، الاسم الرسمي للاتفاق النووي مع إيران.
ووفقا لما نقلته عنه صحيفة ذا ناشنال الإماراتية، الناطقة بالإنجليزية، قال المسؤول الإماراتي: "نريد أن نرى عملية ناجحة (.) ولكننا نأمل أن تؤدي هذه العملية أيضا إلى نوع من الاتفاق على حوار يشارك فيه المزيد من البلدان، وهذا المسار في حد ذاته سيساعد أيضا في ترسيخ هذه الرؤية بأننا [الإمارات] نحاول نشر الاستقرار والازدهار في المنطقة".
ولم يؤيد الدكتور قرقاش فرض عقوبات إضافية على إيران إذا فشلت المحادثات، مشيرا إلى "وجود عقوبات كافية بالفعل"، وفقا للصحيفة.
وفى وقت سابق الخميس ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أنّ الولايات المتحدة تدرس تشديد العقوبات الاقتصادية إذا لم يتم التوصل إلى حل وسط فى فيينا.
لذا يعتبر قرقاش أنّ "الدبلوماسية هي الطريق إلى الأمام، لكن في الوقت نفسه ليس لدينا الكثير من الوقت لأنّ هناك قلقا حقيقيا (.) حول ما يحدث على الجانب النووي"، داعيا إيران إلى إظهار المزيد من المرونة في المحادثات.
وقال المسؤول الإماراتي الرفيع المستوى أنّ طهران يُمكن أن تفعل المزيد بشأن القضايا الإقليمية، خاصة عندما يتعلق الأمر بوقف إطلاق النار في اليمن.
وقال "من كل ما نسمعه، هناك ضغط إيراني ضئيل جدا على الحوثيين من أجل وقف إطلاق النار".
ومع وجود جو جديد من الحوار في المنطقة، ينبغي على إيران أن تعترف بـ "البيئة الجديدة وأن تكون أكثر إنتاجية في المنطقة، سواء كان هذا الموقف في اليمن أو ما إذا كان في لبنان والعراق".
تحذير من الفراغ
وأشاد الدكتور قرقاش بالعلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة، واصفا واشنطن بأنها "الحليف الاستراتيجي الأول" لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وبالنسبة لموقف الولايات المتحدة فى الشرق الاوسط قال أنه يتعين على واشنطن أن تسعى جاهدة لتحقيق توازن بين تمكين حلفائها الإقليميين من العمل معا مع تجنب الصراعات الطويلة.
وقال "ليس لدينا مصلحة في توريط أميركا في نزاع آخر مثل افغانستان والعراق (.) ليس لدينا مصلحة في مواصلة حرب طويلة أخرى في المنطقة - في الواقع، مصلحتنا هي محاولة تجنبها بأي ثمن، حتى من خلال محاولة إيجاد وضع متوتر".
مقابل ذلك حذّر المسؤول الإماراتي من عواقب وخيمة إذا ما انفصلت الولايات المتحدة عن الشرق الأوسط - وهو احتمال يعتبره غير محتمل.
وقال "إذا قررت الولايات المتحدة الانسحاب كليا من المنطقة (. .) وهذا يعني أنّ الشاغلين اللذين لدينا سيكونان إشكاليين: أحدهما هو [خلق] فراغات والآخر هو التصعيد.نحن بحاجة إلى تجنب الفراغات ونحتاج إلى تجنب التصعيد".
وأعرب قرقاش عن قلق الإمارات ازاء تزايد المنافسة الامريكية الصينية.
وقال "نحن قلقون من وجود خط رفيع بين هذه المنافسة الحادة والحرب الباردة الجديدة. ونحن كدولة صغيرة سنتأثر سلباً بهذا الامر، بيد أننا لن تكون لدينا القدرة على التأثير على هذا بأي شكل".
الدكتور قرقاش سبق وصاغ المبادرات الدبلوماسية التي قدمتها الإمارات العربية المتحدة إلى تركيا وإيران وسوريا ودول مجلس التعاون الخليجي وإسرائيل كجزء من إعادة ضبط جريئة لنهجها تجاه القضايا الإقليمية. ويرى أنه "من المهم إدارة هذه الخلافات ووجهات النظر المتباينة ودعم مجالات التعاون الأخرى".
وكان ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، قد زار الإمارات الأربعاء والتقى ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، خلال جولة خليجية شملت عمان وقطر والبحرين وكذلك الكويت.
وكانت الإمارات العربية المتحدة قد وقّعت مع فرنسا، الجمعة الماضية، اتفاقية لشراء 80 طائرة مقاتلة من طراز رافال، حسبما أعلنت الرئاسة الفرنسية في بيان، وذلك خلال زيارة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى دبي في بداية جولة خليجية سريعة، كما وقّعت أبوظبي اتفاقية لشراء 12 طائرة مروحية من طراز "كاراكال".
- المصدر: مركز سوث24 ، ذا ناشنال
- الصورة: ذا ناشنال
قبل 13 يوم