الإمارات تسأل غروندبرغ: متى سينتهي استرضاء هذه «الجماعة الإرهابية»؟

الإمارات تسأل غروندبرغ: متى سينتهي استرضاء هذه «الجماعة الإرهابية»؟

التقارير الخاصة

الأربعاء, 16-02-2022 الساعة 10:51 صباحاً بتوقيت عدن

سوث24 | نيويورك  

بعد  أسابيع من التصعيد العسكري الذي امتد إلى ما وراء حدود اليمن إلى الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، حذّر مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، في كلمة له أمام مجلس الأمن الدولي، أمس، من أنّ الصراع هناك قد يخرج عن نطاق السيطرة، وأعلن عن إطار جديد متعدد المسارات يهدف إلى تقريب الأطراف المتحاربة من تسوية سياسية.

وقال هانز غروندبرغ، المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، وهو يروي أسابيع من الاشتباكات العنيفة: "يجب أن يكون واضحا للجميع مدى ارتفاع المخاطر. وشملت تلك الهجمات تزايد هجمات [الحوثيين] على أهداف خارج اليمن. وأشار إلى أنّ النزاع قد يخرج عن نطاق السيطرة ما لم تبذل جهود جادة على وجه السرعة، وأشار أيضا إلى زيادة مثيرة للقلق في الغارات الجوية على المناطق السكنية والبنية التحتية المدنية في مدينتي صنعاء والحديدة.

وقال غروندبرغ أنّ لديه "خطة إطارية لدفع الأطراف نحو تسوية سياسية شاملة للجميع - مع مواصلة استكشاف الخيارات الرامية إلى تسريع وتيرة خفض التصعيد." وأضاف "من خلال هذه العملية، يمكن معالجة مصالح الأطراف المتحاربة في سياق أجندة يمنية أوسع على المسارات الثلاثة للمسائل السياسية والأمنية والاقتصادية". وكجزء من هذه الجهود، سيبدأ سلسلة من المشاورات الثنائية المنظمة التي تشمل الأطراف المتحاربة والأحزاب السياسية وآخرين.

من ناحيته أعرب مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية عن قلق المبعوث الخاص إزاء التصعيد الحاد والخطير الذي استمر ستة أسابيع. وقد أبلغ عن وقوع أكثر من 650 ضحية في صفوف المدنيين في كانون الثاني/يناير، وهو أعلى عدد من الضحايا منذ ثلاث سنوات على الأقل.

وفي الوقت نفسه، اعتبر غريفيث إنّ تضاؤل التمويل لا يزال أكبر عقبة أمام المجتمع الإنساني في اليمن. وقال انه من المرجح أن يتوقف نحو 8 ملايين شخص بدأوا في تلقي حصص غذائية محدودة من برنامج الأغذية العالمي بحلول آذار/مارس. ووصف هذه التخفيضات بأنها غير مسبوقة، وحث المانحين على العطاء بسخاء في حدث المانحين المقبل لليمن في 16 آذار/مارس. وشدد على أنه "لا يمكننا أن ندع عملية الإغاثة في اليمن تنهار".

اتفاق لنقل نفط صافر 

كما أعلن مارتن غريفيث عن "التقدم الأخير في الجهود الرامية إلى حل قضية قضية ناقلة النفط الصافر بما في ذلك اتفاق مبدئي على اقتراح منسق من الأمم المتحدة لنقل النفط الى سفينة أخرى". لكنه لم يعط مزيدا من التفاصيل حول العملية أو موعد نقلها.

وقبل عشرة أيام، أشارت الأمم المتحدة إلى أن المناقشات الإيجابية بين مسؤولي الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين شهدت حرص الجانبين على إيجاد حل طارئ لتجنب حدوث تسرب كارثي، وفقا لفرانس برس.

