الزُبيدي يعقد لقاءً مشتركًا بفريق الحوار الوطني ورؤساء عدد من المكونات السياسية الجنوبية، 1 أبريل 2023 (رسمي)
13-04-2023 الساعة 7 مساءً بتوقيت عدن
سوث24 | عبد الله الشادلي
في 25 مارس الماضي، كشف رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اللواء عيدروس الزُبيدي، عن هيكلة سياسية وأمنية وعسكرية، تستهدف تعزيز عمل وأداء المجلس واستيعاب مكونات جنوبية جديدة.
جاء ذلك خلال اجتماع للزبيدي مع لجنة هيكلة الانتقالي في العاصمة عدن بحضور مسؤولين رئيسيين من المجلس.
وقال إعلام الانتقالي إنَّ الزبيدي "استمع إلى شرح واف عن الجهود التي بذلتها اللجنة في إعداد لوائح وأنظمة المجلس الانتقالي وهيئاته المستحدثة والقائمة حاليًا لتنظيم عملها لتواكب عملية التغيير والتحديث المرتقب في هياكل وآليات عمل هيئات المجلس المركزية والمحلية، وآليات الإشراف والرقابة والتقييم والمحاسبة لأداء الكادر بمختلف مستوياته فيها".
وأضاف البيان: "وجه الزبيدي بضرورة مباشرة اللجنة لإعداد المعايير والإجراءات المطلوبة لتقييم أداء الكادر القيادي والإداري في مختلف هيئات المجلس المركزية والمحلية بما يمهد لرئاسة المجلس اتخاذ إجراءات التجديد والتغيير والتدوير في كافة هيئات المجلس، [..] وإشراك القوى الوطنية وفقا لأسس ومعايير موضوعية".
وفي 1 أبريل، عقد الزبيدي اجتماعًا ضم رؤساء عدد من المكونات الجنوبية ومنهم المحامي علي هيثم الغريب رئيس مجلس الحراك الجنوبي السلمي، وزير العدل السابق، وعبدالرؤوف زين السقاف رئيس المجلس الأعلى للحراك الثوري، وفادي حسن باعوم رئيس المجلس السياسي لمجلس الحراك الثوري.
ووفقاً للموقع للرسمي للانتقالي، استعرض الاجتماع التفاهمات التي توصل إليها فريق الحوار الوطني الجنوبي الداخلي مع عدد من المكونات السياسية الرئيسية، لعقد لقاء تشاوري للوقوف على مشروع الميثاق الوطني، وتقديم آرائها وملاحظاتها حوله، تمهيدًا لإقراره كوثيقة تُحدد شكل ومستقبل الشراكة بين جميع القوى والمكونات الوطنية الجنوبية.
وتأتي هذه التحركات داخل المجلس الانتقالي الجنوبي بعد لقاءات مكثفة أجراها فريق الحوار الوطني الجنوبي بنسختيه في الداخل والخارج، وفي ظل مساعي المجلس لتعزيز موقفه كممثل لقضية الجنوب في معترك السياسة والمفاوضات الذي يخوضه ضمن مجلس القيادة الرئاسي والأزمة اليمنية ككل.
وبعد قرابة 6 سنوات من تشكيله، تعتبر خطوة هيكلة المجلس الانتقالي الجنوبي أكثر الخطوات تقدمًا والتي يرجَّح أن تنعكس بشكل إيجابي على أداء المجلس، مع بعض المخاوف من الأعراض السلبية التي قد ترافق هذه العملية الكبيرة نظرًا لحساسية الظروف الراهنة وحاجة الانتقالي للتركيز على ملفاته الخارجية أيضًا.
ماذا سيحدث في الهيكلة؟
وضعت تصريحات الزبيدي وقادة آخرون في المجلس الانتقالي الجنوبي الخطوط العريضة لعملية الهيكلة التي يرجح أن تشمل إعادة تدوير المناصب على المستويين المركزي والمحلي داخل الانتقالي في الجوانب السياسية والعسكرية والأمنية كافة، وهي عملية قد تشمل إضافة مكونات وشخصيات جنوبية جديدة.
