كأس الخليج: هل تنهي البطولة المقامة في قطر الأزمة الخليجية؟

كأس الخليج: هل تنهي البطولة المقامة في قطر الأزمة الخليجية؟

عربي

السبت, 16-11-2019 الساعة 01:30 مساءً بتوقيت عدن

بي بي سي| سوث24| سلطت صحف عربية، بنسختيها الورقية والإلكترونية، الضوء على إعلان منتخبات السعودية والإمارات والبحرين عن مشاركتها في بطولة كأس الخليج لكرة القدم والمعروفة بـ "خليجي 24" التي ستنظمها قطر نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
ورأى بعض الكتاب أن هذه الخطوة تمثل مؤشرات على حدوث انفراجة في الأزمة الخليجية.

"كسر الحصار"
يقول حازم عياد في عربي 21 اللندنية إن "مشاركة المنتخبات الثلاثة إجراء من الممكن أن يقود لرفع الحظر على التنقل جوا وبحرا وبرا بين البلدان الخليجية الثلاثة (السعودية والإمارات والبحرين) مع دولة قطر؛ إجراء يحمل أبعادا اقتصادية واجتماعية وسياسية تجاوزت الاشتراطات الصارمة التي قدمتها دول الرباعية (مصر والبحرين والسعودية والإمارات العربية) قبل عامين من الآن لاستئناف العلاقة مع الدوحة ورفع الحظر عنها".
ويضيف الكاتب أنه "رغم أن المشاركة في بطولة خليجي 24 تبدو -كخطوة إجرائية أولية في كسر الحصار وتطبيع العلاقات الخليجية- خطوة تهدد بشكل غير مباشر النواة الصلبة لرباعية الحصار؛ إلا أنها تتساوق مع الميول والدوافع السعودية لتخفيض التوتر في منطقة الخليج والانفتاح على دول الجوار الخليجي".
وتقول "الأيام" اليمنية إن استجابة اتحادات الكرة في كل من السعودية والإمارات والبحرين لدعوة الاتحاد الخليجي لكرة القدم لمنتخبات هذه الدول للمشاركة في بطولة كأس الخليج "شكلت مؤشرًا عدّه البعض بداية النهاية للأزمة الخليجية، خصوصًا وأن الدول الثلاث اعتذرت اتحاداتها في وقت سابق عن المشاركة في هذه النسخة".
وتضيف الصحيفة: "ولئن كانت المحافل الرياضية قد أسهمت في السابق في حلحلة العديد من الأزمات السياسية في العالم، وشكلت كرة القدم مدخلا لحل هذه الأزمة أو تلك، فإن تقديرات الخبراء والمحللين الخليجيين تراوحت بين الإشادة بقرار مشاركة المنتخبات، والحذر بشأن إمكانية ترجمة اللحظة الرياضية في الإطار السياسي".

ويقول أيمن الأمين في موقع مصر العربية إن "الأزمة الخليجية ما تزال تحمل بين طياتها الكثير، تارة يحتدم الخلاف، وأخرى يقترب فيها التصالح، حتى لو كان رياضيا، كما حدث قبل ساعات، بموافقة السعودية والإمارات والبحرين على المشاركة في بطولة خليجي 24 بقطر".
ويرى الكاتب أن " الحديث عن انفراجة داخل صناع القرار الخليجي، يأتي في ظل تخوفات عربية من توترات إقليمية قد تطيح بغالبية مناطق الشرق الأوسط، لا سيما بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة من تهديدات حوثية للسعودية وإيرانية للعراق ولبنان، ومخاوف في البحرين وسلطنة عمان".
وترى صحيفة الخليج أونلاين اللندنية أن هناك مؤشرات على حدوث اختراق في الأزمة الخليجية. وتضيف الصحيفة أن إعلان السعودية والإمارات والبحرين التراجع عن قرار رفض المشاركة في بطولة كأس الخليج بنسختها الـ24 في قطر يمثل "خطوة أولية تبدو أنها تمضي نحو المصالحة".
وتقول الصحيفة إن "هذه التحركات تأتي في محاولة من السعودية لتخفيف الضغط عليها، بالتزامن مع خطوات أخرى تقوم بها للخروج من مأزقها في محيطها، وفي مقدمتها خلافاتها مع إيران، والحرب مع الحوثيين، بعدما تركتها حليفتها الإمارات في مواجهة الطرفين وذهبت نحو مصالحة طهران والانسحاب من حرب اليمن".