وقال إعلام الأمم المتحدة أنّ الكثيرين في مجلس الأمن حثوا الأطراف المتحاربة في اليمن على وقف نيرانها على وجه السرعة وإنهاء جميع أعمال العنف. وأدان العديد منها الهجمات الأخيرة التي شنتها جماعة الحوثيون، على المنشآت المدنية في جميع أنحاء المنطقة. وذهب بعض المندوبين إلى أبعد من ذلك، واصفين جهود الأمم المتحدة للتفاوض على تسوية سلمية بأنها غير كافية، وحذروا من استمرار استرضاء الحوثيين، وهي جماعة ترفض المشاركة بشكل تعاوني مع المبعوث الخاص وفريقه.

وندد مندوب الولايات المتحدة، بالهجمات التي تشنها ميليشيات الحوثيين. وعلى الرغم من إدانة المجلس، أشار إلى أن الحوثيين يواصلون السيطرة على المجمع المستخدم رسميا كسفارة للولايات المتحدة. وحث جميع الأطراف على تخفيف التصعيد والمشاركة في عملية سلام تقودها الأمم المتحدة، ودعاهم أيضا إلى التعاون مع المبعوث الخاص.

ودعا ممثل الصين، إلى خفض التصعيد على وجه السرعة، مدينا الهجمات الأخيرة على المنشآت المدنية في جميع أنحاء المنطقة، وأعرب عن دعمه للجهود التي تبذلها الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية لحماية مواطنيهما. وفي هذا الصدد، رحب بالخطط الجديدة التي حددها المبعوث الخاص ودعا جميع الأطراف إلى التعاون مع مكتبه دون شروط مسبقة. 

استمرار الفشل 

غير أن مندوبة الإمارات العربية المتحدة أكدت أن الإحاطات الإعلامية التي قيلت اليوم لا تؤكد إلا استمرار فشل العملية السياسية تحت قيادة الأمم المتحدة.

وأضافت "بعد تعرض البنية التحتية المدنية لدولة الإمارات العربية المتحدة لهجمات إرهابية أودت بحياة مدنيين أبرياء، لا يسعنا إلا أن نسال السيد غروندبرغ: متى سينتهي استرضاء هذه الجماعة الإرهابية؟ " وأكدت من جديد على حق بلادها السيادي في حماية أراضيها وشعبها، ودعت إلى مزيد من الضغط على الحوثيين في شكل عقوبات إضافية، وقطع مصادر التمويل وفرض حظر بحري عليها. 

وقال ممثل اليمن إنه في الوقت الذي تواصل فيه حكومته التعامل مع المبعوث الخاص، رفض الحوثيون مقابلته، مما أعاق الجهود الرامية إلى تحقيق السلام. وفي إشارة إلى تدخل إيران في اليمن وفي جميع أنحاء المنطقة، قال إن الجماعة انتهكت حظر الأسلحة الذي فرضه المجلس، واختطفت سفينة شحن ترفع علم الإمارات العربية المتحدة واستخدمت صواريخ باليستية وطائرات دون طيار لمهاجمة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. 

من ناحيته قال المندوب الروسي، ديمتري أ. بوليانسكي، إنّ "التصعيد الجديد للعنف يمثل تهديدا للأمن الإقليمي وحث جميع الأطراف على احترام القانون الإنساني الدولي". وأضاف بأنّ "الاتحاد الروسى سيواصل حث الأطراف على تبنى أسلوب التسوية." واعترافا بالدور المحوري الذي تضطلع به الأمم المتحدة والمبعوث الخاص في هذه العملية، أعرب "عن تأييده للجهود الرامية إلى صياغة خارطة طريق للتسوية تستند إلى مبدأ إدراج أصوات جميع أصحاب المصلحة اليمنيين."

- ترجمات (مركز سوث24) 
- المبعوث الأممي غروندبرغ متحدثا لمجلس الأمن، 15 فبراير 2022 (UN) 

الأمم المتحدةاليمنحرب اليمنالحوثيونمجلس الأمنالإماراتالحديدة