30-03-2022 الساعة 8 مساءً بتوقيت عدن
سوث24 | ترجمات
تبرز هذه المملكة الخليجية الصغيرة [قطر] كواحدة من أفضل آمال أوروبا لفطام نفسها عن الغاز الطبيعي الروسي، في إشارة أخرى على الكيفية التي تغيّر بها الحرب في أوكرانيا علاقات الطاقة في العالم، كما تقول صحيفة وول ستريت جورنال.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤولين قطريين وأوروبيين قولهم: "إن ألمانيا وفرنسا وبلجيكا وإيطاليا تجري محادثات مع قطر لشراء الغاز الطبيعي المسال على المدى الطويل." جاء ذلك، كما يقول التقرير، بعد أن سافر وزير الاقتصاد الالماني روبرت هابيك إلى قطر هذا الشهر للإعلان عن شراكة في مجال الطاقة والالتزام ببناء أول محطة في بلاده لاستقبال شحنات الغاز الطبيعي المسال من قطر ومنتجي الغاز الآخرين.
وقالت الصحيفة أنّ "ثراء قطر ازداد على مدى العقدين الماضيين من خلال بيع الغاز الطبيعي إلى الصين وكوريا الجنوبية واليابان ومستهلكين آسيويين آخرين بعقود طويلة الأجل، مما يساعد الدولة التي يقل عدد سكانها عن ثلاثة ملايين نسمة لأن تصبح ثاني أكبر مصدر للغاز في العالم."
في هذا الوقت، تقول الصحيفة أنّ أوروبا تبحث عن مصادر جديدة للغاز الطبيعي لتحل محل الواردات الروسية التي تمثل 38٪ من الغاز المستورد إلى الاتحاد الأوروبي. وبالإضافة إلى قطر، تجري الدول الأوروبية محادثات مع منتجي الغاز في أنغولا والجزائر وليبيا والولايات المتحدة، وفقًا لمسؤولين في هذه الدول.
تتطلع المملكة الخليجية إلى توقيع اتفاقيات طويلة الأمد مع الدول الغربية في خطوة من شأنها أن تقلب خريطة الطاقة في العالم رأسا على عقب. (وول ستريت جورنال)
وتبرز قطر كواحدة من أكثر الخيارات جاذبية، وفقا للتقرير، لأنها في خضم خطة بقيمة 28.7 مليار دولار لزيادة طاقتها الإنتاجية بنسبة 40٪، أو نحو 33 مليون طن متري سنويًا بحلول عام 2026. وفقا للصحيفة "هذا من شأنه أن يساوي أكثر من مجمل صادرات الغاز الطبيعي المسال الروسية إلى أوروبا، التي بلغت 13.7 مليون طن متري العام الماضي، على الرغم من أنها ستظل تترك فجوة لأن معظم الغاز الروسي ينتقل من خلال خطوط الأنابيب".
ورغم ذلك، قالت الصحيفة أن للقطريين أيضًا روابط مع روسيا، بما في ذلك مليارات الدولارات المستثمرة هناك. حيث يمتلك جهاز قطر للاستثمار، وهو صندوق ثروة سيادية، حصصًا كبيرة في الشركات المدعومة من موسكو مثل شركة Rosneft Oil Co و VTB Bank PJSC، التي انخفضت أسعار أسهمها بنحو 50٪ تقريبًا خلال الشهر الماضي.
الاحتضان الغربي
رأت وول ستريت جورنال أنّ الاهتمام الغربي الحالي بقطر يتناقض مع موقعها الجيوسياسي قبل خمس سنوات. حيث واجهت مقاطعة اقتصادية ودبلوماسية من جيرانها، بما في ذلك السعودية. كما وصف الرئيس السابق دونالد ترامب الإمارة بأنها ممول للجماعات الإرهابية، وهو ما نفته الدوحة.
الآن، وفقا للصحيفة "قامت قطر بترميم العلاقات مع السعوديين. وقد وصفتها الولايات المتحدة بأنها حليف رئيسي من خارج الناتو، مما فتح الباب لمزيد من التدريبات العسكرية المشتركة ومبيعات الأسلحة المحتملة."
وتضيف "لعب القطريون دورًا مركزيًا في مساعدة الولايات المتحدة وحلفائها على إجلاء آلاف الأمريكيين والأفغان بعد سيطرة طالبان على كابول، وعملوا كقناة خلفية للولايات المتحدة في المحادثات مع إيران بشأن الاتفاق النووي." فضلا عن أنّ "القطريين اتخذوا موقفًا أكثر وضوحًا بشأن حرب أوكرانيا من جيرانهم في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة".
ووفقا للصحيفة فإنّ إحدى الفوائد الملموسة لقطر هو إسقاط الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي تحقيقات مكافحة الاحتكار في شركة قطر للبترول، شركة الطاقة الحكومية، مما مهد الطريق للبلاد لمتابعة المزيد من العقود طويلة الأجل في أوروبا.
لكن الصحيفة تقول بأنّ "الغاز القطري لن يغيّر قواعد اللعبة بالنسبة لأوروبا على الفور. إذ أنّ [قطر] تضخ حاليًا بكامل طاقتها وترسل الشحنات التي تم شراؤها منذ فترة طويلة إلى آسيا، حيث سيحتاج العملاء مثل اليابان وكوريا الجنوبية إلى الموافقة على تحويل الشحنات إلى أوروبا." ووفقا للصحيفة "تستطيع قطر إعادة توجيه نحو 10٪ إلى 15٪ فقط من غازها الطبيعي المسال إلى أوروبا على المدى القصير، وستكلّف هذه الشحنات [أوروبا] أكثر من الغاز الروسي."
وقالت الصحيفة نقلا عن مسؤول قطري: "نخطط منذ سنوات لزيادة عقودنا طويلة الأجل مع أوروبا". "إجمالًا، سيكون لدينا المزيد من القدرة على البيع في غضون بضع سنوات، لذا فإن المناقشات الآن تتعلق بصياغة عقود طويلة الأجل من شأنها أن تساعد في ضمان عدم تعرض أوروبا لعوز الطاقة مرة أخرى".
ويأتي ذلك في وقت تدرس أوروبا فرض حظر على النفط الروسي. ولا تزال الدول الأوروبية تشتري الغاز الروسي، لكنها تضع خطط طوارئ حيث تطالب موسكو بالدفع بالروبل بدلًا من الدولار الأمريكي.
وتقول الصحيفة أنّ "احتضان الغرب لقطر يأتي في الوقت الذي توترت فيه علاقات الولايات المتحدة مع شريكين طويلي الأمد في الخليج العربي - المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة -. إذ يرى السعوديون والإماراتيون أنّ رد الولايات المتحدة على الهجمات المدعومة من إيران على أراضيهم غير كافٍ."
وقال مسؤول سعودي، وفقا للصحيفة: "بالنسبة للولايات المتحدة، يتعلق الأمر كله الآن بقطر وكونها صديقة لقطر". "ماذا عن حلفائك الذين وقفوا إلى جانبك منذ سنوات؟".
ويعتقد مايكل غرينوالد، الملحق السابق للخزانة في سفارة الولايات المتحدة في الدوحة: بأنّ "قطر ستلعب دورًا حاسمًا للولايات المتحدة مع خروج نظام مالي جديد من أزمة أوكرانيا / روسيا".
- عالجه للعربية: مركز سوث24 للأخبار والدراسات
- التقرير الأصلي كاملا بالإنجليزي (WSJ)
- الصورة: رويترز
قبل 3 أشهر