لماذا يزور محمد بن سلمان اليونان وفرنسا؟

ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء اليوناني، في أثينا (واس)

لماذا يزور محمد بن سلمان اليونان وفرنسا؟

دولي

الخميس, 28-07-2022 الساعة 07:54 مساءً بتوقيت عدن

سوث24 | باريس 

بعد  نحو أسبوعين من زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، للملكة العربية السعودية، لحضور قمة جدة للتنمية والأمن، أعلن الديوان الملكي أنَّ ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، غادر المملكة، يوم الثلاثاء الماضي، ليزور اليونان وفرنسا.

ووفقاً لوكالة الأنباء السعودية، تأتي الزيارة استجابة لدعوات تلقاها بن سلمان، كما أنَّها جاءت "بناء على توجيه الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وحرصه على التواصل وتعزيز العلاقات بين المملكة والدول الشقيقة والصديقة في المجالات كافة".

وأعلنت الوكالة في بيان نقلاً عن الديوان الملكي، أنّ وليّ العهد سيلتقي قيادة البلدين "لبحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك". وفي 26 يوليو الجاري، وصل الأمير السعودي العاصمة اليونانية أثينا، ووقع مع رئيس الوزراء اليوناني اتفاقيات عدَّة في مجال الاستثمار والطاقة والمجال العسكري.

وبعد يوم واحد من زيارة اليونان، غادر بن سلمان، الأربعاء، إلى العاصمة الفرنسية باريس، حيث سيلتقي الرئيس إيمانويل ماكرون عشية اليوم الخميس في قصر الإليزيه.
 
أول جولة أوروبية منذ مقتل "خاشقجي" 

تعدّ هذه الجولة الأوروبية هي الأولى لولي العهد السعودي منذ مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بتركيا عام 2018. وعلى ذمة هذه الحادثة، التي اتهمت فيها واشنطن الأمير بوقوفه خلفها، شن الإعلام الأوروبي هجوما واسعا ضد الأمير الشاب من ذلك الحين، مستغلا حالة التحريض السائدة في أوروبا ضد المملكة والأسرة السعودية الحاكمة، قبل أن يخف هذا الهجوم نسبيا مع انفجار الحرب الروسية الأوكرانية، وبروز الحاجة الأوروبية الشديدة لإمدادات الطاقة من الشرق الأوسط وحضور لوبيات ضغط ممولة سعوديا مؤخرا في بعض عواصم أوروبا.

ففي زيارته لليونان، وقع بن سلمان ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس مذكرات تعاون عسكرية واقتصادية وأمنية، منها اتفاقية تعاون في المجال العسكري بين البلدين فضلا عن أخرى لمحاربة الجريمة.

 كما شملت مجالات التعاون أيضاً المجال الاقتصادي، من خلال التوقيع على اتفاقية لحماية وتشجيع الاستثمار. وكذلك تم توقيع اتفاقية للتفاهم والتعاون في المجال الصحي، بالإضافة لمذكرة تفاهم في مجال التعاون العلمي والتقني.

وطبقاً لوسائل إعلام نقلا عن مصادر دبلوماسية، سيتناول اجتماع بن سلمان وماكرون أربع ملفات رئيسية هي: الحرب الروسية الأوكرانية، أزمة الطاقة العالمية، الملف النووي الإيراني، والوضع في اليمن. ويذكر أن زيارة بن سلمان لباريس تأتي بعد أيام قليلة من زيارة للرئيس الإماراتي محمد بن زايد إلى العاصمة الأوروبية.

الأهداف 

يعتقد محللون ومراقبون أنَّ هناك رغبة سعودية يونانية مشتركة لتوسيع حجم التعاون العسكري بين الرياض وأثينا، لاسيّما بعد قرار الأخيرة في سبتمبر 2021 إرسال منظومة صواريخ "باتريوت" إلى السعودية على سبيل الإعارة.

وعند الحديث عن ذلك، لا يمكن إغفال الخلاف الذي يجمع اليونان، الدولة المهمة في شرق البحر المتوسط، مع تركيا التي قادت حملة الاستهداف لمحمد بن سلمان على خلفية قضية خاشقجي ودعم الإخوان المسلمين. 

وبالنسبة للزيارة إلى فرنسا، فهي أيضاً ذات أهمية كبيرة. ويظهر من خلال هذه الزيارة أنها ستمثل أيضاً نطاق الاتحاد الأوروبي، ويكون لها علاقة كبيرة بملف نقص إمدادات الغاز والنفط الروسي لأوروبا في ظل استمرار الأزمة الدولية الحالية بين موسكو وكييف.

التحركات الأخيرة 

جدير بالذكر أن محمد بن سلمان كان قد زار مصر والأردن وتركيا في إطار جولة إقليمية قبل أيام، وقع خلالها عددًا من الاتفاقيات قبل عودته إلى الرياض لحضور قمة أمريكية - عربية عقدت بمدينة جدة، السبت قبل الماضي، لبحث عدد من الملفات المهمة.

وينظر لهذه التحركات على أنَّها تأتي ضمن طموحات الأمير الشاب لتعزيز المكانة الإقليمية والدولية للسعودية في خضم الأزمات المتلاحقة التي يشهدها العالم. 


- مركز سوث24 للأخبار والدراسات

المصادر: واس، الحرة، البلد

فرنسا اليونان السعودية تركيا محمد بن سلمان ماكرون