وفي هذا الصدد، قال مقرر الجمعية الوطنية الجنوبية وعضو فريق الحوار الوطني الجنوبي نصر هرهرة لـ "سوث24": "هناك العديد من الخطوات التي ستتم في عملية الهيكلة، ومنها تحديث وثائق المجلس وخاصة النظام الأساسي للمجلس واللوائح التنظيمية لهيئاته المختلفة".
وأضاف: "كما سيتم تحديث الرؤية السياسية للمجلس لتواكب المستجدات مع الحفاظ على الأهداف الاستراتيجية، واستكمال الهيئات التي لم تشكل بعد مثل مجلس المستشارين، الذي يعتبر الغرفة التشريعية الثانية، أي صاحب المبادرة التشريعية ليُشكل مع الجمعية الوطنية وهيئة الرئاسة مجلس العموم للمجلس الانتقالي".
وأوضح هرهرة أن عملية الهيكلة "تستهدف تطوير الجمعية الوطنية والأمانة العامة للمجلس والقيادات المحلية في المديريات، ودمج الدوائر واللجان التي أثبتت التجربة التشابه في عملها، وإنشاء دوائر يتطلب العمل وجودها".
وأضاف: "كما سيتم تجديد العضوية في الهيئات التي مر على الأعضاء فيها ست سنوات، وتشبيب هيئاته بدماء شابه جديدة، واستيعاب من لم يتم استيعابهم في الماضي وتوسيع مشاركة المرأة"، لافتًا إلى مسارات أمنية وعسكرية أيضاً للهيكلة تخص القوات الجنوبية وتحمل أهدافا ضمن الأهداف العامة لعملية الهيكلة.
لماذا الآن؟
يعتقد المحلل السياسي صلاح السقلدي أنَّ "المجلس الانتقالي الجنوبي بعد قرابة ست سنوات من تشكيله "بحاجة ماسة لإعادة صياغة هيكله التنظيمي عبر عملية مراجعة وتقييم لعمله وخطواته السياسية والعسكرية والأمنية".
وقال السقلدي لـ "سوث24": "إنّ استيعاب شخصيات جنوبية جديدة لتقوية عضد المجلس، وإشراك آخرين في تحمل أعباء المهمة الصعبة والتركة الثقيلة، التي لن يقوى عليها الانتقالي لوحده على تحملها ومعالجتها".
ويرى السقلدي أنّ "العملية المنشودة [الهيكلة] تحتاج إلى إرادة ومصداقية حقيقة وقناعة واضحة من الانتقالي لإنجاحها؛ لفتح أفق رحب نحو المستقبل المنشود"، مضيفًا: "لا نعني هنا فقط المراجعة على المسار السياسي والتنظيمي، بل يشمل ذلك بالتأكيد المؤسستين العسكرية والأمنية".
وفي تصريح خاص لـ "سوث24"، علَّق رئيس مجلس الحراك الجنوبي السلمي وزير العدل السابق المحامي علي هيثم الغريب على عملية هيكلة المجلس الانتقالي الجنوبي التي من المتوقع أن تشمل القيادي الجنوبي والمكون الذي يرأسه.
وقال الغريب لـ "سوث24": "هذه خطوة في الاتجاه الصحيح. إنَّها ستجيب على كثير من الأسئلة. إنّها جزء من بناء المنظومة السياسية الجنوبية، كما أنّها تتماشى مع الإجراءات الأخرى الهادفة للوصول إلى إنشاء كيان جنوبي موحّد يتصدى للتصرّفات السياسية الشمالية على الأرض الجنوبية".
وأضاف: "كما أنَّها ستشكّل بناءً وطنياً للمجلس الانتقالي والمكونات المنطوية تحت لوائه، خاصة وأنَّ الهيكلة تأتي في ظل ظروف متسارعة تشهدها القضية الجنوبية يوميًا، وفي ظل الطاقات الكبيرة التي يحتضنها الجنوب والتي حافظت على الهوية والقضية الجنوبية".
وأردف: "إشراك قوى وشخصيات أخرى، سيعني بالضرورة تقوية شوكة ثقافة التصالح والتسامح، ومجابهة الاستهداف الذي تتعرض القضية الجنوبية من جهات عدة داخلية وخارجية".
