الصورة: أسوشيتد برس
18-08-2022 الساعة 9 صباحاً بتوقيت عدن
سوث24 | واشنطن
استبعد مسؤولون غربيون أن يكون هناك اتفاقا نوويا وشيكا بين طهران وواشنطن، وفقا لما نقلته وول ستريت جورنال الأربعاء.
وقالت الصحيفة الأمريكية أنّ مطالب إيران بضمانات من الولايات المتحدة أوقفت مرة أخرى الجهود الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، مما ترك واشنطن والعواصم الأوروبية غير متأكدة مما إذا كان التوصل إلى اتفاق ممكنا.
وأرسلت طهران يوم الاثنين ردا على الاتحاد الأوروبي الذي يرأس المحادثات النووية ولم تقبل أو ترفض مسودة نص اتفاق للاتحاد الأوروبي لكنها أثارت عدة قضايا تريد إيران إدراجها في الاتفاق. وكان الاتحاد الأوروبي قد قال إنّ مسودته كانت "النص النهائي" لاتفاق محتمل عندما أرسلها، معلنا انتهاء المفاوضات.
وقال فريق التفاوض الإيراني إنّ من الأمور المحورية في رد إيران هي التأكيدات التي تسعى إليها بأن الشركات الغربية التي تستثمر في إيران ستكون محمية إذا انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق مرة أخرى كما فعلت في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب. كما طرحت إيران آليات في الاتفاق من شأنها أن تسمح لطهران بزيادة نشاطها النووي بسرعة إذا انسحبت واشنطن من الاتفاق.
وقال مسؤولون أوروبيون منذ أن أرسلت إيران ردها مساء الاثنين إنّ الموقف الإيراني قد يكون أساسا لبعض التسويات لكن التوصل إلى اتفاق يعتمد على مرونة طهران.
قال مسؤول أوروبي كبير يوم الأربعاء إن طهران وواشنطن بحاجة إلى إعطاء نعم أو لا لمشروع النص، رافضا فكرة استئناف المحادثات بين الطرفين.
وقال مسؤولان غربيان إنهما لا يتوقعان أي إعلان عن اتفاق وشيك، على الرغم من أنه لا يزال ممكنا في الأيام المقبلة.
وفي وقت مبكر من المفاوضات، كانت إيران تسعى للحصول على وعود من الولايات المتحدة بأنها لن تنسحب من الاتفاق مرة أخرى، طالما أن طهران كانت ممتثلة، وهو مطلب قال مسؤولون أمريكيون إنه من المستحيل تلبيته بسبب عدم قدرة إدارة بايدن على التحكم في القرارات التي يتخذها الرؤساء المستقبليون.
ردود فعل متباينة
وفي إيران خلال اليومين الماضيين، عُقدت سلسلة من الاجتماعات بين رئيس فريق التفاوض وكبار المسؤولين في الحكومة والبرلمان ومجلس الأمن القومي الإيراني. لكن في نهاية المطاف، يكون للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي القول الفصل في جميع قضايا الأمن القومي الرئيسية، وفقا لتعليق وول ستريت جورنال.
وأثار رد إيران على مسودة نص الاتحاد الأوروبي ردود فعل متباينة بين الأطراف الأخرى في الاتفاق، والتي تشمل روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، فضلا عن الولايات المتحدة وإيران.
وقال كبير المفاوضين الروس ميخائيل أوليانوف، الذي عمل عن كثب مع فريق التفاوض الإيراني، على تويتر إن هناك "فرصة كبيرة لعبور خط النهاية"، قائلا إن القرار يقع الآن في واشنطن.
وقال: "تعتمد النتيجة النهائية على كيفية رد فعل الولايات المتحدة على الاقتراحات الإيرانية المعقولة الأخيرة". ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس التعليق على تفاصيل المفاوضات يوم الأربعاء قائلا "نحن نعلن وجهات نظرنا سرا وبشكل مباشر للاتحاد الأوروبي".
تعتقد الصحيفة أنّ أحد الخيارات هو أن يكون رد الولايات المتحدة على إيران أساسا لمشروع نص معدل للاتحاد الأوروبي يمكن إرساله إلى الأطراف للموافقة عليه. وثمة أمر آخر يتمثل في استمرار تبادل الأفكار بين العواصم دون تحديد موعد نهائي صارم لإنهاء المحادثات.
وفي حين قال مسؤولون إيرانيون وأمريكيون إن المفاوضات لا يمكن أن تكون مفتوحة، إلا أن هناك مزايا لكلا الجانبين في عدم إعلان وفاة الاتفاق، حتى مع استمرار تقدم برنامج إيران النووي.
ترى وول ستريت جورنال أنّ الولايات المتحدة حريصة على تجنب أزمة جديدة وسط الحرب في أوكرانيا وقبل انتخابات التجديد النصفي. في حين وضع المسؤولون الإيرانيون رفع العقوبات الأمريكية كأحد أهم أهدافهم وسط ظروف اقتصادية صعبة.
قلق اسرائيلي
في هذا الوقت أشارت وسائل إعلام اسرائيلية بأنّ "إيران تقترب نحو التوقيع على الاتفاق النووي مقابل الدول العظمى".
وقالت عن مصادر سياسية بأنّ "إسرائيل ترى في الاتفاق الحالي اتفاقاً سيئاً"، ولمواجهة ذلك فإنّ تل أبيب "تستعد لسيناريوهات مختلفة".
وأشار الإعلام الإسرائيلي إلى أنّ "المنظومة الإسرائيلية تعمل على تشخيص الاتجاهات والسيناريوهات"، وفقا لما تجمته عنه قناة الميادين المقرّبة من إيران.
وقال معلّق الشؤون العسكرية في موقع "والاه" الإسرائيلي، أمير بوخبوط، إنّ "إسرائيل لن تجلس بهدوء على خلفية التطورات في المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة حول المشروع النووي".
وتابع بوخبوط: "التقدير هو أنّ صراعاً حول الموضوع بين الولايات المتحدة وإسرائيل سيبدأُ قريباً، وحتى لو كان هناك مسعى لإبقائه خلف الكواليس، فإنّه سينزلق إلى الخارج".
- المصدر: وول ستريت جورنال، الميادين (ترجمات سوث24)
قبل 3 أشهر