"انفراجة خليجية"
أما القدس العربي فتقول في افتتاحيتها إن "عدة إلماحات تشير إلى إمكانية حصول انفراجة خليجية صدرت عن مسؤولين خليجيين وذلك بعد أكثر من سنتين على قرار السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر".
وتضيف الصحيفة: "لم تثبت سياسات دول الحصار بؤس الأجندات التي اشتغل عليها مسؤولوها فحسب، ولكنها أكدت وقوف هؤلاء على الجانب الخاطئ من التاريخ. وبدلا من الانتصارات المدفوعة الثمن التي وعدوا أنفسهم بها، أفاق زعماء دول الحصار على توازن قوى جديد في المنطقة وصارت الانفراجة محاولة لتقليل الخسائر الباهظة التي تكبدوها".
ويقول بشير البكر في العربي الجديد اللندنية إن "الدوحة لم تخسر وحدها جرّاء زجّ المنطقة في أتون هذه الأزمة، بل تضرّرت معها دول مجلس التعاون الذي تلقى ضربة كبيرة، وتحول من بيت للعمل الخليجي المشترك إلى كيان مشلول بلا نشاط".
ويضيف الكاتب أنه "على الرغم من محاولات أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد، الحثيثة، من أجل تطويق الأزمة، ومنع تفاقمها والحد من انعكاساتها السلبية على العمل الخليجي المشترك، إلا أنه كلما تقدّم الوقت، ظهرت نتائج الأزمة أكثر فأكثر. ولا مبالغة في القول إن الأزمة شدّت من عصب قطر، وأضعفت السعودية والإمارات، وهذا ما سوف تكشف عنه الفترة المقبلة بوضوح شديد".
قرار سياسي
أستاذ العلوم السياسية الإماراتي الدكتور عبد الخالق عبد الله كان قد نشر الثلاثاء الفائت تغريدة على تويتر كشف فيها عما اعتبرها "تطورات لحل الخلاف الخليجي قريبة الحدوث". وهي التغريدة التي انتشرت بشكل واسع، وحملت عدة تأويلات، ذهب معظمها للإشارة بأن ذلك يمثل بداية إذابة كرة الثلج بين الإمارات والسعودية والبحرين مع دولة قطر.
يقول عبد الله "قرار مشاركة السعودية والإمارات والبحرين في كأس الخليج 24 في الدوحة قرار سياسي بقدر ما هو رياضي". مشيرا إلى أن كرة القدم قد تأتي بما لم تأتي به غيرها، يضيف "كرة القدم قد تفتح الباب لسفر الجماهير الرياضية الى قطر لمساندة منتخباتها ما يعني بالضرورة رفع منع السفر الى قطر وعودة اللحمة الخليجية، وقريبا سنحتفل بذلك".
وبررت اتحادات الكرة في البلدان الثلاثة قرار المشاركة بـ «تجديد الدعوة التي وجهها إليها الاتحاد الخليجي"، بعدما كانت القرعة الأوّلية محصورة على قطر والكويت وعمان والعراق واليمن.

تجدر الإشارة إلى أن كلًا من السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة كانت قد سحبت سفرائها لدى قطر في مارس 2014، بسبب ما وصفوه "عدم التزام الدوحة بمقررات تم التوافق عليها سابقًا بمجلس التعاون الخليجي، يعُتقد أن أبرزها هو الموقف القطري من عزل الرئيس المصري السابق مرسي بعد احداث 30 يونيو، ودعم دولة قطر لما للفوضى وعدم الاستقرار بالمنطقة، وعلاقات حكومة قطر مع جماعة الإخوان المسلمين المحظورة والمتطرفة".
وتمحور الخلاف كثيرا بحسب مسئولون "حول طريقة مكافحة الإرهاب وعدم بذل دولة قطر ما يكفي لمكافحته، فضلا عن اتهامها بتمويل الإرهاب واعطاء جماعات إرهابية منابر فضائية للتعبير عن افكارها". فيما كان غموض الموقف القطري من العلاقات مع إيران، هو القشة التي قصمت ظهر البعير. وبعد قطع العلاقات مع قطر في 2017 شنت الدوحة هجوما واسعا على التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن، وكرست 80% من تغطيتها الإعلامية لمهاجمة السعودية والإمارات وحلفائها في جنوب اليمن وأبرزهم المجلس الانتقالي الجنوبي الذي ينتهج سياسة متوافقة مع الإمارات في مواجهة حركة الإخوان المسلمين. بحسب مراقبين.
وانتهجت سياسة صريحة منفتحة مع إيران والميليشيات الحوثية التي تدعمها في اليمن، ووفرت لهم منصة إعلامية واسعة على شبكاته المختلفة، فضلا عما كشفه في وقت سابق القيادي حوثي منشق "علي البخيتي" عن تمويل قطري مالي بلغ ملايين الدولات وصل رئيس الوفد المفاوض للحوثيين محمد عبد السلام عبر وسيط عماني