وردًا على سؤال وجهه "سوث24" حول مدى دقة الحديث عن أن مجلس الحراك الجنوبي السلمي سينضوي تحت إطار المجلس الانتقالي الجنوبي، قال الغريب: " نعم، وفي ظل ما سبق ذكره ولحين التوافق الجنوبي من خلال لقاء تشاوري سيعلن عنه قريباً بإذن الله، فإنَّنا نتطلع وبدافع الأهمية الاستراتيجية لوحدة الصف الوطني الجنوبي".
ولفت المسؤول في المجلس الانتقالي نصر هرهرة إلى أنَّ عملية الهيكلة "تتم بعد مضي فترة كافية منذ تأسيس المجلس لتقييم ومعرفة نقاط القوة لتطويرها، ونقاط الضعف لتجاوزها"، مضيفًا: "تترافق العملية مع إنجاز عملية الحوار الوطني الجنوبي الذي يفرز بلا شك حاجة إلى توسيع الشراكة، ورفد المجلس بدماء جديدة".
وأضاف: "في ذات الوقت، فإنَّها تأتي ليستطيع المجلس التعامل مع الاستحقاقات الجديدة، وجني ثمار نضالات شعب الجنوب في ظل ما يجري اليوم في المنطقة، وفي ظل مؤشرات لوقف الحرب والولوج إلى عملية سياسية شاملة".
ويؤكد الأمين العام لـ "كتلة حلف وجامع حضرموت من أجل حضرموت والجنوب"، الشيخ عباس محمد باوزير على تأييد الكتلة لعملية هيكلة المجلس الانتقالي الجنوبي.
وقال لـ "سوث24": "إطلاق الانتقالي للمصالحة الجنوبية وابتداؤه حواراً جنوبياً - جنوبياً في الداخل والخارج أمر يؤكد مصداقية توجهه ودعواته. يجب أن تنضوي كل المكونات السياسية الجنوبية في إطاره باعتباره حاملاً لقضية الجنوب، وممثلًا لها لدى كافة الجهات الدولية والإقليمية".
في المقابل، لا يبدو أمين عام مرجعية قبائل حضرموت الشيخ جمعان سعيد متحمسا بذات القدر لدعوات المجلس الانتقالي الجنوبي وعملية الهيكلة المرتقبة. وقال لـ "سوث24": "بالنسبة لنا في مرجعية قبائل حضرموت، لا نتدخل في شؤون أي مكون آخر، ونعتقد أنَّ أي إجراءات داخلية هي شأن خاص بهم".
وأضاف: "أما موقفنا من الحوار الجنوبي، فنحن مع أي دعوة للحوار سواء على مستوى اليمن أو على مستوى محافظات الجنوب، غير أنَّنا نؤكد مع كل دعوة للحوار على أن يكون الحوار حقيقيًا وشاملًا ودون سقف".
مخاطر؟
لا يرى المحلل السياسي صلاح السقلدي وجود أي مخاطر على الانتقالي قد تسببها عملية الهيكلة المرتقبة:
وقال السقلدي: "نحن نتحدث عن إعادة مراجعة وتقييم، واستيعاب قوى وشخصيات جنوبية، ولا نعني الهيكلة التي تتحدث عنها الأحزاب التي يُراد منها ابتلاع القضية الجنوبية وقواتها العسكرية والأمنية، تحت عنوان مخادع اسمه الهيكلة".
ويؤكد المسؤول في الانتقالي نصر هرهرة أنَّ عملية الهيكلة لا تحمل أي مخاطر. وأضاف: "لقد اكتسب المجلس الانتقالي الجنوبي تجربة وخبرة بعد 6 سنوات من تأسيسه، وتم اختبار وثائقه وتصميمه وهياكله وهيئاته والعلاقة فيما بينها ومستوى أدائه".
وأردف: "هذه الهيكلة مدروسة بعناية، بحيث لن تكون إلا قوة دفع جديدة في الارتقاء بعمل المجلس".
وبالنظر إلى الاستحقاقات الحالية والاستحقاقات الكبيرة القادمة للجنوبيين، يبدو أنَّ خطوة هيكلة المجلس الانتقالي الجنوبي قد تُحدث ثورة في عمل هذا الكيان تنافس ما أحدثه تشكيله في 2017 من نقلة نوعية للغاية في العمل السياسي الجنوبي، وفي ظل ظروف داخلية وخارجية معقدة ومتسارعة.
قبل 3 أشهر